داء السكري عند الأطفال و يسمى أيضا السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري من النوع الأول، هو مرض مناعي يصيب البنكرياس و يؤدي إلى فشلها في إنتاج كميات كافية من الأنسولين. وبالتالي عدم تمكن الجسم من تخفيض تركيز سكر الجلوكوز الموجود في الدم إلى المستوى العادي. ويعتبر هذا النوع تحديا خاصا للطبيب المعالج بما أن مدة المتابعة طويلة (تبدأ منذ الصغر) ومنه خطر المضاعفات أكبر.
ملاحظة: مرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب البالغين بشكل عام، قد يصيب أيضا الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة.
أسباب داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال والشباب:
هناك العديد من الفرضيات المطروحة الغير واضحة تماما، فهي تحتاج إلى المزيد من الدراسات العلمية المعمقة. أبرزها:
- توفر العوامل البيئية مع العوامل الوراثية، فإذا كان هناك مثلا أحد الأطفال مصابا بالسكري، فإن احتمال إصابة أحد إخوته بالمرض يصل إلى 5%.
- التغذية والرضاعة، فالملاحظ هو التناسب العكسي بين احتمالات الإصابة بالسكري عند الأطفال مع معدل الرضاعة الطبيعية. كلما كانت الرضاعة طبيعية كلما قل احتمال الإصابة بسكري الأطفال.
- نظافة المحيط تلعب هي الأخرى دورا، فتلوث البيئة قد يؤثر سلبا على النظام المناعي للطفل عبر جهازه الهظمي.
- هناك أيضا فرضية قائمة عن إثارة الجهاز المناعي ذاتيا ضد الجسم بعد الإصابة بعدوى فيروسية قد تكون بسيطة.
ماهي خصوصية داء السكري عند الأطفال مقارنة بالسكري من النوع الثاني عند البالغين؟
رغم وجود العديد من السمات المشتركة بين النوعين، إلا أن داء السكري من النوع الأول أو سكري الأطفال يختص بما يلي:
- البداية المبكرة، أغلبها تحت سن العشرين سنة مع تزايد معدل الإصابة تحت الخمس سنوات. مما يجعل مدة الإصابة طويلة ومعها خطر حدوث المضاعفات أكبر.
- مرحلة المراهقة الحساسة عند المصابين وهذا يتطلب رعاية نفسية وعاطفية وحتى علاجية خاصة للمساعدة على تقبل المرض و الالتزام بالعلاج.
- إدارة داء السكري عند الطفل مرتبطة بشكل كامل بعائلته و محيطه، فستكون فاعلية العلاج متناسبة طرديا مع ظروفه الإجتماعية والثقافية.
أعراض داء السكري من النوع الأول عند الأطفال:
- العطش الشديد
- الجوع المتواصل لأن عدم توفر الأنسولين يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم لتوفير الطاقة اللازمة
- التبول أكثر من المعتاد وأحيانا التبول اللاإرادي ليلا
- رائحة الفم الكريهة بسبب المواد الكيتونية الناتجة عن حرق الدهون بدلا من الجلوكوز
- آلام البطن في حوالي ربع الحالات التي يتم تشخيصها
- الرؤية الضبابية و سببها نقص في سوائل العين بسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم
- التعب الكبير وفقدان الوزن، وهي أعراض أكثر شيوعا عند الأطفال الكبار
علاج داء السكري عند الأطفال: الأنسولين مع أسلوب حياة مناسب
تعتبر حقن الأنسولين العلاج الأول عند مرضى السكري من النوع الأول. و يعتمد عادة على حقنتين يوميا، من نوع الحقن السريعة أو المتوسطة حسب الحاجة. هذه الحقن سهلة الإستخدام لكنها تتطلب تقنية صارمة. يُمكن تشجيع الطفل على الإعتماد على نفسه لحقن الأنسولين ابتداءا من 8 سنوات من العمر.
سيحتاج الطفل إلى اتباع نظام غذائي صحي كجزء من علاج مرض السكري. قد يشمل ذلك تناول الكثير من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، والإبتعاد عن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
الرياضة و النشاط البدني من شأنه المساعدة على تنظيم مستوى السكر في دم الطفل المريض، لكن الأنشطة المكثفة قد تؤدي إلى رفع تركيز الأحماض الأسيتونية (acido-cetose) إذا كان هناك اختلال في التوازن اليومي لمستوى الجلوكوز.
هناك تقنيات علاجية حديثة لعلاج داء السكري عند الأطفال، لكنها غير متوفرة في جميع البلدان. أهمها مضخات الأنسولين التي تفرز كميات محددة تلقائيا بفضل أجهزة استشعار لقياس نسبة الجلوكوز في الدم. كما يحاول العلماء تطوير تقنيات أخرى واعدة كزرع خلايا البنكرياس المتضررة، والعلاج المناعي.