الكلى والمسالك البولية

دور التربية العلاجية بالوسط الاستشفائي في علاج المثانة العصبية

تعتمد المثانة العصبية على العضلات حتى تتم عملية التبول، ولكن قد يحدث خلل في ارسال بعض الرسائل الى الدماغ وهذا ما يسمى بالمثانة العصبية، ويعود ذلك لأسباب عديدة أهمها تضرر الأعصاب أو الإصابة بالتصلب اللويحي، حدوث سكتة دماغية وغيرها من العوامل.

قدم البروفيسور حسين شديد، رئيس مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة الشاطئ الأزرق، شرح مفصل حول ” المثانة العصبية.. تعقيداتها ومدى الاستجابة للعلاج ” فإن الإصابات تشترك في عدة حالات مثل الحبل الشوكي ومرض تصلب شرايين الدماغ اللويحي في إصابة المثانة العصبية، مما يجعل هذا العضو لا يستقبل الإشارة في الدماغ حتى يتخلص من المواد السامة في شكل ” البول”.

وأشار البروفيسور شديد في مداخلته، خلال دورة تكوينية خاصة بالصحفيين المتخصصين في الصحة، الى ان اهمال هذه الحالة وإذا لم يكن هناك علاج مرافق لتخلص المثانة العصبية من هذه المواد السامة، فقد يتعرض المريض الى عدة تعقيدات خطيرة وقد تؤثر على نوعية حياته اليومية، فعلى سبيل المثال الإصابة بالقصور الكلوي وظهور ترسبات كلسية بالمسالك البولية قد تتطور مباشرة الى سرطان.

وفي حديثه قال ” أن القسطرة المتقطعة النظيفة المبللة تمثل احدى التقنيات التي تساهم في الحفاظ على وظيفة المثانة، لهذا يجب على المريض إفراغ مثانته في أوقات محددة كل 3 ساعات على حسب حالة كل فرد” وبخصوص المرضى الذين يعانون من الشلل الكلي او النصفي والتصلب الشرياني اللويحي، معظمهم لا يملكون استقلالية الحركة التامة تسمح لهم بالاستعمال المريح للمستلزمات الطبية.

وأضاف الى ان المثانة العصبية قد تكون:

  • رخوية ولا تنقبض وتمتلئ مباشرة الى ان تفيض بالبول
  • تشنجية ويشعر فيها المريض بحاجة ماسة للتبول حتى وان كانت كمية البول قليلة
  • مختلطة يمكن ان يكون للمريض عناصر من المثانة التشنجية والرخوية معا

بالإضافة الى الأسباب التي ذكرت من قبل، فقد تنتج المثانة العصبية عن مجموعة من الأسباب الأخرى والمتمثلة في:

  • بعض الاضطرابات في جينات الأعصاب
  • التهابات معينة
  • تسمم بعض المعادن الثقيلة مثل المغنسيوم و الزرنيخ

تشخيص المثانة العصبية

وحسب المختصين في الطبيب المعالج يعمد في تشخيص المثانة العصبية على استعمال العديد من الوسائل كالصور الاشعاعية، تنظير المثانة، فحص البول، واستعمال أنبوب مطاط صغير ” القسطرة”، وكذا فحص جسدي وتقييم وظائف الكلى بواسطة بعض الاختبارات المخبرية من الدم، استخدم أيضا التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقدير كمية البول المتبقية في المثانة او ادخال قسطرة.

استخدام القسطرة البولية

من جهته أضاف البروفيسور عبد الرزاق بلميهوب، رئيس مصلحة التأهيل الوظيفي بالمؤسسة المتخصصة بتقصرين مداخلة قدم فيها طرق استخدام هذه التقنية مع الحفاظ على النظافة ” القسطرة البولية” وركز على دور التربية العلاجية بالوسط الاستشفائي، مضيفا في حديثه الى انه من المنتظر إطلاق تطبيق خاص للمرضى الذين يستعملون القسطرة لتسهيل العملية وتقديم شروحات مفصلة وكذا مساعدتهم على تدوين المعطيات اليومية والاحتفاظ بها وتحويلها للأطباء المعالجين.

وقدم البروفيسور شرح كيفية استعمال القسطرة والذي يتم عن طريق ادخال أنبوب موجف ومرن في فتحة الاحليل عند الرجل او فتحو البول عند المرأة من طرف، ويكون الطرف الثاني متصلا بكيس خاص يتم فيه تجميع البول.

ودعا بلميهوب الى اتباع بعض الارشادات للحماية من مضاعفات ومخاطر قد تظهر مع قسطرة البول، ويمكن تلخيصه في نقاط:

  • الحرص الدائم على نظافة اليدين وغسلهم جيدا بالماء الدافئ سواء قبل او بعد استعمالها
  • الاحتفاظ بكيس تجميع البول تحت مستوى المثانة طوال الوقت
  • مراقبة الانبوب والتأكد من عدم وجود أي عقدة وغسل منطقة ادخال أنبوب القسطرة يوميا
  • الحرص على المراقبة الدائمة وشرب الماء بكميات معتدلة

الحالات التي تستعدي استعمال القسطرة البولية

حسب البروفيسور بلميهوب، فان قسطرة البول تستعمل في حال ما عجز المريض عن اخراج بوله بنفسه، في عدة حالات، قبل او أثناء وبعد الانتهاء من بعض العمليات الجراحية يتم تصريف البول من المثانة، وأيضا أثناء الولادة، عندما يريد الطبيب أيضا أدوية معينة الى المثانة مباشرة مثل في حالات العلاج الكيمياوي لمرضى السرطان، او في حالة ما اذا كان المريض يعاني من البروستاتا لتصريف البول المتراكم، ويمكن ان تستعمل في بعض الحالات الأخرى:

  • الإصابة بجرح في الاحليل
  • الإصابة بحصوات او مرارة الكلى والمثانة
  • الإصابة بأورام في الجهاز البولي
  • الإصابة بسلس البول

اظهر المزيد

عائشة ولد حبيب

صحفية متخصصة بقضايا الصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى