تختلف الأمراض المعدية التي تصيب جسم الإنسان وتتنوع إلى أنواع عديدة، فبعضها يحدث بسبب التغذية أو الطقس، والآخر ينتقل من الأشخاص الآخرين، أو من الحيوانات، وتختلف جميعها من حيث الخطورة، ومن حيث النوعية والآثار، لهذا من الجيد أن تكون عند الإنسان العادي معرفة عامة بهذه الأمراض، من أجل تجنبها، لأنها تكون قاتلة في كثير من الأحيان.
وتختلف الأمراض المعدية في نسبة انتقالها، فبعض الأمراض المعدية والتي لا زالت منتشرة إلى الآن، تعتبر نسبة انتقالها بين الأشخاص ضعيفة، قد تصل إلى نسبة أقل من 1%، وقد ترتفع قليلا. بعضها قد ينتشر من خلال بعض الممارسات والأفعال، مثل الإيدز (SIDA) الذي ينتقل في الغالب عن طريق العلاقات الجنسية، وغير ذلك من الوسائط المؤدية إلى انتقال العدوى. كما يمكن أن تحدث العدوى دون اتصال مباشر واضح مثل مرض الحمى المالطية (brucellose)، مرض السل (tuberculose) المعروف و مرض ذات الرئة (pneumonie).
ما هو مرض ذات الرئة Pneumonie؟
ذات الرئة و يسمى أيضا الإلتهاب الرئوي، هو مرض يصيب الرئة، وتحديدا الحويصلات الهوائية في الرئة، وتتحول الحويصلات الهوائية إلى بؤر مليئة بالقيح والميكروبات.
تسبب ذات الرئة أعراضاً تنفسية متفاوتة، خصوصا عند الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وتختلف الأعراض باختلاف الفئات العمرية، فبعض الأشخاص لا تؤثر عليهم إلا قليلا، ولا يسبب لهم آلاما كبيرة، ولا خطرا شديدا، وهم الشباب والرجال، بينما قد يعاني منه بشدة الأطفال وتحديدا الرضع منهم، و الشيوخ الذين تخطوا الخامسة والستين من العمر، وهذا ما يجعل المختصين في الصحة يولون لهم رقابة وعناية قصوى، من أجل تخطي هذه المرحلة المرضية الصعبة.
أسباب وعوامل الإصابة بذات الرئة:
توجد مجموعة من العوامل و الأخطاء التي يغفل عنها الكثير من الناس والتي تكون سببا في إصابتهم بذات الرئة، والتي تعطي حافزا لهذا المرض وقوة للتسرب إلى الرئة وإنهاكها. من أهمها:
- العدوى العادية، التي تصيب الجهاز التنفسي، للإنسان، والتي تأتي في فترات متفرقة من السنة، وترتبط بالجو والطقس، مثل الزكام، الإنفلونزا العادية، والتهابات الحنجرة والأنف.
- التدخين: أحد عوامل الخطورة للإصابة بذات الرئة، ويعتبر التدخين من أكثر الأسباب فتكا وإضعافا لجسم الإنسان عموما. حيث يشير موقع منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يقتل سنويا أكثر من 8 ملايين شخص، وهذا ما يجعله أهم عامل من عوامل الإصابة بذات الرئة.
- الأمراض العصبية، التي يكون لها تأثير كبير على الحنجرة ومجرى التنفس خاصة في المراحل المتقدمة من العمر، حيث يجد الإنسان صعوبة في البلع مما يتسبب فيما يسمى بـ ذات الرئة الإستنشاقية (pneumonie par aspiration).
- ضعف الجهاز المناعي، الذي يعتبر أكبر سبب من أسباب الإصابة بذات الرئة، ويرتبط ذلك في الأساس بضعف التغذية، وقد يكون سببه وراثيا في كثير من الأحيان.
- الخدج وأطفال الحضانات (Nourrissons prématurés): حيث تعتبر ذات الرئة عند الأطفال من أكثر الأمراض المؤدية إلى الوفاة، خصوصا المقبولين في المشافي أو الحضانات .
أعراض مرض ذات الرئة:
تختلف أعراض ذات الرئة وتكون متفاوتة في شدتها، لكن يمكننا القول بأن أعراضها مشتركة مع العديد من الأمراض مثل الحمى المالطية (brucellose). تشمل هذه الأعراض عموما:
- السعال: و يعتبر من أهم الأعراض، ولا يمكن ضبط وصفه، كونه يأتي على أشكال مختلفة. ففي بعض الأحيان لا يكون جافا، ويختلف لونه بين الأخضر والأصفر والأبيض، وفي بعض الأحيان يكون جافا، لكنه في جميع الأحوال دليل حسام على الإصابة و يستلزم زيارة الطبيب.
- صعوبة التنفس: يحس المصاب بذات الرئة بانقطاع في التنفس في بعض الأحيان، أو ضيق فيه، بحيث يصير معدل استنشاق الأكسجين أقل من المعتاد، أو متقطعا.
- التعب والتعرق: يشعر المريض بذات الرئة بتعرق شديد، غير مصحوب بمجهود بدني، ويصحب ذلك تعب شديد وإرهاق يشمل جميع الجسم، ويستلزم ذلك أخذ الراحة الكافية، وتناول التغذية الطاقية.
- آلام الصدر والغثيان: يشعر الشخص المريض بذات الرئة بآلام على مستوى الصدر، ترتفع كلما قام بالتنفس، أو بأي جهد بدني، وقد يحس في عديد من اللحظات بالغثيان، سواء كان ذلك مصحوبا بقيء أم لا.
- فقدان الشهية: حيث تقل الرغبة في تناول الطعام، وهو ما يؤدي إلى قلة المخزون الطاقوي في الجسم، مع التعب الشديد الذي يلحقه.
مضاعفات ونتائج الإصابة بـ ذات الرئة:
جميع الأمراض و العدوى التي تصيب جسم الإنسان تحتاج إلى علاج وتدخل سريع، وإذا لم نقم بعلاجها في الوقت المناسب وبانتظام، فإن ذلك قد يكون سببا في مجموعة من المضاعفات الخطيرة، أهمها:
- العجز عن التنفس (القصور الرئوي): قد يصل جسم الإنسان إلى مرحلة متطورة يصبح فيها عاجزا عن التنفس بشكل سليم، وتصبح الرئة غير قادرة على استقبال الكميات الكافية من الأكسجين، وهو ما قد يشكل تهديدا على حياة المصاب، بما أن التنفس يمثل رابطا وثيقا بين الحياة والموت، وأن البكتيريا التي تصب في الرئة قد تحجبها عن التنفس السليم والكامل.
- تقيح الرئة: وهي مرحلة خطيرة، تتعلق بالحويصلات الموجودة داخل الرئة التي تمتلأ بالقيح والسوائل الضارة، التي تستلزم علاجا بالمضادات الحيوية.
جميع الأمراض المعدية مهما اختلفت خطورتها فإنها تحتاج إلى العلاج، لأن ما يبدوا بسيطا في أول الأمر، قد يتفاقم ويصبح قاتلا في المستقبل.
ما هو علاج ذات الرئة أو الإلتهاب الرئوي؟
- يرتكز علاج ذات الرئة على المضادات الحيوية، الكثير من الراحة و شرب الماء. بمجرد تحديد التشخيص، يقوم الطبيب المعالج بوصف علاج احتمالي بمعنى مضادات حيوية عبر الفم دون تحديد الجراثيم المسؤولة عن المرض، مع مراعاة حالة المريض و عوامل الخطر لديه.
- دواء الأموكسيسيلين هو المضاد الحيوي للخط الأول من العلاج عند البالغين الأصحاء، و إذا كان للمريض حساسية لهذا المضاد الحيوي، فسيقوم الطبيب بوصف دواء آخر موازي.
- المضادات الحيوية ليست فعالة ضد الالتهاب الرئوي الفيروسي. يمكن أن يشمل علاج الالتهاب الرئوي الفيروسي الكثير من السوائل و أدوية الكورتيكوستيرويد والراحة
- يمكن أيضا وصف الباراسيتامول لتخفيف الألم و الحمى.
- لا ينبغي تناول أدوية مضادة للسعال أو أي أدوية أخرى خارج وصفة الطبيب
- إذا ظهرت على المريض علامات الشدة، أو كان مسنًا أو يعاني من أمراض مزمنة، فقد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا مع المضادات الحيوية الوريدية.
- في حالة الالتهاب الرئوي الحاد، سيكون الاستشفاء مطلوبًا مع العلاجات المساعدة مثل العلاج بالأكسجين أو حتى التهوية الميكانيكية.
- تعتمد المدة اللازمة للشفاء على حدة العدوى، قد تشعر بالتحسن بعد بضعة أيام إلى أسبوع إذا كانت العدوى معتدلة، أو بضعة أسابيع إذا كانت حادة أو في المستشفى