السكتة الدماغية ( AVC ) هي ثالث أكبر أسباب الوفيات في العالم، كما أنها أول سبب للإعاقة الحركية المكتسبة و ثاني مسببات الخرف بعد مرض الزهايمر.
و مع إزدياد نسب الإصابة عاما بعد آخر، وجب على كل شخص معرفة الأعراض، الأسباب و طرق الوقاية من السكتة الدماغية و نتائجها الوخيمة. حيث أن التصرف الصحيح و السريع قد يساعد في الحفاظ على حياة المريض و تفادي عدد كبير من الأضرار الدائمة.
تعريف السكتة الدماغية
السكتة الدماغية هي نتيجة لإنقطاع التدفق الدموي عن جزء من أجزاء الدماغ. و بالتالي عدم وصول الأكسيجين و المغذيات الضرورية لمجموعة من الخلايا الدماغية. مما يِؤدي إلى موتها في غضون دقائق.
أنواع السكتة الدماغية
يتم تصنيف السكتة الدماغية حسب كيفية و سبب حدوث الخلل في التدفق الدموي إلى نوعين مهمين :
- السكتة الدماغية الإقفارية
- قد يحدث الإنقطاع في التدفق الدموي بسب إنسداد في الشرايين أو نقص في إمدادها بالدم، مسببا ما يسمى بالسكتة الدماغية الإقفارية و هي الحالة الأكثر شيوعا.
- السكتة الدماغية النزيفية
في هذه الحالة يتضرر التدفق الدموي نتيجة لتمزق في جدران الشرايين و الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خروج الدم عن مساره الطبيعي و تراكمه بين الأنسجة الدماغية مشكلا خطرًا كبيرًا على حياة المصاب.
النوبة الإقفارية العابرة
يجدر الإشارة إلى وجود نوع ثالث يسمى بالنوبة الإقفارية العابرة، و هي أقل ضررا من النوعين السابقين. حيث أن التدفق الدموي يعود سريعا إلى حالته الطبيعية بعد إضطراب عابر في التروية الدموية.
تتميز هذه النوبات بنفس أعراض السكتة الدماغية، التي سنذكرها لاحقا. غير أن الأعراض تختفي سريعا في هذه الحالة، و يستعيد الشخص حالته الطبيعية بعد فترة قصيرة.
رغم أن الأعراض تختفي في وقت قصير، من الضروري زيارة مصالح الإستعجالات الأقرب في أسرع وقت ممكن. لأن هذه النوبات تكون سابقة للسكتات الدماغية في كثير من الحالات، و تزيد 7 مرات من خطر الإصابة بسكتة دماغية. مما يتطلب إجراء بعض التحاليل للتأكد من عدم و جود الخطر أو تصحيحه إن وُجد.
أسباب السكتة الدماغية و عوامل الخطر
- إرتفاع ضغط الدم : يؤدي إرتفاع ضغط الدم إلى تغيرات في بنية الشرايين و تصلبها، مما يزيد من إحتمال حدوث جلطات دماغية. كما أنه قد يؤدي إلى تضرر جدران الأوعية الدموية و حدوث نزيف دماغي.
- التدخين : يعد التدخين من أهم العوامل المؤدية إلى تصلب الشرايين و حدوث مضاعافات على مستوى نظام القلب والأوعية الدموية.
- إستهلاك المشروبات الكحولية : أكدت الدراسات أن الإكثار من إستهلاك المشروبات الكحولية يزيد من إحتمال حدوث السكتة الدماغية النزيفية.
- الإصابة بداء السكري : تؤدي مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل إلى تغيرات في بنية الأوعية الدموية و زيادة عرضة الإصابة بسكتة دماغية.
- إرتفاع مستويات الكولسترول في الدم : إرتفاع نسبة الدهون، و خاصة نسبة الكولسترول في الدم تؤدي إلى تكدس هذه الأخيرة على مستوى جدران الأوعية الدموية، مما قد يِؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.
- أمراض القلب : تؤدي بعض أمراض القلب إلى نقص في التروية الدموية للدماغ و كذا زيادة خطر تشكل صمة قد تتسبب في إنسداد الأوعية الدموية.
- أدوية منع الحمل : تزيد أدوية منع الحمل من خطر تشكل الجلطات الدموية و خاصة بعد سن 60 سنة.
- السمنة و الخمول : أسفرت عديد الدراسات عن و جود علاقة مباشرة بين السمنة و إحتمالية الإصابة بسكتة دماغية. و هذا نتيجة للأضرار التي تشكلها كل من السمنة و الخمول على مستوى الأوعية الدموية و مختلف أعضاء الجسم.
- تاريخ عائلي في الإصابة بالسكتة الدماغية : تبين لنا الإحصائيات أن الأشخاص الذين يملكون سوابق عائلية أو شخصية في الإصابة بالسكتة الدماغية، أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بها مستقبلا.
- بعض أمراض الدم و الشرايين : توجد العديد من أمراض الدم و الشرايين، إضافة إلى بعض الأمراض المناعية و العيوب الخلقية على مستوى الأوعية التي قد تتسبب في حدوث السكتة الدماغية بكلا نوعيها.
بعد ذكر كل عوامل الخطر السابقة، يجب الإشارة إلى أن تشخيص السبب الرئيسي المؤدي إلى حدوث السكتة عند شخص ما يتم بعد القيام بالتحاليل و الإختبارات الملائمة حسب حالة و عمر المريض.
ما هي أعراض و علامات السكتة الدماغية ؟
تختلف أعراض السكتة الدماغية من شخص إلى آخر حسب المنطقة المصابة. و لكن هذه الأعراض تتسم بظهورها دائما بشكل واضح و مفاجئ. كما أنها قد تزداد في الشدة مع مرور الوقت خاصة في حالة وجود نزيف.
إليكم أهم الأعراض التي يجب معرفتها :
- خدر مفاجئ أو ضعف و صعوبة في تحريك الساق، الذراع أو الوجه. خاصة إذا كان يشمل جهة واحدة من الجسم
- إرتباك مفاجئ مع صعوبة في الكلام أو التعبير
- خلل مفاجئ في الرؤية على مستوى إحدى العينين أو كلتيهما
- صداع شديد مفاجئ و بدون أي سبب
- صعوبة في المشي و فقدان التوازن بشكل مفاجئ
ماذا أفعل في حالة حدوث سكتة دماغية ؟
أهم شيء عند حدوث السكتة الدماغية هو التصرف بشكل سريع و منظم. و للقيام بهذا عليك بتذكر كلمة “سرعة” باللغة الإنجليزية و هي “FAST” بحيث أن كل حرف يوجهك نحو الفعل الصحيح و بشكل سريع:
- F (Face) و هي تعني الوجه : أُطلب من المصاب الإبتسام، و لاحظ إذا كانت توجد تعابير غير عادية، صعوبة في الإبتسام او تدلي أحد جوانب الوجه. فهذا من أهم الأعراض.
- A (Arms) و هي تعني الذراعين : أُطلب من المصاب رفع ذراعيه و لاحظ إن كان يجد صعوبة في رفع أحد الذراعين أو الحفاظ عليه مرفوعا لعدة ثوان
- S (Speech) و هو يعني الحديث : أُطلب من الشخص أن يعيد جملة بسيطة من وراءك و لاحظ إن كان يجد صعوبة في النطق أو أنه يتكلم بطريقة غريبة.
- T (Time) و هو يعني الوقت : ففي حالة وجود أي من العلامات السابقة، الوقت يصبح عنصرا مهما لتفادي تفاقم الأعراض أو حدوث أضرار دائمة. عليك بالإتصال برقم الطوارئ بشكل عاجل للتكفل بالمريض و أخذه الى أقرب مركز مختص.
ما هو علاج السكتة الدماغية ؟
فور تلقي المريض في وحدة العلاج، سوف يقوم الأطباء بفحص سريري سريع و دقيق للمريض مع قياس ضغط الدم و أخذ بعض المعلومات المهمة. إضافة إلى ذلك، سيتم التكفل العاجل بالحالة العامة للمريض. بعدها، يتم نقل المريض للقيام بمسح أو تصوير بالرنين المغناطيسي لتقرير الخطوات القادمة.
في أغلب الحالات يتم إعطاء المريض مضادات التخثر أو مضادات التجلط. بينما تحتاج بعض الحالات إلى القيام بعملية جراحية عاجلة.
بعد تخطي المرحلة العاجلة، يتم القيام ببعض الإختبارات لتحديد سبب السكتة و تفادي حدوثها مرة أخرى.
الوقاية من السكتة الدماغية
تعتمد الوقاية من السكتة الدماغية على إتباع نظام حياة صحي و سليم و تلقي العلاج المناسب للأمراض المزمنة. إضافة إلى إحترام مواعيد مراقبة الحالة المرضية و الجرعات الدوائية.
في ما يلي أهم النصائح التي يجب إتباعها للتقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية :
- علاج إرتفاع ضعط الدم و الحفاظ على مستويات طبيعية
- علاج أمراض القلب و إحترام مواعيد المراقبة (خاصة الرجفان الأذيني و عدم إنتضام النبضات)
- تحسين النظام الغذائي بالإنقاص من الصوديوم و الدهون خاصة، و تفادي السكريات، مع إستهلاك الخضر و الفواكه و مضادات الأكسدة
- الإقلاع عن التدخين والإنقاص من المشروبات الكحولية
- ممارسة نشاط رياضي و الحفاظ على وزن صحي
- إحترام نصائح الطبيب و مواعيد المراقبة عند تناول مضادات التخثر أو مضادات التجلط
- إستشارة الطبيب قبل تناول العلاج الهرموني لإنقطاع الطمث و إتباع النصائح
- التحكم في الصحة النفسية
إضافة إلى هذا، ينبغي على كل شخص معرفة أعراض السكتة الدماغية و التصرف بشكل سريع و صحيح فور حدوثها. فهذا يُسهل بشكل كبير عملية التكفل بالمريض من طرف الفرق المختصة، و بالتالي يُنقص من أخطار السكتة.
