تناول الأطفال للدواء يمكن أن يشكل مصدر قلق لديهم ولأوليائهم. ويعتبر استعمال الدواء بطريقة صحيحة مُهمّا لضمان فعاليته من جهة وعدم حدوث مضاعفات من جهة أخرى. هناك بعض الأدوية لها طعم لا يناسب جميع الأطفال وبالتالي يتم رفضها تلقائيا. فهل هناك طرق معينة تساعد على تقديم الدواء للأطفال حتى لا يتحول العلاج إلى هاجس مقلق لديهم ولدى الأمهات خصوصا؟
يُسوّق الدواء في الصيدلية على عدة أشكال وأنواع أهمها: المحاليل للشرب، المسحوق للخلط، التحاميل (suppositoires)، الأقراص و الكبسولات.
طريقة تقديم الدواء للطفل حديث الولادة:
- ينبغي قضاء الوقت الكافي مع الطفل حتى يتناول دوائه بشكل كامل
- حاول تشتيت انتباهه بلعبة أو موسيقى أو شئ من هذا القبيل لتقليل رفض الدواء
- بعد تناوله الدواء، من المهم إبقائه بين الذراعين
تقديم الدواء للرضيع تحت سن سنة واحدة:
- قم بإعداد الجرعة مسبقا دون أن يراك الطفل، حتى لا تثير القلق لديه ولتفادي مفاجئته!
- اختر الوقت المناسب: قبل الوجبة وليس بعدها، أو وقت الراحة على سبيل المثال
- حتى لو كان أصغر من أن يفهم، اشرح له بصوت هادئ ما الذي ستفعله ولماذا
- اجعل تناول الدواء روتينًا: دائمًا في نفس الوقت، قبل أو بعد نشاط معين
- اجذب انتباهه بلعبة أو بحيوان أو بالاستعناة بأحد أفراد العائلة
تسهيل تناول الدواء للطفل من سنة إلى ثلاث سنوات من العمر:
- اشرح له ما الذي ستفعله خاصة إذا كان يبلغ من العمر ما يكفي ليفهم، اشرح أين يذهب الدواء وكيف سيعمل، من الممكن استخدام الرسم والألعاب للإلهاء
- كن مستعدًا لتحمل الإزعاج الذي يسببه الطفل عند امتناعه عن تناول الدواء، المهم هو التركيز على فوائد العلاج
- وضّح للطفل أن العلاج ليس عقوبة
- اختر الوقت المناسب: عندما يرتاح الطفل، أو قبل نشاط خفيف
- إذا كنت بحاجة إلى حمله (وضع قطرات في عينيه أو قطرات في أذنيه) فافعل ذلك لأنه يسهل العملية
- تصرف بسرعة وبحزم ومرونة، طمئن الطفل بأن العملية لن تطول
- قم بمكافأته بعد ذلك، حتى ولو كان ذلك بعناق أو مجاملة
كيف تقيس جرعة الدواء المناسبة للطفل؟
غالبًا ما تُصرف الأدوية من الصيدلية على شكل سائل بأداة تحديد الجرعات: قطارة أو ملعقة أو محقنة جرعات. هذه الأدوات تسمح بتقديم جرعات أكثر دقة.
إذا كنت تستخدم ماصة جرعات (أو حقنة بدون إبرة)، املأها حسب التدريج المطلوب، وقم بتوجيه نهايتها داخل فم الطفل بين اللثة والخد مما يسهل البلع. لا تنس رج الزجاجة جيدا قبل استخدامها لجعل الخليط السائل متجانسا.
اسأل الصيدلي عن طريقة حفظ قارورة الدواء: درجة الحرارة، بعيدا عن الضوء أو الرطوبة..
تعديل طعم الدواء:
الأدوية ذات الشكل السائل غالبا ما تكون بنكهة الفراولة أو الموز على سبيل المثال، غير أن هذه النكهات الاصطناعية ليست دائمًا مرضية أو كافية لإخفاء طعم الدواء.
في حالة رفض الطفل للدواء بسبب الطعم، يمكن اتباع النصائح الآتية:
- يذاب الدواء في قليل من الماء أو عصير طبيعي (حسب نوع الدواء، اسأل الصيدلي)
- يخلط مع القليل من الياغورت
- استعمال حقنة الدواء أو قطارة وإعطائه كمية قليلة بصفة متكررة في جانبي الفم (في الخد من الداخل)
- استعمال ملعقة جميلة الشكل يحبها الطفل
- يمكن إعطاء الدواء بعد فرش الأسنان بالمعجون حتى لا يظهر طعم الدواء
- يمكنك أن تعطيه الدواء مع مشروب يحبه كما يمكنك إعطائه الماء بعد الجرعة لكي لا يبقى المذاق في فمه
- تقلل البرودة من مذاق الطعام، بالتالي يمكنك تخزين السائل الدوائي في الثلاجة أو السماح لطفلك بامتصاص مكعب ثلج قبل أخذه لتخدير حاسية الذوق
- أن يكون جالسا و رأسه مستقيم كوضعية صحيحة عند أخذ الدواء
- لابد من صناعة جو مرح وتشجيع الطفل بهدية بسيطة أو أكلة يحبها في وقت أخذه للدواء
- لا تُخيّر الطفل بين أن يشرب أو لا يشرب الدواء، ينبغي أن يشعر بأنه لا مجال لأن يرفض الدواء و تخييره مثلا بين أن يشرب في غرفته أو في المطبخ، بالملعقة أو في الكأس و هكذا
- في حالة فشل كل الطرق يستعان بشخص آخر لامساك الطفل ويقطر الدواء للطفل في جانب فمه بكميات قليلة لكي لا يرجعها أو يتقيأ
كيفية وضع قطرات العين للطفل الذي يرفضها:
كجميع أشكال الدواء، غالبا ما تكون قطرات العين مشكلة يعاني منها الآباء مع أطفالهم. وتعتبر العين عضوا حساسا، وقد تسبب بعض أنواع القطرات إحساسًا خفيفًا بالحرقان لبضع لحظات.
فكيف يتم التعامل مع الطفل لمواجهة رفض دواء قطرات العين؟
- غسل اليدين جيدا قبل كل شيء
- رج القارورة لبضع ثوان
- ضع طفلك على الأرض مع وضع وسادة صغيرة تحت أكتافه و قف خلفه مع وضع رأسه بين ركبتيك. يجب أن يكون رأسه مرتفعًا قليلاً. خذ بعض الوقت لتهدئة طفلك وأمنعه من البكاء لتجنب مزج الدموع مع قطرات العين
- اسحب الجفن السفلي للعين لأسفل حتى يشكل فراغا صغيرًا، ثم قم بالتقطير في فراغ الجفن السفلي للعين
- أطلب منه إغلاق العين برفق وبإمالتها نحو الأرض لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق
- اضغط لبضع لحظات على جانب الأنف المقابل للعين المعالجة: تسمح هذه العملية بإبقاء الدواء في العين لفترة أطول عن طريق سد القناة التي تتدفق من خلالها الدموع إلى تجويف الأنف
استخدم قطرات العيون بالترتيب الصحيح إذا كنت تستخدم أكثر من نوع واحد، بحيث يتم استخدام قطرة العين من نوع المحلول أولًا، ثم استخدم تلك التي من نوع المُعلق (gel ophtalmique)، أما إذا كنت تستخدم قطرات ومرهم للعين، فاستخدم القطرات أولًا، ثم ضع المرهم بعد 10 دقائق على الأقل.
كيفية استعمال التحاميل (suppositoires) للأطفال:
تستخدم التحاميل على نطاق واسع عند الأطفال، فهي تتميز بسهولة وضعها و أن الجسم يمتصها ويستعملها بسرعة. يصفها الأطباء بشكل خاص للأطفال الذين يتقيؤون أو الذين يجدون صعوبة في البلع، كما أنها غالبا ما تكون مقبولة من طرف الطفل.
- بعد إزالتها من العلبة، اغمسها لبضع لحظات في كوب من الماء لتليينها
- ضع طفلك على ظهره أو على جنبه مع ثني الساق العلوية نحو صدره
- أدخل التحميلة بأعمق ما يمكن وأمسك مؤخرة الطفل بإحكام لبضع دقائق
هل يجب إدخال التحميلة من خلال الطرف المسطح أم الطرف المدبب؟
السؤال هو مصدر نقاش واسع، فوفقًا للمصنعين من الأفضل إدخاله من الطرف المسطح. فبمجرد إدخالها فإن الضغط الذي يمارسه المعي المستقيم على الطرف المدبب سيدفع التحميلة نحو داخل الأمعاء. تجدر الإشارة أنه إذا قررت إعطاء طفلك نصف تحميلة، فمن الأفضل قطعها إلى نصفين بالطول وليس بالعرض.
التطبيب الذاتي للأطفال من طرف الآباء:
في الحياة اليومية يكون هناك احتياج كبير للجوء إلى العلاج الذاتي أي دون استشارة الطبيب، خصوصا عندما يعاني الطفل من مشكلة صحية صغيرة و شائعة مثل التهاب الحلق و الأنف أو الحمى الخفيفة.
ما هي القواعد التي يجب عليك إتباعها لتجنب تعريض صحة طفلك للخطر؟
في الوقت الحاضر، يعتبر المرض حالة غير مرغوب فيها، ويجب تصحيحها في أسرع وقت ممكن. مع ذلك، فان هذا التصرف ليس بالضرورة هو القرار الصحيح، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال. فقد يؤدي العلاج السريع بالعقاقير إلى إعاقة نمو دفاعات الجسم الطبيعية، وأيضا قد يعطي انطباعًا للطفل بأن الأدوية ضرورية، حتى أثناء الاضطرابات البسيطة.
خلال الحمى على سبيل المثال لا يجب استعمال الدواء إلا إذا كانت مرتفعة فوق 38.5 درجة، أو إذا كانت حالته العامة تتطلب ذلك أو إذا كان لديه ميل إلى نوبة حمى. غير ذلك يمكن القيام بإجراءات بسيطة للسيطرة على الحمى كاستخدام مناشف رطبة على الجبهة، البطن والرجلين أو أخذ حمام معتدل الحرارة.
العلاج الدوائي ليس ضروريًا أيضًا في حالة الألم الخفيف أو السعال أو التهاب الحلق والجيوب الأنفية.