عندما يتناول شخص الطعام تذهب جميع المكونات من مواد نشوية وبروتينية ودهنية إلى المعدة، ومن ثمة إلى الأمعاء الدقيقة. حيث تتم هنالك عملية الهضم بواسطة الأحماض والأنزيمات الهاضمة المفرزة على مستوى الجهاز الهضمي. عملية الهضم تحول بعض المكونات إلى سكر بسيط يدعى الجلوكوز، الذي يمتص من الأمعاء الدقيقة وينتقل إلى الدم. يقوم الدم بعد ذلك بتوزيع الجلوكوز على جميع خلايا الجسم لاستعماله في توليد الطاقة اللازمة للقيام بوظائفها، والمحافظة على حياة الجسم. ويتم ذلك بواسطة هرمون يدعى ب الأنسولين. كل ذلك قد يختل بطريقة ما في ظل عدم وجود حمية غذائية مناسبة لمرضى السكري.
ما هو دور هرمون الأنسولين؟
- يعمل كمفتاح للخلية حيث يسمح بعبور سكر الجلوكوز إلى داخل خلايا الجسم المختلفة
- بعد السماح له بالعبور داخل خلايا الجسم، يحترق الجلوكوز لإنتاج الطاقة الحرارية اللازمة لعمل كل خلية من خلايا الجسم المختلفة
- الفائض من سكر الجلوكوز يتحول إلى مادة الجليكوجين، والتي يتم تخزينها في الكبد ليتم إستخدامها لاحقا خلال فترات الصيام، أوعند الامتناع عن الأكل لفترات معينة
ما هي الحمية الغذائية المناسبة للمصابين بالسكري؟
من تعاليم ديننا الحنيف حول أسس التغذية السليمة، أن الإسراف لا يتماشى مع القرآن الكريم والهدي النبوي بل يتعارض معهما. و من ذلك ما جاء في الآيات الكريمة:
قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
وقال: (كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي)
وكذلك ما قال رسولنا عليه الصلاة و التسليم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).
إن الحمية التي ينبغي على مرضى السكري اتباعها لا تعني قطعا تضحية مستقبلية في مجال الطعام، بل تناول المزيد من الغذاء الجيد والابتعاد عن الأطعمة الغير مفيدة. وهي في الواقع طريقة تناول الطعام الموصى بها من طرف الخبراء لجميع الناس سواء كانوا مرضى أو أصحاء. لكن الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الحمية على الصحة هي كونها أكثر قيمة في حالة الإصابة بالسكري. فمن دونها لن يتم الحصول على فعالية كافية للعلاج الطبي.
تعني الحمية الغذائية لمرضى السكري اتباع خطة أكل صحية بدلا من برنامج غذائي صعب أو تقييدي، وهذا ينطبق على جميع المصابين بالسكري بغض النظر عن نوعه.
قد تكون هذه الحمية أحيانا كافية للتحكم بالنوع الثاني من داء السكري عند بعض الأشخاص. لكن في حالة الإصابة بالسكري من النوع الأول، فإنه من الضرورة تعلم كيفية تحقيق التوازن بين تناول الطعام وأخذ حقن الانسولين من أجل تحقيق أفضل تحكم ممكن بمستويات السكر في الدم.
تتمثل المجموعات الرئيسية للغذاء في:
- الكربوهيدرات والتي تعتبر المصدر الرئيسي للطاقة
- البروتينات والدهون
- إضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية
لماذا تحصل الكربوهيدرات على الكثير من الإهتمام في الحمية الغذائية لمرضى السكري؟
الكربوهيدرات هي أكثر مجموعات العناصر الغذائية تأثيرا مباشرا في رفع مستويات السكر في الدم.
هناك نوعان من الكربوهيدرات، وتصنف على حسب مؤشر السكر:
- الكربوهيدرات البسيطة: تتميز بأنها ترفع نسبة السكر في الدم سريعا، كالسكر، العسل، الحلويات، العصائر، الخبز الابيض، الارزالابيض
- الكربوهيدرات المعقدة: تستغرق وقتا أطول للهضم في الجسم وتتميز بأنها ترفع السكر في الدم ببطىء، كالخبز الكامل، النخالة، الشعير، الشوفان، البقوليات
ماهي الأطعمة الغنية بالكربوهيدارت؟
- الخبز، الأرز، المعكرونة، البرغل
- بعض الخضار كالبطاطا والذرة
- الحبوب كالفول والبازلاء، العدس، الحمص
- الحليب
- كافة أنواع الفواكه
- المشروبات المحلاة بالسكر
- الكعك والشوكولاتة والحلويات
- المربى والعسل
ماهي الأطعمة الخالية من الكربوهيدرات؟
هي أطعمة يمكن تناولها كوجبات خفيفة في حالة الجوع، أو إضافتها للوجبة الرئيسية. ولها أثر بسيط في رفع مستويات السكر في الدم:
- الخضار الورقية والغير نشوية كالخس، الخيار، الطماطم، الجزر النيء
- الجبن الخالي من الدسم
- البيض
- الزيتون الغير مملح
- اللحوم، الدجاج، التونة دون زيت
- المكسرات
- المشروبات الساخنة الغير محلاة بالسكر كالشاي و القهوة
- الشوكولاتة السوداء المحتوية على نسبة تساوي أو أعلى من 70% من الكاكاو
أهداف الحمية الغذائية لمرضى السكري:
- التقليل وليس المنع التام من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر
- الحصول على تغذية متوازنة من جميع العناصر الغذائية، تضمن الحصول على الطاقة اللازمة وفي نفس الوقت المحافظة على نسبة السكر في الدم ضمن معدله الطبيعي
- النظام الغذائي ليس موحدا بين كل مرضى السكري، فهنالك الطفل، والحامل، والكبير في السن والمصابين بأمراض أخرى، لذلك وجب الحرص على المتابعة مع أخصائي(ة) تغذية باستمرار وذلك للمساعدة على اختيار الغذاء المناسب و المتوازن
- تعتمد الحمية الغذائية للمصابين بداء السكري على تناول ثلاثة وجبات رئيسية حيث تفصل بين الوجبة والأخرى 4 ساعات تقريبا، تتخللها وجبات خفيفة عند الحاجة
- تعتمد الوجبات الغذائية الرئيسية في محتواها على ما يقدره أخصائي التغذية للمريض وفقا لما يتناسب مع حالته الصحية، طوله، وزنه، عمره، وتختلف الخطة الغذائية من مريض لأخر
- يجب أن يحتوي غذاء المصابين بالسكري على جميع العناصر الغذائية الرئيسية من نشويات وبروتين ودهون بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف ولكن بمقادير محددة
- تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الحامية والمتمثلة في الألياف المتواجدة في الحبوب الكاملة، الخضر والفواكه وكذلك الخل الطبيعي
- شرب السوائل التي لا ترفع مستويات السكر والماء بالكميات الكافية
الطبق الصحي المثالي للمصابين بالسكري:
الطبق الصحي هو عبارة عن رسم تمثيلي لطبق، يستخدم كدليل لإعداد وجبات صحية ومتوازنة.
تستحوذ الخضر الغير نشوية على النصيب الأكبر من الطبق، وتمثل 50%. والنشويات في شكل حبوب وبقوليات و تمثل 25 % من الطبق. وكذلك البروتينات بنسبة 25%، إضافة إلى حصة من منتجات الألبان أو حصة فاكهة.
معتقدات خاطئة حول تغذية المصابين بالسكري:
- الخوف الشديد من حدوث انخفاض في مستويات السكر في الدم وذلك بتناول وجبات غنية بالسكريات مما يؤدي إلى ارتفاع متكرر في مستويات السكر في الدم وعدم انتظامه مما يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة
- الاعتقاد بأن تناول البسكويت أو الخبز المملح بكثرة لا يرفع مستوى السكر بالدم لملوحته وأنه أفضل من البسكويت العادي، البسكويت المملح هو في الأصل مصنوع من مادة نشوية تتحول إلى سكريات بسيطة بعد هضمها والتي من شأنها رفع نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى أن الأكل المملح يسبب ارتفاع ضغط الدم
- ليس كل منتج غذائي مكتوب على غلافه الخارجي “خالي من السكر” يعني أنه لا يؤثر على مستويات السكر في الدم، لذلك يجب الحرص على قراءة مكونات المنتج بعناية شديدة
- الاعتقاد بأن شرب العصائر الغير محلاة مسموح بها بأي كمية كانت، هذا التصرف يؤدي إلى ارتفاع في مستويات السكر في الدم لأن العصائر حتى وإن لم تكن مضاف لها السكر فهي تحتوي على سكريات متواجدة فيها طبيعيا، لذلك لا يجب الإكثار منها