الأمومة والأطفالالمرأة

رحلة الحمل: كيف تحسبين موعد الولادة، وما هي أهم التغيرات التي تحدث لِجسمِك ؟

يعتبر الحمل من بين أكثر المراحل بهجة في حياة المرأة. الرحلة التي تبدأ باليوم الذي تتوقعين فيه الحمل إلى إختيار الإسم والملابس , حتى الولادة. وحتى يتسنى لَكِ الاستمتاع بكل مراحله يجب أن تتعرفي على أهم التغيرات التي تحدث لجسمك حتى تتمكنين من الإعتناء به، و كيفية حساب موعد الولادة بدقة.

كيف تتأكدين من حملك ؟

 يبدأ الحمل عندما يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي. حيث يوفر جسم المرأة الحامل بيئة وقائية ومغذية يمكن أن تتطور فيها البويضة الملقحة إلى جنين وذلك خلال مدة تسعة أشهر.

إذا كان للمرأة دورة شهرية منتظمة فقد تتمكن من معرفة ما إذا كانت حامل عند تأخرالدورة لمدة أسبوع أو أسبوعين. كما يوجد بعض الأعراض النموذجية التي قد تدل على الحمل .والتي تشمل ما يلي:

  • تضخم الثديين.
  • الغثيان مع القيء.
  • الحاجة للتبول بشكل متكرر.
  • تعب غير عادي.
  • تغيرات في الشهية.

إختبارات الحمل المنزلية:

تكشف إختبارات الحمل المنزلية عن موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في البول. هرمون تنتجه المشيمة في وقت مبكر من الحمل.

نتائج اختبارات الحمل المنزلي دقيقة بحوالي 97٪ من الوقت. إذا كانت النتائج سلبية ولكن المرأة لا تزال تشك في أنها حامل ، فيجب عليها تكرار إختبار الحمل المنزلي بعد بضعة أيام. فربما تم إجراء الإختبار الأول في وقت مبكر جدًا (قبل الموعد المتوقع لبدء الدورة الشهرية التالية). إذا كانت النتائج إيجابية ، يجب على المرأة الإتصال بطبيبها ، الذي قد يقوم بإجراء إختبار حمل آخر لتأكيد النتائج.

إختبارات الحمل المعملية:

تصل دقة هذه الاختبارات لأكثر من 99٪ من خلال عينة من البول أو الدم.

يسمى أحد هذه الإختبارات ب ELISA ، حيث يمكن أن يكشف بسرعة وسهولة حتى مستوى منخفض من HCG في البول. وقد تكون النتائج متاحة في حوالي نصف ساعة.

خلال الستين يومًا الأولى من الحمل الطبيعي بجنين واحد ، يتضاعف مستوى HCG في الدم كل يومين تقريبًا. ويمكن قياس هذه المستويات أثناء الحمل لتحديد ما إذا كان الحمل يسير بشكل طبيعي.

كيفية حساب موعد الولادة ؟

يتم حساب فترة الحمل بالأسابيع، بدءًا من اليوم الأول لاًخر دورة شهرية. فبعد تأكيد الحمل، يسأل الطبيب المرأة عن آخر دورة شهرية لها. حتى يقوم بحساب موعد الولادة أو التاريخ التقريبي لذلك، و هذا عن طريق عد ثلاثة أشهر تقويمية من اليوم الأول من آخر دورة شهرية وإضافة سنة واحدة و7 أيام.

مثال لحساب موعد الولادة المرتقب:

إذا كانت آخر دورة شهرية هي 1 ماي، فإن الطبيب يعد 3 أشهر إلى الوراء، أي 1 فيفري، ثم يضيف سنة واحدة و 7 أيام. وبالتالي تاريخ الاستحقاق المحسوب هو 8 فيفري من العام التالي.

هل حساب موعد الولادة بهذه الطريقة دقيق؟

فقط 10٪ أو أقل من النساء الحوامل يلدن في التاريخ المحسوب، ولكن 50٪ يلدن في غضون أسبوع واحد، وما يقرب من 90٪ يلدن في غضون أسبوعين (قبل أو بعد التاريخ المستنتج عند حساب موعد الولادة).

و تعتبر الولادة  قبل أو بعد أسبوعين من التاريخ المحسوب أمر طبيعي.

يكون الجنين أصغر بأسبوعين تقريبًا من عدد الأسابيع المحسوبة للحمل (فعادة ما تكون الإباضة بعد حوالي أسبوعين من بدء الدورة الشهرية للمرأة ).  وبعبارة أخرى ، فإن إمرأة حامل في الأسبوع الرابع تحمل جنينًا عمره أسبوعان. أما إذا كانت الدورة الشهرية للمرأة غير منتظمة فقد يكون الفرق الفعلي أكثر أو أقل من أسبوعين.

يستمر الحمل في المتوسط ​​266 يومًا (38 أسبوعًا) من تاريخ الإخصاب (الحمل) أو ما يقدر ب 280 يومًا (40 أسبوعًا) من اليوم الأول لآخر دورة شهرية إذا كان للمرأة فترات منتظمة مدتها 28 يومًا. ينقسم الحمل إلى ثلاث فترات مدة كل منها 3 أشهر، بناءً على تاريخ آخر دورة شهرية:

  • الفصل الأول: من 0 إلى 12 أسبوعًا.
  • من الحمل الفصل الثاني: من 13 إلى 24 أسبوعًا.
  • الفصل الثالث: 25 أسبوعًا حتى الولادة.

إلا أن الطريقة الأكثر دقة لتحديد مدة الحمل و حساب موعد ولادة الطفل هي التصوير بالموجات فوق الصوتية Echographie ultrasonore  خاصةً إذا تم إجراؤه خلال أول 12 أسبوعًا.

أهم التغيرات التي تحدث للجسم أثناء الحمل:

يختلف الحمل من إمرأة لأخرى , فقد تتتميز بعض النساء بصحة وحيوية جيدة خلال أشهر الحمل . إلا أنها قد تكون صعبة ومجهدة لدى البعض الاخر. فيما يلي نذكر بعض التغييرات التي قد تواجهها وما تعنيه وما هي العلامات التي تستدعي الاتصال بطبيبك.

  • الصحة العامة: يعتبر التعب من الأعراض الأكثر  شيوعا ، خاصة في ال 12 أسابيع الأولى وكذا في  أواخر الحمل. وبالتالي قد تحتاج المرأة إلى الراحة أكثر من المعتاد.
  • الجهاز التناسلي: بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل ، قد يؤدي تضخم الرحم إلى بروز بطن المرأة قليلاً. فيستمر الرحم في التوسع خلال فترة الحمل. حيث يمتد الرحم إلى مستوى السرة بعد عشرين أسبوعًا وإلى الحافة السفلية للقفص الصدري خلال الأسبوع السادس والثلاثون.  

عادة ما تزداد كمية الإفرازات المهبلية الطبيعية ، وتكون شفافة أو بيضاء. ومع ذلك ، إذا كانت الإفرازات ذات لون أو رائحة غير عادية أو مصحوبة بحكة مهبلية وحرقان ، يجب على المرأة زيارة طبيبها. فقد تشير هذه الأعراض إلى عدوى مهبلية مثل داء المشعرات Trichomonas vaginalis أو داء المبيضات candidose والتي يمكن علاجها.

  • الثديين: يميل الثديان للتضخم لأن الهرمونات (الأستروجين بشكل رئيسي) تحضر الثديين لإنتاج الحليب. فيزداد عدد الغدد التي تنتج الحليب تدريجياً وتصبح قادرة على إنتاج الحليب. قد يكون الثدي صلبا ومشتدا . وبالتالي إرتداء حمالة صدر مناسبة يساعد بشكل كبير ويوفر الدعم.

قد ينتج الثدي إفرازات قليلة صفراء أو حليبية (اللبأ) خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل وبعد أيام قليلة من الولادة . هذا السائل الغني بالمعادن والأجسام المضادة ، هو أول طعام للرضاعة الطبيعية.

  • القلب وتدفق الدم : أثناء الحمل، يعمل قلب المرأة أكثر حتى يضخ المزيد من الدم إلى الرحم. في حالة الراحة، يتسراع معدل ضربات القلب من معدل 70 نبضة في الدقيقة ما قبل الحمل الطبيعي إلى 80 أو 90 نبضة في الدقيقة. أما أثناء الجًهد ، فيزيد الناتج القلبي ومعدل ضربات القلب أكثر. كما قد تظهر بعض نفخات القلب واضطرابات في ضربات القلب لأن القلب يعمل بشكل أكبر.

ينخفض ​​الناتج القلبي قليلاً في الأسبوع الثلاثين من الحمل. ثم يزداد بنسبة 30٪ إضافية أثناء المخاض. ثم ينخفض بعد الولادة من جديد حتى يعود إلى مستوى ما قبل الحمل بعد حوالي ستة أسابيع من الولادة.

ينخفض ضغط الدم عادة خلال الفصل الثاني ولكنه قد يعود إلى مستوى الحمل الطبيعي في الفصل الثالث. كما يزداد حجم الدم بنسبة 50٪ تقريبًا أثناء الحمل. فتزيد كمية السوائل في الدم أكثر من عدد خلايا الدم الحمراء وبهذا قد تشير إختبارات الدم إلى فقر دم خفيف ، وهو أمر طبيعي. إلا أن عدد خلايا الدم البيضاء (الخلايا التي تحارب العدوى) يزداد قليلاً أثناء الحمل ويرتقع بشكل ملحوظ أثناء الولادة وأياما بعدها.

يُؤدي الرحم المتضخم الى تدهور تدفق الدم من الساقين ومنطقة الحوض إلى القلب. ما يسبب التورم (الوذمة) خاصة في الساقين. النوم على الجانب الأيسر .ووضعية رفع الرجلين تُساعد على التقليل من التورم.

  • المسالك البولية: عندما يضغط الرحم على المثانة يقلل من حجمها بحيث تمتلئ بشكل أسرع من المعتاد. هذا الضغط يجعل حاجة المرأة الحامل للتبول أكثر.
  • الجهاز التنفسي: يعمل إرتفاع مستوى هرمون البروجسترون -الذي يتم إنتاجه باستمرار أثناء الحمل- بإيصال رسالة للدماغ من أجل خفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم. ونتيجة لذلك فان تتنفس المرأة الحامل يكون بشكل أسرع قليلاً وأكثر عمقًا حتى يبقى ثاني أكسيد الكربون منخفضًا.

كما أن بطانة الشعب الهوائية تستقبل كمية كبيرة الدم خلال الحمل ما يؤدي الى تضخم وضيق الشعب الهوائية. وبالتالي انسداد الأنف أحيانا. وقد تصبح la trompe d’Eustache (التي تربط الأذن الوسطى والأنف) مسدودة ما يغير قليلاً نغمة وجودة صوت المرأة.

  • الجهاز الهضمي: قد ينتج عن إرتفاع مستويات هرمون الاستروجين وHCG الغثيان والقيء .

تُعد حرقة المعدة أمرًا شائعًا أيضا ، ربما لأن الطعام يبقى في المعدة لفترة أطول ولأن العضلة الحلقية في الطرف السفلي من المريء تميل إلى الإسترخاء، مما يسمح لمحتويات المعدة بالتدفق إلى المريء. إلا أنه يوجد عدة تدابير تساعد في تخفيف حرقة المعدة:

  • تناول وجبات صغيرة.
  • عدم الإنحناء أو الإستلقاء لعدة ساعات بعد تناول الطعام.
  • تجنب الكافيين والتبغ والكحول والأسبرين والعقاقير ذات الصلة (الساليسيلات).
  • تناول مضادات الحموضة السائلة ، ولكن تلك التي لا تحتوي على بيكربونات الصوديوم.
  • عدم تناول الطعام قبل النوم بعدة ساعات.
  • رفع رأس السرير أو إستخدام الوسائد لرفع الرأس والكتفين عند النوم.
  • الإمساك: بسبب ضغط الرحم على الجزء السفلي من الأمعاء وإرتفاع مستوى هرمون البروجسترون الذي يًبطء الموجات التلقائية لتقلصات العضلات في الأمعاء. يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي غني بالألياف وشرب الكثير من السوائل وممارسة الرياضة بإنتظام على التخفيف من الإمساك.
  • البشرة: قد تحدث بعض التغييرات للبشرة لأن المشيمة تنتج هرمونًا يحفز الخلايا الصباغية (وهي الخلايا التي تصنع صبغة جلدية بنية داكنة الميلانين). على سبيل المثال قناع الحمل (الكلف) وهو صبغة بنية بنية اللون قد تظهر في منطقة الجبهة والخدود.
  • الهرمونات : يؤثر الحمل على جميع الهرمونات في الجسم تقريبًا ، ويرجع ذلك غالبًا إلى تأثيرات الهرمونات التي تنتجها المشيمة. على سبيل المثال ، تنتج المشيمة هرمونًا يحفز الغدة الدرقية لتصبح أكثر نشاطًا وتنتج كميات أكبر من هرمونات الغدة الدرقية. ما قد يؤدي إلى تسارع نبضات القلب والتنفس .

تحفز المشيمة الغدد الكظرية على إنتاج المزيد من الألدوستيرون والكورتيزول (الذي بدورهما يساعدان على تنظيم كمية السوائل التي تفرزها الكلى). وبالتالي الاحتفاظ بالسوائل أكثر.

قد ينخفض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم قليلاً خلال المرحلة الأولى من الحمل. ولكن في النصف الأخير يُمكن أن يزيد المستوى. وبالتالي قد يتفاقم مرض السكري إذا كان موجودًا قبل الحمل أو يمكن أن يَنتُج عن هذا الاضطراب سكري الحمل le diabète gestationnel.

اظهر المزيد

Dr Benaicha Fatima

طبيبة عامة - كلية الطب مستغانم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى