ككل البشر و باختلاف الجنسين، تختلف الأمراض و خصائصها من شخص لآخر و من إثنيات او جماعات لأخرى. و بحكم وجود الاختلاف التشريحي بين الذكور و الإناث، تصاب النساء بأمراض معينة و الرجال بأخرى. و من بين الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الرجال هو مشكل تضخم البروستات الحميد.
هذا المقال سيلخص و يلقي الضوء على اهم النقاط التي ربما تساعدك في فهم هذا المرض.
أعراض تضخم البروستات الحميد:
تقدم العمر يبرز أحيانا من خلال ظهور أمراض معينة و التي تجبر المريض على مراجعة طبيب عام أو مختص. و يعد تضخم البروستات الحميد من الاعتلالات الشائعة بين الرجال فوق سن الأربعين إلا أن نسبة الذين يشتكون من أعراضه تبرز غالبا في عمر متقدمة.
و تعزز بعض العادات أو العلاجات كـ “البيتا بلوكرز” التي تستعمل لدى مرضى الضغط أو القلب من احتمالية ظهور المرض.
تختلف الأعراض من شخص لآخر، فالبعض ممن لديهم هذا التضخم لا يعاني من أي عرض واضح، و البعض الآخر يعاني بشكل خفيف. و تتأثر جودة حياة فئة معينة تأثرا شديدا بسبب الأعراض التي تسبب إحراجا و حاجة متكررة لترك نشاطاتهم الاجتماعية أو المهنية بسبب الأعراض الغير مرحب بها.
تتلخص الأعراض في ما يعرف بأعراض الجهاز البولي السفلي، و الذي يتسبب فيها ضغط البروستات على القناة البولية تحت المثانة. هذا الضغط يشكل عائقا أمام البول و عملية تفريغه، و يرافقه في كثير من الأحيان خلل في عمل عضلة المثانة التي تصبح في حالة فرط نشاط بمرور الوقت.
يمكن أن يعاني المرضى من أعراض تضخم البروستات التالية:
- حاجة ملحة و لحظية للتبول
- تكرر الحاجة الليلية أو النهارية للذهاب إلى دورة المياه
- صعوبة أثناء التبول أو ألم مصاحب للعملية
- تأخر خروج القطرات الأولى
- تبول متقطع
- بدل جهد و ضغط من خلال انقباض عضلات البطن للتبول
- قطرات متأخرة بعد الانتهاء من عملية التفريغ
- إحساس بالحاجة للتبول مجددا بمجرد الانتهاء (بسبب احتباس البول أو فرط نشاط عضلة المثانة)
تشخيص تضخم البروستات الحميد:
الأعراض المذكورة أعلاه تصاحب كل مراحل ملأ و تفريغ المثانة و مرحلة ما بعد التبول.
ما ذكر من أعراض لا يشترط وجود إصابة البروستات و لا يؤكد وحده الإصابة بتضخمها، حيث يقوم الطبيب المعاين بطلب تحاليل و اختبارات أخرى إضافية لتأكيد العنصر الثاني من المرض و هو التضخم كما يدل الاسم، و كذلك لتقييم المضاعفات إن وجدت، أو للتأكد من غياب أسباب أخرى لهذه الأعراض.
زيادة حجم البروستات يمكن أن يلاحظ أثناء الفحص الفيزيائي للغدة من خلال الفتحة الشرجية.
و باقي التحاليل يمكن أن تكون ضرورية أو اختيارية، و الطبيب المعاين سواء كان عاما أو مختصا فسيقوم بطلبها حسب نتائج الفحص السريري.
- تحاليل البول: الكيميائية و البكتيرية بحثا عن أي شيء غير اعتيادي في مكوناته
- تحليل المستضد البروستاتي النوعي (PSA): و الذي ترتفع نسبته خلال التهابات أو أورام البروستات أو غيرها
- قياس تدفق البول: و هو الاختبار الذي سيحدد درجة الاعتلال و ما سببه للجهاز البولي
- تصوير بالأمواج فوق الصوتية: و هذا بحثا عن أثر التضخم على المثانة أو أعلى الجهاز البولي بما في ذلك الكلى
- و على ذكر وظيفة الكلى فتحاليل الدم المتعلقة بها ضرورية للتيقن من سلامة هذا العضو
يمكن للمريض أن يقوم بعمل رزنامة خاصة لتقييم ذاتي لكميات البول و وتيرة التبول النهاري أو الليلي.
مضاعفات تضخم البروستات:
لا يخلو أي مرض من مخاوف معينة، فطبيعة المرض الحميدة تشريحيا لا تجعل منه خطرا كبيرا، و لكنها لا يجب أن تغفل. فالمضاعفات موجودة، و المتابعة الطبية لازمة.
تنقسم مضاعفات تضخم البروستات إلى المضاعفات الحادة المؤقتة و المضاعفات المزمنة.
أما الحادة فتتمثل في:
- الاحتباس الحاد للبول: و تصاحبه حالة شديدة من عدم الارتياح و حاجة للقسطرة لتفريغ محتوى المثانة
- عدوى الجهاز البولي
- دم في البول
- الفشل الكلوي الحاد ( نتيجة وجود حاجز)
و المضاعفات المزمنة هي ما يجعل المتابعة الطبية الدورية حاجة ضرورية، و تتمثل في:
- الفشل الكلوي المزمن أو النهائي
- حجر المثانة: أو ما يشبه حجر الكلى
- احتجاز البول المزمن: ما يزيد من خطر العدوى المتكررة
يجدر الحديث عن التهاب البروستات الذي يصاحب في بعض الحالات تضخم البروستات الحميد، و قد تكون العدوى المتكررة هي المسؤولة عن هذا الالتهاب.
علاج تضخم البروستات:
العلاجات ترتبط بنوع الحالة، فالحالات المتوسطة و البالغة التأثر بالتضخم البروستاتي الحميد هي الأحوج للعلاج في حين أن الامتناع العلاجي ممكن في الحالات الخفيفة مع بعض النصائح التي يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.
كما تم ذكره سابقا، تأثر جودة الحياة بشكل شديد يجعل التدخل الطبي و الدوائي إلزاميا على البعض و العلاجات الأكثر استعمالا لتخفيف تضخم البروستات هي:
- مثبطات مستقبلات ألفا (alpha bloquants): و الذي يخفف من أعراض الجهاز البولي السفلي من خلال إرخاء عضلات عنق المثانة و البروستات.
- مثبطات أنزيم الـ 5-الفا ريدوكتاز: و هو المسؤول عن عن إيقاف عمل هذا الأنزيم الذي يقوم بتحويل التستسترون إلى DHT الذي يعمل على زيادة حجم البروستات.
- توجد أيضا بعض العلاجات الأخرى و التي يتم تطويرها دوريا، كما أن العلاج بالأدوية السابقة الذكر معا يمكن أن يكون فعالا في حالات تعذر العلاج بنوع واحد.
لا يمكن التدخل جراحيا في البداية، فالجدوى الجراحية لا تظهر إلا في حالة فشل العلاج الدوائي أو مضاعفات المرض المزمنة كحجر المثانة أو الفشل الكلوي المزمن. وتعتبر الأعراض الشديدة على المريض بالرغم من العلاج الدوائي أمرا يضع العلاج الجراحي محل نقاش مع الطبيب المختص في جراحة المسالك البولية.
هل تضخم البروستاتا خطير؟
على المريض أن يدرك بأن طبيعة المرض حميدة و لا داعي للقلق بشأن تطوره لورم خبيث، فليست هناك دراسات أثبتت وجود الصلة بين التضخم الحميد و التضخم المتعلق بآلية سرطانية.
أمراض أخرى قد تشابه أعراضها تضخم البروستات:
عند ظهور أعراض مماثلة متعلقة بمتلازمة الجهاز البولي السفلي كالتبول الليلي أو الحاجة الملحة للذهاب للمرحاض و غيرها من اضطرابات التبول، يمكن إيجاد عديد التشخيصات الأخرى. أهمها:
- داء السكري (النوع الثاني، نظرا لان التضخم و السكري يظهران في فئات عمرية متقاربة)
- الأدوية المدرة للبول (تستعمل غالبا لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم)
- انقلاب الساعة البيولوجية أو اضطرابها
- يمكن للسكتة الدماغية و مضاعفاتها أن تحدث اضطرابات مماثلة
- التهابات المثانة باختلاف أسبابها
- ورم المثانة
- مرض الرعاش أو الباركينسون أو مشكلة عصبية مركزية
بالرغم من أن التقدم في العمر و العوامل المتعلقة بالمحيط تلعب دورا في ظهور أعراض التضخم الحميد للبروستات فإن الأعراض لا تظهر لدى كل المصابين مما يترك المجال مفتوحا للعديد من البحوث و الأعمال الممكنة التي قد تكون أملا لمن يعانون من هذا المرض.