التهاب القصيبات الهوائية (Bronchiolite) هو مرض وبائي ينتشر بشكل كبير بين الأطفال الذين تَقل أعمارهم عن سنتين، خاصة خلال فصلي الشتاء و الخريف.
في أغلب الحالات، تختفي الأعراض بصفه تامة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع دون الحاجة إلى تدخل طبي. بينما قد يحتاج بعض الأطفال إلى مراقبة دقيقة و علاج خاص لتفادي مضاعفات المرض. لذلك، وجب معرفة أعراض المرض، إضافة إلى التصرفات الصحيحة للقيام بها حسب حالة الطفل.
ما هو التهاب القصيبات الهوائية؟
التهاب القصيبات الهوائية هو عدوى فيروسية تصيب القصيبات الرئوية السفلى مما يسبب انسدادها وظهور الأعراض التنفسية، إضافة إلى أعراض عامة متعلقة بالالتهاب الرئوي كالحمى مثلا.
أسباب الإصابة:
التهاب القصيبات الهوائية هو مرض فيروسي ينتشر عن طريق العدوى. أهم أسباب المرض هو الفيروس المخلوي الرئوي (VRS) Virus respiratoire syncytial ، الذي ينتشر بطريقتين مهمتين.
- العدوى المباشرة : تحدُث عن طريق قطرات اللعاب المحتوية على الفيروس و التي تنقل العدوى بسهولة من طفل لآخر.
- العدوى الغير مباشرة : تكون بواسطة الأيدي الملوثة أو حتى الألعاب، الأسطح و مختلف الأشياء التي تلوثت بالفيروس.
تشخيص الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية:
في أغلب الحالات يقوم الطبيب بتشخيص الطفل بالتهاب في القصيبات الهوائية عن طريق فحص سريري بسيط بالكشف عن الأعراض دون اللجوء إلى تحاليل إضافية. حيث أن اللجوء إلى تحاليل الدم و الأشعة السينية لا يكون إلا في حالات خاصة كالأعراض الغير اعتيادية و المضاعفات المرضية.
يجب الإشارة إلى أن أهمية الطبيب في هذه الحالات تكمن في الكشف عن عوامل الخطر التي تدعو إلى مراقبة دقيقة للطفل لأربع ساعات على الأقل، و خاصة الأعراض الخطيرة التي قد تُشير إلى حدوث مضاعفات تستجوب العلاج في المستشفى.
أعراض الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية عند الأطفال:
- انسداد أو سيلان على مستوى الأنف
- احمرار و سيلان في العينين
- حمى طفيفة (حوالي 38 درجة عادةً)
- سعال
- زيادة سرعة التنفس
- صفير أو شخير أثناء التنفس (قد يكون أول الأعراض الملاحَظَة)
- إمكانية وجود صعوبة في التنفس
هذه الأعراض هي أعراض عامة و مشتركة في أغلب حالات التهاب القصيبات الهوائية. لكنها قد تختلف في الشدة حسب حالة الطفل و استجابته المناعية، مما يستدعي عادةً رأي الطبيب و تقييمه للمريض.
عوامل الخطر في التهاب القصيبات الهوائية لدى الأطفال:
عوامل الخطر هي عوامل متعلقة بالطفل ومحيطه. فهي تحدد خطر الإصابة بالمضاعفات المرضية مما يستدعي مراقبة الرضيع لمدة معينة تكفي للاطمئنان على حالته العامة و تكملة مساره الشفائي كباقي الحالات.
- عمر الطفل أقل من 6 أسابيع
- ولادة مبكرة (أقل من 35 أسبوع حمل)
- أمراض القلب الوراثية
- أمراض رئوية مزمنة
- خلل في الجهاز العصبي-العضلي
- عجز مناعي
- سوء الظروف الاجتماعية و صعوبة الاعتناء بالمريض
- بعد المسافة عن المراكز الاستشفائية
أعراض خطيرة لالتهاب القصيبات الهوائية:
وجود واحد من الأعراض التالية يستوجب الذهاب سريعًا إلى أقرب مركز استشفائي للكشف الدقيق عن المريض من طرف الطبيب و اتخاذ القرار المناسب في ما يتعلق بخطوات العلاج.
- زيادة كبيرة في سرعة التنفس
- صعوبة في التنفس
- إصدار صوت أنين أثناء التنفس
- نقص ملحوظ في كمية الطعام التي يتناولها الطفل (أقل من النصف)
- التوقف عن الرضاعة
- زرقة على مستوى الشفتين و الأطراف
- انخفاض نسبة الأكسجين في الدم (أقل من %90)
- اضطراب الطفل، أو بالعكس تعب شديد و نقص في الحركة
- تقيء شديد و إسهال
المضاعفات المحتملة:
تستطيع بعض حالات التهاب القصبات الرئوية السفلى أن تُحدث مضاعفات في حالة المريض، نذكر من بينها :
- العدوى البكتيرية
- توقف التنفس بعد تدهور شديد
- جفاف شديد
- استرواح الصدر
يجدر الإشارة أنه نظرا للتشابه الكبير بين أعراض الربو و التهاب القصيبات، يتم علاج الحالات المتكررة لأكثر من مرتين باعتبارها حالة ربو. على المدى الطويل يتم تقييم المريض و اختيار إستراتيجية و مدة العلاج المناسبة.
علاج التهاب القصيبات الهوائية:
مثلما سبق و ذكرنا، تختلف إستراتيجية علاج التهاب القصبات السفلى حسب حالة المريض و أعراضه.
قد لا يستلزم العلاج أي تدخل طبي، و هذا يمثل أغب الحالات. حيث أنه بالنسبة للأطفال الذين لا يعانون من أعراض الخطر و لا يملكون أية عوامل خطر يكفي علاج المريض في البيت عن طريق تدابير الرعاية الداعمة.
تدابير الرعاية الداعمة:
هي تدابير بسيطة و لكنها غاية في الأهمية لتسهيل شفاء الطفل و تفادي تضاعف حالته العامة. لذلك وجب تطبيقها بطريقة صحيحة و بانتظام:
- تنظيف الأنف بانتظام باستعمال السائل الملحي و بإتباع الطريقة الصحيحة. فهذا يُسهل تنفس الطفل و يُعجل في الشفاء.
- وضع وسائد تحت السرير بحيث تكون وضعية الاستلقاء بزاوية 30 درجة
- تهوية جيدة للغرفة
- تناول أدوية خافضة للحرارة في حالة حمى مزعجة
- إعطاء كمية كافية من الماء للطفل (على الأقل الحفاظ على الكمية الاعتيادية)
- تقسيم الوجبات
في حالة وجود عوامل خطر، يجب مراقبة المريض لمدة معينة لتقييم حالته و تقرير ما إذا كان يحتاج العلاج في المستشفى أو تركه لتلقي العلاج المنزلي.
العلاج في المستشفى:
في حالة وجود أعراض الخطر يتم علاج الطفل داخل المستشفى عن طريق:
- التكفل بالمريض و تصحيح الخلل
- مراقبة شديدة للحالة العامة
- التزويد بالأكسجين
- استكمال تدابير الرعاية الداعمة
- إمكانية اللجوء إلى مضادات حيوية، أدوية الربو أو العلاج الطبيعي حسب المعطيات
يبقى التهاب القصيبات مرضا شديد الانتشار و يصيب أغلب الأطفال مع شفاء طبيعي و بدون مخاطر في أغلب الحالات. و لكنه يستلزم إتباع الإجراءات العامة لضمان الشفاء و تفادي أية مضاعفات.