الحكة في المناطق الحساسة لا تصيب المرأة فقط، بل قد يعاني الرجال أيضا من ظهور الحكة في كيس الصفن (الخصيتين). هي حالة شائعة و قد تكون غير مريحة في أغلب الحالات، فكيف يمكن التعامل معها؟
الحكة تعني الحاجة إلى حك منطقة معينة في الجلد أو في الأغشية بسبب عدم الراحة. و يمكن أن تكون العديد من الأمراض الجلدية مسؤولة عن الحكة الموضعية في كيس الصفن (غلاف الخصيتين). قد تكون هذه الحكة مصحوبة ببثور أو احمرار، وأحيانًا إفرازات. قد تمتد الحكة في كيس الصفن أحيانًا إلى الفخذين، أو فتحة الشرج، ويمكن أن تحدث في الليل فقط.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
يتم تشخيص الحكة في كيس الصفن سريريًا، ويستند إلى الاستجواب والفحص الجسدي. من الضروري استشارة الطبيب إذا استمرت الحكة لعدة أيام أو عدة أسابيع، أو ظهرت معها أعراض مصاحبة. يمكن أن تمتد الحكة أحيانًا إلى الفخذين أو الشرج. و قد يعاني بعض الرجال من حكة الخصيتين في الليل فقط.
الأعراض المصاحبة لحكة كيس الصفن:
الأعراض المصاحبة للحكة متعددة وتعتمد على السبب الرئيسي لظهورها. يمكن أن تختلف من فرد لآخر، ومن الضروري استشارة الطبيب المعالج أو طبيب الأمراض الجلدية إذا استمرت الحكة و معها الأعراض المصاحبة التالية:
- بقع صغيرة
- بثور جلدية
- احمرار
- تقشر الطبقة السطحية للجلد
- روائح كريهة
- السيلان
- الألم أو الشعور بالحرقة
أسباب الحكة في كيس الصفن:
الخصيتان عبارة عن أعضاء تناسلية ذكورية، يغلفها كيس الصفن، مهمتها إنتاج الحيوانات المنوية و هرمون التستوستيرون (testostérone) الذكوري. يمكن أن تحدث حكة في كيس الصفن أو غلاف الخصيتين بسبب عوامل مختلفة، أغلبها حميدة. تشمل أهم الأسباب مايلي:
تكاثر طفيليات:
تسمى قمل العانة morpions، والتي تنتقل عمومًا عن طريق الاتصال الجنسي (مرض منقول جنسيا)، من الفراش، المناشف أو الملابس الحاملة للطفيليات. في حالة عدم علاجها سريعا، يمكن أن ينتشر قمل العانة (تسمى أيضا داء فثرياسيس العانة phtiriase pubienne) إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر، اللحية والإبط.
عدوى الخميرة التناسلية:
تحدث عدوى الخميرة التناسلية بسبب فطر مجهري يسمى Candida Albicans. تتكاثر هذه الفطريات وتسبب احمرارًا مصحوبًا بحكة شديدة، وحتى إحساس بالحرقة. يمكن أن يصاحب هذه العدوى رواسب بيضاء اللون و رائحة كريهة. قد تمتد العدوى إلى العضو التناسلي، الفخذين و فتحة الشرج.
مرض جلدي مزمن:
مثل الإكزيما eczéma أو الصدفية psoriasis وهي أمراض مزمنة غير معدية تصيب الجلد و تسبب تهيجه بشكل مستمر.
جفاف الجلد:
الجفاف نتيجة لعدم ترطيب البشرة، و قد يظهر بسببه تقشر للطبقة السطحية من الجلد. هذا الأخير قد يبدو خشنا، مع وجود احمرار أو حتى بقع وأحيانًا الشعور بالألم أو الحرقة.
الالتهاب أو التهيج الجلدي:
تهيج جلد كيس الصفن بسبب حساسية من مادة كيميائية أو تلامس متكرر للخصيتين مع مادة مهيجة مثل العطور، أحد مكونات الصابون، جل الاستحمام، المنظفات أو لاتكس الأقمشة على سبيل المثال. وهذا ما يسمى التهاب الجلد التماسي dermatite de contact.
التعرق المفرط:
كثرة التعرق يعد سببا أيضا في ظهور الحكة في كيس الصفن، يحدث بشكل رئيسي خلال فصل الصيف، عند الرياضيين أو عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. يمكن أن تلعب مكونات الملابس الداخلية عاملا يفاقم حالة التعرق وبالتالي تهيج حكة كيس الصفن.
الجرب:
الجرب مرض شديد العدوى يسببه طفيلي صغير يخترق الجلد ويتكاثر هناك. قد تحدث عدوى الجرب في كل مناطق الجسم، كما قد تصيب الخصيتين عن طريق التواصل الجنسي المباشر و المطول أو المتكرر، لذا يعتبر أيضًا من الأمراض المنقولة جنسيا.
علاج الحكة في كيس الصفن:
الإحساس بالحكة في الخصيتين سببه حميد عادة وقد يختفي من تلقاء نفسه في غضون أيام قليلة. لكن إذا ظهرت أعراض مصاحبة فقد يتطلب ذلك الحصول على تشخيص محدد من طرف الطبيب المعالج و وضع خطة علاجية حسب السبب.
في حالة الحكة التي سببها عدوى منقولة جنسيا، فمن المهم تقدم الشريك إلى الفحص لتلقي العلاج أيضا.
قد يصف الطبيب علاجات يتم تطبيقها موضعيًا على شكل كريمات أو هلامات، كما يمكن استخدام الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم مثل مضادات الهيستامين.
في بعض الحالات، يمكن استعمال الكريمات المرطبة والمضادة للالتهابات، لأن الجلد الجاف يزيد من الحكة وبالتالي تفاقم الأعراض.
أثبتت بعض الوصفات الطبيعية فائدتها في تخفيف الحكة مثل هلام الصبار (الألوفيرا) المستعمل في علاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية. كما يساعد زيت الآذريون المستخرج من أزهار القطيفة في تهدئة الحكة.
من المهم الابتعاد عن استخدام أي نوع من العطور، المواد المنظفة و الكريمات المجهولة التأثير في فترة التهيج. ينصح أيضا بتغيير نوع الصابون المستعمل خلال الاستحمام و الإكثار من الماء عند تنظيف كيس الصفان.
الاستحمام بعد كل تمرين رياضي، أو بعد التعرق، و تجفيف المناطق الحساسة بعناية باستخدام مناشف قطنية غير مهيجة.
تفادي ارتداء الملابس الداخلية الضيقة و تفضيل الواسعة، ذات التركيبة القطنية.