ريجيم أتكينز (ATKINS) هو نظام حمية غذائي يحمل إسم صاحب فكرته الدكتور روبرت أتكينز. واشتهر هذا الريجيم منذ ظهر في سنة 1972 مع بعض التحسينات في السنوات الأخيرة. واعتمده العديد من نجوم الفن والسينما مثل جينيفر أنيستون، كاترين زيتا جون. يرتكز هذا الريجيم على استبعاد الكربوهيدرات (الغلوسيدات) تماما من المائدة لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ثم إعادة إدخالها تدريجيا، وغني بالدهون. يتبنى أتكينز ثلاث مبادئ أساسية هي: عدم الشعور بالجوع، عدم حساب السعرات الحرارية و بدون حبوب حمية.
أحد أهم نقاط قوة ريجيم أتكينز أنه سهل الإتباع نسبيا، مع فقدان سريع للوزن و التخلص من الرغبة الشديدة في الأكل.
و بدأت قصة ريجيم أتكينز سنة 1972 عندما حاول الدكتور روبرت اتكينز وضع نظام غذائي أكثر فعالية من الأنظمة الموجودة آنذاك منخفظة الكربوهيدرات. فطور برنامجا يعتمد على التخلص من الأسيتونات عن طريق البول و عملية التنفس. (الأسيتونات هي مركبات كربونية ناتجة عن الإحتراق غير الكامل للدهون).
يقول الدكتور أتكينز أن حساب السعرات الحرارية و خفض الدهون لا يساعد فعلا على إنقاص الوزن وأن الإستغناء عن الأطعمة النشوية يساعد بشكل ملحوظ في إنقاص الوزن. إضافة إلى أن معظم الذين يعانون من السمنة لديهم خلل في هضم الغلوسيدات (الكربوهيدرات) حتى أنهم أو أحد أفراد عائلتهم قد يعاني من مرض السكري، و بالتالي، فالإستغناء عن الكربوهيدرات في طعامهم يساعد حتما على تصحيح الخلل.
حسب الدكتور أتكينز، و بعد الإنطلاق في تطبيق الريجيم، وجود الأسيتونات في البول يعني أن الشخص بصدد التخلص من الوزن، لكن مصدرها الدهون المخزنة في الجسم وليس الكربوهيدرات بما أنها ملغاة من الطعام. لذا، يجب إجراء اختبار البول يوميا لقياس مستوى الأسيتونات، و قياس الوزن للتأكد من فقدانه، وبعدها لقياس مستوى تحمل الجسم للكربوهيدرات أثناء مرحلة إعادة إدخالها في لائحة الطعام تدريجيا.
بالمقابل، لا يلقى ريجيم أتكينز القديم الإجماع لدى المختصين لبضعة أسباب، فبعضهم يجده تقييديا للغاية بحيث يصعب اتباعه على المدى الطويل، و غير متوازن (البيض، الزبدة، اللحوم الحمراء مع القليل جدا من الفواكه والخضروات). إضافة إلى الأعراض الجانبية المتعلقة بانخفاض مستويات السكري في الدم كالتعب والصداع.
ثم في سنة 2011 قام ثلاثة أطباء (أساتذة جامعيون) بإطلاق نسخة معدلة من ريجيم أتكينز جعلت من البرنامج أسهل وأكثر مرونة. يعزز فيها استهلاك الأطعمة ذات الكثافة الغذائية العالية (البروتينات الخالية من الدهون ومجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والدهون الجيدة) مع الحد من السكريات والكربوهيدرات. كما ليس هناك داع لإجراء اختبارات البول ولا لقياس مستوى الأسيتونات فيه.
تفاصيل ريجيم أتكينز المعدل الجديد الخالي من عيوب البرنامج القديم:
- المرحلة الأولى: مرحلة البداية:
تستمر لأسبوعين على الأقل، يمكن تمديدها إذا كان الشخص يعاني من سمنة مفرطة. خلالها، يتكيف الجسم مع النظام الغذائي الجديد بحرق الدهون وفقدان الوزن.
استهلاك الكربوهيدرات محدود بـ 20 غرام يوميا، 12 إلى 15 غرام يكون مصدرها الخضروات غير النشوية (عكس برنامج الدكتور أتكينز القديم). مع استبعاد جميع الأطعمة السكرية و الحبوب بكل أنواعها باستثناء عصير الفواكه.
يسمح بتناول وجبتين خفيفتين على الساعة 10 صباحًا و 4 مساءًا.
- المرحلة الثانية: مرحلة فقدان الوزن المستمر:
في هذه المرحلة، يمكن إدخال المكسرات، البذور وبعض البقوليات في الطعام اليومي، مع زيادة استهلاك الكربوهيدرات يوميا بـ 5 غرامات يوميا إلى غاية التوازن، أي الكمية التي يبقى فيها فقدان الوزن مستمرا دون إبطائه.
تنتهي هذه المرحلة عند بقاء 5 كيلوغرامات كفارق عن وزن الجسم المستهدف.
- المرحلة الثالثة: مرحلة ما قبل الإستقرار:
يتم إضافة المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات كالفواكه، النشويات والحبوب الكاملة. وإذا كان فقدان الوزن مستمرا، فيمكن زيادة الكربوهيدرات المستهلكة يوميا إلى 10 غرامات في اليوم.
عند الإقتراب من الوزن المستهدف، يمكن اختبار كمية الكربوهيدرات التي يمكن تناولها دون زيادة في الوزن. عند استقرار الوزن لمدة شهر، يمكن المرور إلى المرحلة الرابعة.
- المرحلة الرابعة: مرحلة الإستقرار النهائي:
الإستمرار في تناول أطعمة المرحلة الثالثة مع مراقبة الوزن مدى الحياة، مع تعلم التحكم في الوزن بشكل تلقائي. بعض الأشخاص ينبغي عليهم استهلاك القليل فقط من الكربوهيدرات لأن أجسامهم حساسة، والبعض الآخر سيكون قادرًا على توسيع قائمة الأطعمة الكربوهيدراتية.
قواعد رئيسية يجب اتباعها خلال ريجيم أتكينز المعدل:
- تناول أكبر قد ممكن من الطعام المسموح به لتتخلص من الجوع في وجبات صغيرة متفرقة على مدار اليوم.
- تفادى الأكل إذا لم تكن جائعا، ولا تنهي طبقك إذا شبعت.
- أشرب الكثير من الماء، قدر الإمكان لكن بدون مبالغة.
إذا أحسست بالتعب من سرعة فقدان الوزن، فهذا قد يكون راجعا لنقص الملح.
- لاتحسب السعرات الحرارية
- تناول يوميا مكملا غذائيا متعدد الفيتامينات.
ماذا عن وجهة النظر العلمية حول ريجيم أتكينز؟
تناولت بعض الدراسات العلمية، أهمها تلك التي نشرت نتائجها في 2008، ريجيم أتكينز بالمقارنة مع بعض الحميات الأخرى كحمية البحر المتوسط منخفضة السعرات الحرارية و حمية النظام الغذائي منخفض الدهون والسعرات الحرارية. وأظهرت النتائج تفوق ريجيم أتكينز من حيث الوزن المفقود على سنتين. وشملت الدراسة 322 شخصا، كان فيها معدل فقدان الوزن باتباع ريجيم أتكينز 5.5 كيلوغرام.
كما تشير دراسة أخرى نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في مارس 2007 إلى أن حمية أتكينز أكثر فعالية من ثلاث حميات غذائية أخرى أوصى بها خبراء التغذية لفقدان الوزن، مع خفض ضغط الدم و تقليل مستويات الدهون. و دراسة أخرى اعتمدتها كلية الطب بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة و خلصت إلى نفس النتائج.