يتمثل الطب التكميلي في الأساليب التقليدية المستعملة، و التي اتخذها الإنسان منذ القدم لهدف التداوي وحل العديد من المشاكل الصحية و من بين أبرز أدوات الطب التكميلي التداوي بالأعشاب الطبية. وقد بلغ عدد النباتات ذات الخصائص العلاجية إلى 28000 نبتة، تمت الإشارة إلى 16% منها فقط في دراسات وأبحاث طبية معترف بها.
تعود الخصائص الطبية في الأعشاب إلى المركبات الكيميائية الموجودة فيها، وقد يتم استعمال النبتة كاملة أو أحد أجزائها كما يمكن تركيب مزيج من النباتات.
طرق استخدام الأعشاب الطبية للتداوي:
أبرز الطرق التقليدية المستعملة في وسطنا لاستخلاص المواد ذات الخصائص العلاجية من النبتة تتمثل في:
- وضع كمية في الماء المغلي مع استمرار عملية الغلي لبضعة دقائق La décoction
- النقع في الماء المغلي مع توقيف عملية الغلي وتركها في الماء لبضعة دقائق L’infusion chaude
- النقع في الماء البارد لعدة ساعات L’infusion froide ou macération aqueuse
استعمالات مختلفة للنباتات:
- صناعة الأدوية و المكملات الغذائية
- صناعة مواد التجميل والعناية
- صناعة العطور
- مواد غذائية و توابل للاستفادة من خصائصها الطبية كالزنجبيل والكركم
- تناول البذور الصحية الغنية بالمغذيات كبذور الكتان و بذور الشيا
تحذيرات ما قبل التداوي بالأعشاب:
قبل استعمال النباتات والأعشاب الطبية للتداوي، يجب مراجعة الحالات التالية بحذر:
- إذا كنت لا تعاني من حالة مرضية معينة فينبغي القيام باستشارة طبيب أو صيدلي قبل تناول الأعشاب
- إذا كنت تعاني من حالة مرضية غير واضحة يجب استشارة الطبيب الذي سيقوم أولا بتشخيص حالتك
- إذا كنت تتناول أدوية موصوفة من طرف طبيبك المعالج يرجى استشارته قبل الاستعمال لتجنب التداخلات الدوائية مع الأعشاب ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعويض الأدوية بالأعشاب فالقيام بهذا قد يهدد صحتك
- عدم تناول الأعشاب من طرف المرأة الحامل، المرضعة، الأطفال، و كبار السن إلا بعد استشارة الطبيب
- يمنع تناول الأعشاب عند القيام بعملية جراحية
- عند اقتناء الأعشاب بهدف التداوي، يرجى التأكد منها لأن العديد من النباتات متشابهة فأي خلط بينها و بين النباتات السامة قد يؤدي الى عواقب وخيمة لهذا يفضل شرائها من عند مختصيين وذوي ثقة
- يفضل اقتناء النباتات أو مستخلصات النباتات المعلبة ذات مصدر معروف، نوعية عالية و تحترم معايير الاستهلاك الآمن
أبرز نباتات الطب التكميلي والتداوي الطبيعي:
- الزنجبيل: يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة و مضاد للالتهاب، يستعمل لعلاج الغثيان والقيء كما أظهرت دراسات أنه قد يساعد في التخفيف من آلام الدورة الشهرية.
يعتبر الزنجبيل آمنا للاستعمال، يمكنك إضافته لطعامك و عصائرك أو نقعه في الماء الساخن و تركه لمدة 10 دقائق. من الأعراض الجانبية للزنجبيل التي قد تظهر عند بعض الأشخاص: عسر الهضم، حرقة المعدة و الإسهال، لذا يستحسن تناوله بكميات معتدلة.
- البابونج: تعتبر من النباتات الأكثر استعمالا بتناول منقوع أزهارها. تتميز بخصائص مهدئة و مضادة للتوتر، كما أنها تستعمل خارجيا على الجلد لعلاج تهيجات البشرة.
تعتبر آمنة للاستعمال لكنها قد تزيد من الشعور بالنعاس عند تناولها مع أدوية أو نباتات أخرى.
- القرنفل: الجزء الذي يستعمل من النبتة هو براعم الزهور المجففة. يمكن إضافتها إلى الطعام أو تناول منقوعها في الماء الساخن.
يشتهر القرنفل بفائدته لتخفيف آلام الأسنان، عسر الهضم والقرحة الهضمية، غني بمادة البيتا كاروتين bêta-Carotène المضادة للأكسدة.
تجنب تناول القرنفل:
- إذا كنت تعاني من النزيف وذلك لاحتواءها على مادة الأوجينول eugénol التي تثبط عملية تخثر الدم
- إذا كنت تعاني من مرض السكري نظرا لأثره الجانبي كمخفض فعال لنسبة السكر في الدم
- عرق السوس: تستعمل جذوره لحل مشاكل المعدة كالحرقة والارتداد المعدي المريئي أو ما يعرف بـ Le reflux gastro-œsophagien، كما أنه يعتبر من مضادات الالتهاب. وأظهرت دراسات عدة فعاليته كمضاد للفيروسات و الميكروبات، وكمساعد في تخفيف آلام الحلق. ويدخل مستخلص عرق السوس في صناعة منتجات البشرة لعلاج التهاب الجلد التأتبي (إكزيما).
تعتبر جذور عرق السوس آمنة للاستعمال بصفة عامة. و من أبرز الأعراض الجانبية عند تناوله ارتفاع ضغط الدم لذلك يجب تجنبه من طرف الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية.
استهلاك عرق السوس بكمية كبيرة من طرف النساء الحوامل يزيد من خطر الولادة المبكرة و ظهور مشاكل صحية عند المولود.
- الجنكة أو الجنكوبيلوبا: يتم تسويقها حاليا على شكل منتجات مصنوعة من مستخلص الأوراق وأظهرت بعض الأبحاث استخدام الجنكة لتحسين الذاكرة و وظائف الدماغ فيما لم تظهر أبحاث أخرى أية فعالية.
تناول الجنكة آمن للبالغين الأصحاء على العموم ومن الآثار الجانبية التي يمكنها أن تظهر:
- آلام الرأس والصداع
- مشاكل في المعدة
- مشاكل الهضم كالإمساك
- حساسية البشرة
إذا كنت معرضا لخطر النزيف فينبغي تجنب تناول الجنكة.
تناول الجينكوبيلوبا لا يعتبر آمنا عند النساء الحوامل، و قد يسبب الولادة المبكرة مع خطر حدوث نزيف مفرط.
قد تتداخل الجنكة مع الأدوية المضادة للتخثر.
تجنب أكل بذور الجنكوبيلوبا لأنها قد تكون سامة وخطيرة على صحتك.
- الكركدية أو Hibiscus sabdariffa : من أكثر النباتات التي شاع استعمالها في دول المشرق العربي كسوريا ومصر، موجودة بكثرة في إفريقيا، معروفة باستخدامها كشاي بتلات زهرة الكركدية.
تستخدم الكركدية لتخفيض ضغط الدم و معدل الكولسترول في الدم، كما أنها غنية بمضادات الأكسدة وتقي من ظهور الجذور الحرة التي تسبب ضرر الخلايا.
وأظهرت دراسة في 2014 أن مستخلص الكركدية قد يقلل من السمنة و الوزن الزائد.
تناول شاي الكركدية آمن و نادرا ما تظهر أثار جانبية والمتمثلة عموما في ظهور غازات البطن والإمساك.
يجب تجنب تناول الكركدية عن النساء الحوامل و المرضعات.
تجنب تناول الكركدية قبل القيام بعملية جراحية بأسبوعين على الأقل.
قد يسبب انخفاض في نسبة السكر في الدم خاصة مع الأدوية و النباتات التي تحدث نفس الأمر.
- الجنسنغ الكوري أو Panax ginseng : من أكثر النباتات المستهلكة في العالم نظرا لتنوع خصائصها. يحتوي على مركبات تساعد في تنشيط الجسم و مقاومة التوتر و يستعمل لتقوية الذاكرة و تحسين المهارات الإدراكية. كما يساعد على تقوية القدرات الجنسية عند الأشخاص الذين يعانون من الضعف الجنسي.
تناول مستخلص الجنسنغ يقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا لكن لا يقلل الأعراض بعد حدوث الإصابة.
استعمال الجنسنغ آمن عند تناوله لمدة تقل عن 6 أشهر. ومن الأعراض الجانبية التي قد تظهر عند تناول الجنسنغ:
- مشاكل النوم
- الحساسية
تناول الجنسنغ بحذر إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم.
تجنب تناول الجنسنغ مع مادة الكافيين الموجودة في القهوة و الشاي. وكذا مع بعض الأدوية كالاستروجين، مضادات الاكتئاب و الأدوية المضادة لمرض السكري و الأنسولين.
تجنب تناول الجنسنغ مع النباتات والمستخلصات التي قد تحدث اضطرابات في ضربات القلب.
تجنب تناول الجنسنغ مع البرتقال والليمون الهندي.
ينبغي عدم تناول الجنسنغ في الحالات المرضية الآتية:
- إذا كنت تعاني من اضطرابات المناعة الذاتية Les maladies auto-immunes لأنه سيزيد الوضع سوءا
- إذا كنت تعانين من سرطان الثدي، سرطان الرحم، سرطان المبيض أو الانتباذ البطاني الرحمي L’endométriose
للنباتات خصائص كثيرة و متعددة قد تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على صحتنا و هذا يعتمد على استشارة الأخصائيين قبل اتخاذ قرار التداوي بالأعشاب الطبية كمكمل علاجي فقط.
بعض الأبحاث قد أظهرت فعالية العديد من النباتات و مستخلصاتها ولا يزال الكثير منها تحت قيد الدراسة.
تذكر أن هذا النوع من المنتجات لا يمكن أن يعوض الأدوية نظرا لاختلاف وتغير تركيبتها ومفعولها.