الجهاز الهضمي

أعراض التهاب المعدة الحاد و المزمن، أسبابه و سبل العلاج

من الشائع جدا أن يشتكي الناس من أعراض الجهاز الهضمي من فترة لأخرى، لكن تختلف الأعراض و تختلف معها المسببات، و قد تكون الأعراض متنوعة لدرجة تصنيفها ضمن خانة الأعراض الغير نوعية أو الغير محددة للمشكلة الأصلية. التهاب المعدة، من الأمراض الشائعة في اختصاص الجهاز الهضمي، و تشخيصها ليس سريريا بالدرجة الأولى، مما يضع الممارس الطبي ضمن طريقة كلاسيكية للتشخيص عبر جمع أعراض التهاب المعدة الملاحظة لدى المريض، و من ثم ربطها مع أسئلة أخرى تتعلق بنمط معيشة الفرد و نشاطه و تاريخ الطبي الشخصي و العائلي.

أعراض التهاب المعدة:

قبل الخوض في ذكر الأعراض يجب أولا التذكير بوجود اختلافات عدة و تصنيفات مختلفة لالتهابات المعدة، بحكم الآليات و المسببات المتنوعة لظهور المرض.

لكن يمكننا تصنيفهم إلى صنفين :

  • الالتهابات الحادة : تعتبر نادرة مقارنة بالالتهابات المزمنة، مسبباتها الرئيسية تكون الأدوية ذات الأثر على بطانة المعدة.
  • الالتهابات المزمنة : أكثر شيوعاً، مكنت الدراسات الحديثة من معرفة الدور الكبير لبكتيريا الـ Helicobacter Pylori التي تسبب ما يزيد عن ثمانين بالمائة من حالات الالتهاب المزمن للمعدة.

تتلخص أعراض التهاب المعدة الحاد في:

  • آلام في منطقة أسفل الحجاب الحاجز، تحديدا في الوسط ( لكن قد يحاكي ألم الالتهاب المعدي أو يتشابه مع آلام الأحشاء الأخرى )
  • حالة من عدم الارتياح الهضمي، حيث يعاني المريض أحيانا من ارتجاع، أو حموضة أو انتفاخ في منطقة البطن .
  • قد يكون النزيف الهضمي العلوي دليل على التهاب المعدة ( و هو ما يستدعي تنظير علوي )
  • في أغلب الحالات يكون التهاب المعدة الحاد دون أعراض و يمر دون أثر يذكر.

أما فيما يخص أعراض التهاب المعدة المزمن فالملاحظ:

  • أنه بدون أعراض كذلك في غالب الأحيان
  • إحساس بحرقة في منطقة البطن
  • ثقل أو إحساس بامتلاء مزعج للمعدة
  • تجشؤ متكرر
  • رغبة ملحة في النوم بعد الوجبات ( و إن بدا الأمر طبيعيا )
  • رائحة نفس كريهة

قد يتم اكتشاف الالتهاب المزمن للمعدة بالصدفة أو عن طريق أحدى مضاعفاته، كفقر الدم أو النزيف الهضمي العلوي، إلى جانب المضاعفات الخبيثة كتغير تركيبة أنسجة بطانة المعدة.

أسباب التهاب المعدة:

  • التهاب المعدة الحاد:

  1. الأدوية : تلعب مضادات الالتهابات الغير ستيروويدية دورا هاما في خفض دفاعات المعدة ما يتسبب في تعرضها للضرر.
  2. مواد التنظيف و المركبات الكيميائية : يؤدي ابتلاع بعض المركبات الكيميائية سواء بطريقة عرضية أو بغرض الانتحار سببا من الأسباب كذلك.
  3. التدخين : لا اختلاف بين إثنين عن ضرر التدخين الواسع على جسمنا البشري. و تعتبر المعدة أحد الأعضاء التي قد يتسبب التدخين في إيذاءها.
  4. الكحول.
  5. بكتيريا الـ Helicobacter Pylori : منذ تم اكتشاف هذه البكتيريا و تبيان دورها المحوري في التسبب بالقرحة المعدية، ساهم هذا في التقليص من الإصابات و المضاعفات التي قد تنجم عنها.
  6. بكتيريا المكورات العقدية streptocoques و البكتيريا اللاهوائية التي تتخذ الجهاز الهضمي و المعدة موطنا .
  7. الفيروسات : تعد عائلة فيروسات الهربس أكثر الفيروسات شيوعاً، و ظهورها مرتبط في أغلب الأحيان بانخفاض دفاعات الجسم المناعية.
  8. الالتهابات الطفيلية.

  • التهاب المعدة المزمن:

  1. العدوى البكتيرية : قد تتطور من عدوى بكتيريا الـ H Pylori السابقة الذكر أو قد تكون عدو سلية، الزهري ( و هي عدوى منتقلة جنسيا ).
  2. العدوى الفطرية : أو عدوى الكانديدا candidose.
  3. عدوى فيروسية : و المتسبب قد يكون فيروس المضخم للخلايا المعروف في الوسط الطبي باختصار CMV
  4. العدوى الطفيلية.
  5. الأمراض الالتهابية المزمنة ( كمرض كرون crohn diseas او الساركويد)
  6. الأجسام الغريبة ( و هي ما يعرف بالبيزوار أو حالات خاصة كمتلازمة pica التي تعرف بابتلاع الأشخاص لمواد غير غذائية أو حتى خطيرة ).
  7. الالتهاب الناجم عن التعرض للعلاج بالأشعة.
  8. الالتهاب بعد الجراحي ( استئصال جزء من المعدة ).
  9. الالتهاب المتعلق بارتفاع ضغط الوريد البابي ( غالبا ما يرتبط هذا بأمراض الكبد أو القلب )

كيف يتم تشخيص التهاب المعدة؟

باختلاف الأسباب و الأعراض، و حتى باختلاف الماضي الطبي الشخصي و العائلي للمريض، و كذلك نمط عيشة و عاداته و ما يمكن أن ينتج عن المعاينة الطبية من معلومات، لا يمكن أبدا التأكيد على وجود الالتهاب مباشرة، بل يكون مجرد فرضية تشخيصية قبل أخذ عينة نسيج من المعدة للدراسة. و يتم هذا عن طريق التنظير العلوي (fibroscopie digestive haute) الذي يسمح للأخصائي أو الطبيب من رؤية البطانة الخاصة بالمعدة مباشرة.

توجد عيوب ظاهرية في عديد الالتهابات، و يمكن ملاحظتها من طرف الطبيب. كما أن المظهر الطبيعي لجدار المعدة الداخلي لا يمكن أن يكون تأكيدا على سلامة المعدة. و يبقى دراسة النسيج وسيلة التأكيد المثلى لمثل هذا المرض.

تبقى الطبيعة المزمنة و الحادة للمرض متعلقة بالمدة الزمنية. و كذلك لا يمكن الجزم بطبيعة المرض الحادة سوى بعد اختفاء الأعراض و الالتهاب بدراسة عينة أخرى، لأن احتمال تطور المرض الحاد إلى مزمن وارد في كثير من مسببات الالتهاب المعدي.

ما هو علاج التهابات المعدة؟

ذكر أعلاه أسباب التهابات المعدة المزمن و الحاد، و هنا وجب القول أن العلاج يكون حسب السبب. و علاج أعراض التهاب المعدة قد يبدي نفعه في الالتهابات الحادة، و التي تزول أغلبها بمجرد مرور الزمن أو بالتوقف عن التعرض لمسببات الالتهاب.

  • كمثال مضادات الالتهاب الغير الستيروويدية، فالعلاج بهكذا أدوية يستلزم وصف مثبطات مضخات البروتونات ( اختصارا IPP ) أو الأوميبرازول لتجنب أعراضها الجانبية و أثرها الواضح على بطانة المعدة.

  • أما فيما يخص الالتهابات المزمنة، فالدور الكبير لبكتيريا الـ H Pylori و التي تتسبب في 80 بالمائة من الحالات المشخصة، فالعلاج الذي يستهدفها و المكون من مضادات حيوية و مثبطات مضخات البروتونات مثبت الفعالية.

اقرأ أيضا: ما الأغذية التي ينبغي تناولها إذا كان لديك إلتهاب المعدة و الأمعاء

في النهاية، المعدة عضو معرض لعديد العوامل المضرة، خارجية كانت أو داخلية. الفحص الدقيق و المتأني مع جمع القدر الكافي من المعلومات يجعل علاج ما تعلق بها ممكنا نظرا للتطور الملحوظ في سبل العلاج.

اظهر المزيد

Dr Litim Mounir

طبيب عام، مساهم بعدة مقالات في مجلة العلوم الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى