مرض البواسير (المعروف اختصارا بالبواسير hémorroïdes) هي حالة مرضية تحدث عند تضخم وتورم مفرط في الأوردة الموجودة في فتحة الشرج، حيث تصبح منتفخة مثل حبات العنب الناضجة. و تحدث نتيجة الإجهاد لفترة طويلة أثناء التبرز بسبب الإمساك كسبب رئيسي، أو الإسهال أحيانا. تُحدثنا بأكثر تفاصيل حول أعراض و علاج البواسير، الدكتورة فتيحة سعدوني، أخصائية في الطب الداخلي بالقطاع الخاص.
دكتورة، قد يختلف كل نوع من البواسير عن الآخر من ناحية الخصائص، فما هي أنواع البواسير؟
يوجد أربع أنواع لمرض البواسير، هي:
- البواسير الداخلية: هذا النوع تحديدا يوجد داخل المستقيم، يكون عميقا غير واضح وغير مرئي، عادة لا يسبب الألم بالرغم من النزيف الذي يرافقه.
- البواسير الخارجية: تكون متواجدة على فتحة الشرج في المكان الذي يخرج منه البراز، هذا النوع يشبه البواسير الداخلية لكنه يسبب إزعاجا وألما في فتحة الشرج.
- البواسير الهابطة: تظهر البواسير المتدلية أو الهابطة عندما يحصل تورم على مستوى البواسير الداخلية وتلتصق بفتحة الشرج وتظهر ككتل حمراء متورمة خارج فتحة الشرج.
- البواسير المخثورة: هذا النوع يحتوي على باسور بداخله تخثر دموي ويكون منتفخا ومتورما ويسبب ألما وحكة شديدة حول منطقة الشرج.
ما هي أعراض البواسير؟
قد تعتمد الأعراض على حسب نوع البواسير، وقد تختلف من شخص للآخر:
أعراض البواسير الداخلية:
- عبور البراز والضغط قد يسبب جرح على السطح الخارجي من البواسير
- نزيف في المستقيم وبروز دم أحمر فاتح في البراز
أعراض البواسير الخارجية:
- حكة وتهيج على مستوى فتحة الشرج
- وجود كتلة حول فتحة الشرج
- الشعور بألم شديد وعدم الراحة خاصة عند الجلوس
أعراض البواسير المتدلية:
يتجمع الدم في الباسور الخارجي، ويولد ما يسمى جلطة، تؤدي إلى التهاب وتورم وألم وظهور كتلة على مستوى فتحة الشرج.
أسباب وعوامل خطر البواسير:
يمكن أن تنقبض الأوردة المحيطة بالشرج نتيجة للضغط، و يمكن أن تتورم وتنتفخ في أسفل منطقة المستقيم. وقد يحدث هذا الضغط نتيجة أحد الأسباب التالية:
- الإسهال المزمن أو الإمساك
- العامل الوراثي: قد يصاب الشخص بالبواسير نتيجة لعوامل وراثية، فيزداد خطر الإصابة كلما تقدم الشخص في السن
- الحمل بسبب ضغط الرحم على الأوردة
- الجلوس لفترة طويلة في المرحاض
- البدانة
- اتباع نظام غذائي منخفض الألياف
- ممارسة الجماع الشرجي
- رفع الأشياء الثقيلة
مضاعفات البواسير:
نادرا ما تحدث مضاعفات للبواسير، لكن قد تحدث نتيجة الجراحة:
- الإصابة بفقر الدم بسبب النزيف الخفيف و المستمر لفترة طويلة
- الجلطة الدموية: يمكن أن تتكون جلطة في الباسور المخثور ويسبب ألما، مما يستلزم مراجعة طبية من أجل وخز الباسور وتصريف ما به.
- نزيف شديد
- التهاب الناسور الشرجي
تشخيص مرض البواسير:
يختلف التشخيص حسب نوع البواسير:
- البواسير الخارجية ويتم الفحص عن طريق النظر فقط
- البواسير الداخلية يتم فحصها عن طريق إدخال إصبع الطبيب إلى داخل المستقيم بارتداء قفاز مطاطي ووضع مرهم لتسهيل العملية.
- البواسير الداخلية كثيرا ما تكون رقيقة جدا وقد لا يشعر بها الطبيب عند الفحص، فيقوم الطبيب باستعمال طرق أخرى عن طريق عمل منظار شرجي (Anuscope) و منظار مستقيم (Proctoscope) أو منظار السيني (Sigmoidoscope).
كل هذه المناظير تعتبر أنابيب لينة تساعد الطبيب المختص في النظر داخل فتحة الشرج والمستقيم.
هناك حالات أخرى قد تستدعي فحوصا أخرى أكثر شمولا، ويجب استعمال منظار القولون لتسهيل العملية والنظر إلى الأمعاء كلها.
علاج البواسير:
ينقسم علاج البواسير إلى أنواع مختلفة حسب كل حالة ونوع الإصابة، كالاتي:
- العلاج بالأدوية: كثيرا ما يشعر المصاب بالانزعاج والألم فيصف الطبيب المعالج بعض الكريمات والمراهم لفترة معينة مثل ليدوكايين و الهيدروكوتيزون التي تساعد على تخفيف الألم والحكة.
- استئصال الجلطة الدموية للبواسير الخارجية: قد تحصل داخل البواسير الخارجية جلطة دموية مؤلمة، قد يقترح طبيبك استئصالها، ويتم هذا الأمر عن طريق التخذير الموضعي ويكون فعالا إذا تم خلال 72 ساعة من ظهور الجلطة.
- الإجراءات البسيطة: في حالة وجود بعض الأعراض مثل البواسير المؤلمة أو حدوث نزيف، قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات، دون الحاجة للتخدير
- علاج البواسير بالشريط المطاطي: يقوم الطبيب في هذا الإجراء بوضع شريط مطاطي حول البواسير الداخلية ليمنع تدفق الدم و يحفز تيبس تلك البواسير لتتساقط خلال أسبوع.
- علاج البواسير بالتخثر (الأشعة تحت الحمراء أو الليزر): يتم فيها استخدام تقنيات الليزر أو الأشعة تحت الحمراء مما يؤدي إلى ذبول وتصلب البواسير الداخلية.
- علاج الحقن أو العلاج بالتصليب: يتم فيها حقن مادة كيميائية داخل البواسير التي توقف النزيف وتساعد على تقليل حجم البواسير.
- العمليات الجراحية: إذا لم تنجح كل الإجراءات والعلاجات السابقة فقد يضطر طبيبك لتوجيهها إلى التدخل الجراحي، وتشمل:
- استئصال البواسير (إزالة البواسير): في هذه العملية يقوم الطبيب الجراح باستخدام التخدير الموضعي أو التخدير العام والقيام بعملية للتخلص من الأنسجة الزائدة التي تسبب النزيف.
- تقصير البواسير: يتم استخدام هذا الإجراء عادة في البواسير الداخلية، والهدف الرئيسي من هذه العملية هو منع تدفق الدم إلى أنسجة البواسير
العلاجات المنزلية للبواسير:
يمكن تخفيف أعراض الألم والتهاب البواسير ببعض العلاجات المنزلية:
- استخدام كمادات مبللة بالماء البارد أو كيس من الثلج لمدة 10 إلى 15 دقيقة
- تناول الخضر والفواكه والحبوب الكاملة لمكافحة الإمساك
- تناول مسكنات الألم
إن استخدام المراهم العلاجية قد يساعد في زوال أعراض البواسير في فترة قصيرة (في غضون حوالي أسبوع). إذا لم تتحسن حالتك فمن الأفضل مراجعة طبيبك المعالج، تقول دكتور سعدوني.
الوقاية من مرض البواسير:
- شرب كمية معتدلة من الماء
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة جدا
- تفادى الجلوس لفترات طويلة في المرحاض
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة
- ممارسة الرياضة بانتظام
- إذا شعرت أنك بحاجة إلى التبرز فتوجه مباشرة للمرحاض دون تأخير لتفادي بذل مجهود إضافي لإخراج البراز
- حافظ على نظافة منطقة الشرج
مشروبات وأطعمة تهيج البواسير:
هناك مجموعة من الأطعمة والمشروبات تسبب في تهيج البواسير و تنصح الدكتورة سعدوني بتفاديها أو عدم الإفراط فيها. أهمها:
- الأطعمة المقلية والوجبات السريعة
- القهوة لأنها تحتوي على مادة الكافيين
- منتجات الألبان والحليب
- الأطعمة الحارة وبعض التوابل مثل الفلفل الأسود
- منتجات الحبوب غير كاملة
الأطعمة المناسبة لمرضى البواسير:
- الفواكه المجففة والفواكه الناضجة مثل التفاح، الإجاص، الموز
- بذور الكتان
- الخضروات مثل البطاطا الحلوة، الشمندر، السبانخ، البروكلو
- الحبوب الكاملة مثل الشعير والذرة
- بعض المشروبات الصحية مثل عصير الفواكه الطازجة
- الأطعمة الغنية بالألياف
بعض الأسئلة الشائعة حول مرض البواسير:
- هل يوجد فرق بين البواسير والشرخ الشرجي؟
الشق الشرجي هو عبارة عن جرح صغير أو تمزق في الجهة العلوية لفتحة الشرج، وتكون متبوعة بنزيف دم أحمر. أما البواسير فهي انتفاخات تكون بارزة في الأوردة الشرجية، قد تكون داخلية تنشأ مباشرة في المستقيم أو خارجية و تكون بارزة تحت الجلد حول فتحة الشرج.
- هل تتحول البواسير إلى سرطان؟
على العموم لا تتحول البواسير إلى سرطان. إلا أنه يوجد بعض التشابه في الأعراض بين السرطان والبواسير مثل ظهور الدم و المخاط في البراز. إضافة إلى التهابات على مستوى فتحة الشرج.