تختلف الآلام التي يشتكي منها المرضى من يوم لآخر و لكن أغلب الآلام تجد لها وصف معين. ألم الرأس من الآلام الشائعة لدى الفرد البشري و طبيعة ظهورها و شدتها قد تتفاوت بشكل ملاحظ من إنسان لآخر.
تُعرف آلام الرأس بأنها الآلام التي تشمل ما داخل و ما خارج و ما يحيط بالجمجمة. و قد تكون ذات طبيعة مزمنة أو حادة.
تنقسم آلام الرأس إلى نوعين:
- أولية: و هي آلام دون سن سبب محدد، تتميز بطبيعتها المزمنة و مدة ظهورها الطويلة نسبيا و النوبات المتكررة عبر أشهر أو سنوات. غالبا ما تكون مزعجة لكن ليست خطيرة كالآلام الثانوية.
- ثانوية: و هي عكس الأولية، تخفي سببا محددا وراءها، و يكون ظهورها مفاجئا أحيانا أو غير اعتيادي ما يضع في الحسبان بعض الحالات الاستعجالية في الذهن.
أسباب ألم الرأس:
تتعدد الأسباب و آليات نشوء النوبة المؤلمة، و من بين الأسباب التي ستُذكر حسب البروفيلات المحددة:
ألم الرأس من نوع: ألم صاعق أو شبيه بضربة البرق أو بالفرنسية coup de tonnerre :
- نزيف في السحايا (الغلاف الذي يحيط بالجهاز العصبي المركزي)
- وجود شق في تشوه أو تمدد وعائي دموي (fissure d’anévrisme)
- تجمع دم متخثر في غرفة ما داخل الجمجمة
- جلطة دماغية
- تخثر في أحد الأوردة التي تغذي الدماغ
- تنخر أو موت في نسيج الغدة الصنوبرية
ألم الرأس الحديث ذو التطور التدريجي في الحدة:
- التهاب السحايا الحاد
- تخثرات في الأوردة داخل الدماغ
- ارتفاع الضغط داخل للجمجمة Hypertension intracrânienne
- التهاب الجيوب الأنفية
- مرض هورتون Horton
- تمزق وعائي أو إحدى جدران الأوعية الدموية
- إصابة العين بالزرق glaucome ( قساوة في العين مع ضغط على عصب الرؤية).
ألم الرأس المزمن و الدوري:
- الشقيقة
- صداع التوتر أو céphalées de tension
- آلام عصبية
- الصداع الوعائي أو آلام الوجه الوعائية
آلام الرأس المزمنة و المستمرة أو اليومية:
- إصابات الرأس
- بسبب بعض الأدوية
- صداع توتري
- صداع ذو محفز نفسي أو إقلاع من نوع ما مثل التدخين
التشخيص:
بالنسبة للآلام الأولية و التي لا يوجد لها منشأ معين يعرض حياة الفرد للخطر، فالتشخيص سريري أو اكلينيكي و يعتمد على الأعراض و الحوار الطبي.
الآلام الثانوية تتفاوت فيها خطورة و درجة الاستعجال حسب تقدير الطبيب و الاختبارات الإضافية، سواء كانت اختبارات الدم أو التصوير بالأشعة.
سريريا، يمكن أن تتصاحب آلام الرأس مع عدة أعراض أخرى، منها:
- أعراض اعتلال عصبي حسي أو حركي (شلل عضلة أو تأثر حاسة ما)
- أعراض إصابة السحايا (قيء، حساسية ضوء، حمى..)
- ارتفاع ضغط الدم
- حمى مصاحبة لاضطرابات تخثر ( بقع دم تحت الجلد )
- تأثر الحالة العامة و حالة الوعي
- حساسية من الضوء أو الصوت المرتفع نسبيا
- آلام الرقبة، أو صفير عند وضع السماعة الطبية على الشريان السباتي
- أعراض التهاب الجيوب الأنفية
- أعراض زرق أو إصابة العين
- غثيان و قيء
حسب نوع و طبيعة ظهور ألم الرأس و تطوره الزمني يمكن رسم مخطط تشخيصي، و بإضافة الأعراض المصاحبة يمكن طلب تحاليل دم أو تصوير أشعة معين لمعرفة السبب الكامن وراءها إن كانت ثانوية.
يمكن ذكر بعض الاختبارات التي يمكن طلبها حسب رأي الطبيب المعاين:
- تركيبة و ترقيم الدم FNS
- سكر الدم
- تحليل التهابي CRP
- شوارد الدم ionogramme
- تحليل الكرياتينين و حمض البولة
- تصوير الأشعة المقطعي computed tomography scan
- التصوير بالرنين المغناطيسي
- تحاليل خاصة بالغدة الدرقية أو غيرها إن كان لازما
- تصوير الأوعية بتقنية التصوير المقطعي angioscaner
- خزعة الشريان الصدغي artère temporale
- تحليل السائل الدماغي الشوكي LCR
علاج ألم الرأس:
علاج الآلام عامة يتم عن طريق مضادات الألم الغير الأفيونية و الأفيونية. و هذا يعني أن الألم الذي قد يصيب المريض قد يكون مقاوما للمسكنات الخفيفة الغير أفيونية كالباراسيتامول و مضادات الالتهاب الغير ستيروويدية.
مسكن الألم لا يكون علاجيا إلا في حالة ما إذا كان الصداع عبارة عن صداع أولي لا يرتبط بعلة أخرى. أما في حالة الصداع الثانوي فعلاج السبب يكون هدفا رئيسيا بالموازاة مع تخفيف الألم الذي قد يكون شديد الإزعاج و معيقا للكثير من المصابين في حياتهم اليومية.
قد يتضمن علاج آلام الرأس استعمال مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة antidépresseurs tricycliques أو علاجات طبيعية كالوخز بالإبر، التدليك أو العلاج السلوكي المعرفي.
يبقى التفريق بين أنواع آلام الرأس مهما للتخلص النهائي من الصداع أو التخفيف من تأثير هذا العرض على حياة الفرد.
سيتم التطرق في المقالات القادمة لعديد الأسباب السابقة الذكر أعلاه و تشخيص و علاج كل منها على حدة.