إلتهاب المفاصل العظمي (arthrose أو ostéoarthrite) عموما سببه تآكل مبكر و مزمن للغضروف الذي يغطي العظام داخل المفصل. هذا التآكل يؤدي إلى تدمير الغضروف تدريجيا دون وجود علامات إلتهاب أو عدوى واضحة عكس ما يحدث في حالة إلتهاب المفاصل (arthrite).
قد يصيب التهاب المفاصل العظمي جميع الفئات العمرية مع ازدياد نسبته بتقدم العمر. و يتميز بأعراض نموذجية مع توفر العديد من العلاجات الطبيعية والطبية لتخفيفها.
أغلب المفاصل الموجودة في الجسم قد تتعرض لمشكلة الإلتهاب، لكن هناك أماكن رئيسية هي:
- الرقبة
- الورك
- الركبة
- الأصابع
ماهي أسباب إلتهاب المفاصل العظمي؟
ليس هناك أسباب دقيقة لظهور إلتهاب المفاصل العظمي، ولم يتم تحديد عوامله بشكل كامل. يحصل التهاب المفاصل العظمي أساسا بسبب قوى الضغط المطبقة على المفاصل أثناء الحياة اليومية، و تزداد آثاره بمرور العمر.
هناك عوامل مهمة تزيد في فرص الإصابة بمرض التهاب المفاصل العظمي هي:
- اشتداد الضغط الميكانيكي على المفاصل بسبب الوزن الزائد أو التشوهات الخلقية للهيكل العظمي
- اختلالات التمثيل الغذائي (désordres métaboliques) مثل ارتفاع الكوليسترول، داء السكري والسمنة المفرطة
- عوامل هرمونية: هرمون الأستروجين عند المرأة يلعب دورًا وقائيًا من التهاب المفاصل العظمي، لذا يتم تسجيل نسب متزايدة لالتهاب اليدين والرجلين عند النساء فوق 65 سنة مقارنة بالرجال بسبب تناقص الهرمون الأنثوي
- العوامل الوراثية، يمكن ملاحظتها خاصة في حالات التهاب المفاصل العظمي لليد والركبة
- الإصابات القديمة تساعد في تكون التهاب المفاصل العظمي كإصابة الرباط الصليبي في الركبة
- أمراض الغضروف مثل التهاب مفصل معين بسبب عدوى و التهاب المفصل الروماتويدي (polyarthrite rhumatoïde)
- بعض المهن تعتبر عوامل في زياة فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي مثل المزارعين و عمال البناء
- العادات اليومية السيئة كارتداء الأحذية ذات الكعب العالي
- هناك عوامل أخرى نادرة تساهم في ظهور التهاب المفاصل العظمي منها مرض ويلسون (تراكم النحاس) و داء ترسب الأصبغة الدموية أو l’hémochromatose (تراكم الحديد)
ماهي أعراض التهاب المفاصل العظمي؟
قد لا تظهر أعراض التهاب المفاصل العظمي مبكرا، و قد تكون عرضية في بعض الأحيان. أكثر المفاصل حدة للأعراض هي الوركين، الركبتين، و مفاصل الفقرات العمود الفقري. تشمل الأعراض:
- الألم الميكانيكي: تحريك المفصل المصاب يكون مؤلما، و يخف الألم في وضع الراحة. و يختلف تأثير الألم من شخص لآخر و حسب منطقة الإصابة. فقد يؤدي التهاب المفصل العظمي للورك أو القدم إلى صعوبة في المشي، و إصابة مفصل الإبهام في عدم الراحة عند تحريك الإصبع. يأتي الألم من الأنسجة المحيطة بالمفصل كالغشاء الزليلي (membrane synoviale) أو العظام أو الأربطة أو الأوتار. تغير درجة الحرارة قد يكون عاملا محفزا في ظهور ألم المفصل المصاب.
- التصلب أو التيبُّس: يحدث خاصة في الصباح بعد الإستيقاظ، يؤدي إلى فقدان تدريجي في مرونة المفصل مما يجعل القيام ببعض الحركات صعبا و مؤلما.
- التشوهات: أحد الأعراض التي يمكن ملاحظتها بمرور الوقت هو تشوه شكل المفصل بسبب الإلتهابات والتورمات المزمنة
ماهي مختلف العلاجات الممكنة لالتهاب المفاصل العظمي؟
الأدوية:
- لا يمكن للأدوية أن توقف التهاب المفاصل العظمي، والهدف الرئيسي من وصفها من طرف الطبيب المعالج هو تخفيف أعراض الألم والتصلب. مسكنات الألم هي أكثر العلاجات الموصوفة شيوعًا والتي تحتاج أحيانًا إلى استخدامها كل يوم. وبالتالي يمكن تقديم العديد من الأدوية ، منفردة أو مجتمعة. و يعتبر الباراسيتامول أول دواء يمكن الإنطلاق به و قد يوصف لمدة طويلة، ثم مضادات الإلتهاب الغير ستيرويدية كحل ثان لكن لمدة قصيرة بسبب آثارها الجانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي و الحساسية الجلدية. عندما يكون الألم شديدًا، قد يصف الطبيب أدوية أقوى كمشتقات المورفين المعتدلة مثل الكوديين أو الترامادول.
- مسكنات الألم اللاصقة (patch) و المواد الهلامية (gel): يمكن وصفها خلال نوبات الألم المتوسطة لالتهاب المفاصل العظمي.
- حمض الهيالورونيك: عبارة عن حقن في المفصل لمدة 3 إلى 5 أسابيع لفكه وتزييت المفصل خاصة الركبة.
- حقن مضادات الإلتهاب الستيرويدية (كورتيكويد) مباشرة داخل المفصل
العلاجات الطبيعية:
يمكن استعمال بعض الأدوية العشبية لتخفيف أعراض التهاب المفاصل العظمي، لكن استشارة طبيبك ضرورية بسبب الآثار الجانبية المحتملة بالإضافة إلى موانع الاستعمال.
- نبات القراص (أو الحريقة باللهجة الجزائرية): يشتهر بأنه لاذع، لكن خصائصه الطبية معروفة أيضا لتخفيف الألم، فهو مضاد طبيعي للإلتهاب و فعاليته تزيد بخلطه مع بعض الأعشاب الأخرى ذات الخصائص المماثلة. يعمل على إعادة بناء الغضروف كما يساهم في استرجاع معادن المفاصل.
- أوراق الكشمش الأسود (feuilles de cassis): تستعمل لخصائصها الطبيعية المضادة للإلتهاب، لعلاج آلام المفاصل مثل الروماتيزم.
- عشبة ذيل الحصان (la prêle) ذات خصائص ممعدنة ومضادة للالتهابات مثل نبات القراص.
- زهرة أرنيكا معروفة بتأثيراتها المسكنة والمضادة للالتهابات، للإستخدام الخارجي فقط.
العلاج الوظيفي (kinésithérapie):
العلاج الوظيفي يلعب دورًا أساسيًا ومتكاملًا في تخفيف أعراض التهاب المفاصل العظمي ولا يمكنه أن يحل محل الأدوية المسكنة. يساعد على التعافي الجزئي للتمكن من أداء بعض الحركات المتأثرة بالتصلّب كما يحارب تشوه المفصل و يساعد الأدوية على زيادة فعاليتها في تخفيف الألم.
دور التغذية في علاج التهاب المفاصل العظمي:
اتباع نظام غذائي صحي و متوازن و غير فقير من البروتينات يدعم عضلات الجسم وبالتالي يساهم في تخفيف أعراض التهاب المفاصل العظمي. من ناحية أخرى، يجب مراقبة الوزن، فالوزن الزائد يساهم في تفاقم التهاب المفاصل العظمي.
العلاج بالمياه المعدنية الحارة (cure thermale):
أظهرت بعض الأبحاث تحسنا بعد 3 إلى 9 أشهر من الخضوع لجلسات علاج بالمياه المعدنية الحارة (SPA) وهذا من حيث الألم والقدرة الوظيفية لدى المصابين بالتهاب المفاصل العظمي.
علاج التهاب المفاصل العظمي بواسطة الوخز بالإبر:
أثبتت دراسات علمية مختلفة أن الوخز بالإبر يمنع الالتهاب و يحسن في سقي المفصل المصاب مما يسرع في تجديد الأنسجة.