يُطلق على سرطان القولون أحيانًا اسم سرطان القولون والمستقيم (cancer colorectal) لأن هذه الأعضاء جزء من الأمعاء الغليظة مصنوعة من نفس الأنسجة ولا يوجد خط واضح بينها، وبالتالي، يتم تجميع سرطانات القولون والمستقيم معًا تحت فئة واحدة. تخضع خلايا القولون والمستقيم في بعض الأحيان لتغييرات تجعلها تنمو و تتصرف بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى تكوين أورام حميدة غير سرطانية قد تكون بلا أعراض. لكن هذه التغييرات قد تؤدي أيضا إلى تكوين سرطان القولون والمستقيم.
يمتص القولون colon الماء والعناصر الغذائية ويمرر الفضلات إلى المستقيم rectum الذي يطرحها خارج الجهاز الهضمي. في أغلب الحالات، يبدأ السرطان على مستوى الخلايا الغدّية الموجودة في بطانة القولون. يمكن للخلايا السرطانية غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، كما يمكنها الإنتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.
أعراض سرطان القولون والمستقيم:
لا يعاني العديد من المصابين بسرطان القولون في مراحله المبكرة من أية علامات أو أعراض بسبب حجمه الصغير. تظهر الأعراض عندما ينمو الورم أكثر فأكثر داخل الأنسجة، و تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب حجم و مكان السرطان في الأمعاء الغليظة.
قد تتشابه أعراض بعض الحالات الطبية الأخرى مع أعراض سرطان القولون والمستقيم، و قد لايمكن مثلا ايجاد الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي إلا بعد زيارة الطبيب وإجراء الكشوفات اللازمة.
أعراض سرطان القولون والمستقيم تشمل:
- تناوب بين الإمساك و الإسهال
- انسداد الأمعاء أحيانا
- الشعور بعدم تفريغ المستقيم تماما بعد الإنتهاء من التبرز
- وجود دم مع الفضلات
- نزيف من المستقيم
- فقر الدم
- غازات، انتفاخ و تشنجات البطن
- الغثيان والقيء
- ألم أو انزعاج في المستقيم
- الشعور بالتعب والضعف الجسدي
- فقدان الشهية والوزن
أسباب سرطان القولون والمستقيم:
ليس هناك سبب مباشر في ظهور سرطان القولون والمستقيم، و تكون الإصابة عموما عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا السليمة في القولون أو المستقيم.
عوامل الخطر المؤدية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم:
عوامل الخطر هي حالات أو سلوكات تزيد من فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. برغم ذلك، يمكن أن يتطور السرطان لدى الأشخاص الذين ليس لديهم أي من عوامل الخطر.
عوامل الخطر التالية تزيد من فرصة ظهور سرطان القولون والمستقيم:
- العمر أكثر من 50 سنة مع زيادة الخطر بتقدم العمر
- الذكور أكثر إصابة بسرطان القولون من النساء
- العوامل الوراثية حيث تزيد الفرصة في الإصابة بسرطان القولون إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض
- داء السلائل القولوني الوَرَمي الغدي العائلي (PAF أو Polypose Adenomateuse Familiale) يتحول إلى سرطان القولون إذا لم يتم علاجه
- متلازمة لينش و تدعى أيضا سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي
- الأورام الحميدة في القولون والمستقيم
- الخمول البدني
- السمنة
- التدخين والكحول
- النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء و منخفض الألياف
- أمراض إلتهاب الأمعاء المزمنة
- السكري
- التعرض للإشعاعات المؤينة كالعلاج بالأشعة لسرطان سابق في منطقة البطن، يزيد أيضا من خطر الإصابة بسرطان القولون
كيفية الوقاية من الإصابة بسرطان القولون إذا كانت هناك عوامل الخطر:
تغيير نمط الحياة ضروري لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ننصح باتخاذ الخطوات التالية:
- تناول كميات متنوعة من الفواكه والخضر والحبوب الكاملة لاحتوائها على فيتامينات ومعادن وألياف ومضادات أكسدة، والتي قد تلعب دورًا في الوقاية من السرطان
- الإقلاع عن التدخين و عن شرب الكحول
- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا و أقلها المشي
- محاربة السمنة و الحفاظ على وزن صحي عن طريق الجمع بين نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة
تشخيص سرطان القولون والمستقيم:
وجود أعراض سرطان القولون لا يكفي لوضع التشخيص، و سيكون على الطبيب المعالج إجراء كشوفات مختلفة تشمل:
- لمس المستقيم toucher rectal: اختبار يقوم فيه الطبيب بإدخال إصبع مرتديا القفاز في المستقيم للتحقق من وجود تورم أو لقياس المسافة بين ورم المستقيم والشرج
- تحليل تعداد الدم (FNS) لتقييم كمية ونوعية خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية للتحقق من فقر الدم المزمن الناجم عن النزيف الذي استمر لفترة طويلة
- اختبارات الدم الخاصة بالكشف عن علامات الورم (marqueur tumoral): يمكن أن تستخدم في التشخيص كما يتم استخدامها لتقييم استجابة السرطان للعلاج. علامات الورم الدموية الخاصة بسرطان القولون والمستقيم هي ACE و CA 19-9
- تصوير الأمعاء باستخدام حقنة الباريوم الشرجية (lavement baryté) لأخذ صورة كاملة للأمعاء الغليظة تسمح برؤية الورم أو سرطان القولون
- تنظير القولون والمستقيم rectoscopie/ colonoscopie : باستخدام منظار (أداة تشبه الأنبوب المرن مع كاميرا مثبة) يتم إدخاله عبر الشرج و يسمح برؤية السرطان مع أخذ خزعة biopsie (عينة أنسجة) لتحليلها
- التصوير بالمسح المقطعي TDM أو بالرنين المغناطيسي IRM
- التصوير بالموجات فوق الصوتية échographie
علاج سرطان القولون والمستقيم:
خطة علاج سرطان القولون والمستقيم تأخذ في الاعتبار ما يلي:
- مكان تواجد السرطان
- مرحلة السرطان
- الحالة الصحية العامة
قد يتم اقتراح واحد أو عدة من العلاجات التالية:
- الجراحة (العلاج الرئيسي): يتم فيه الإستئصال الموضعي للسرطان أو استئصال جزء من الأمعاء المصابة
- العلاج الكيماوي
- العلاج الإشعاعي: يمكن إعطاؤه بمفرده أو مع العلاج الكيميائي
- العلاج المستهدف: يوصف عادة مع العلاج الكيماوي
خطورة سرطان القولون والمستقيم و نسبة الشفاء:
هناك عدة عوامل إنذارية و تنبؤية يمكن من خلالها تقييم خطر سرطان القولون والمستقيم على حياة المصاب و توقع سير المرض و كيفية الإستجابة للعلاج. يعتمد ذلك على:
- مرحلة السرطان: العامل الأكثر أهمية، فكلما كان التشخيص مبكرا كانت نتيجة العلاج أفضل
- نوع أو رتبة السرطان: السرطانات العالية الدرجة أخطر من السرطانات منخفضة الدرجة
- التاريخ والسوابق الطبية للمريض
- نوع العلاجات الممكنة
- درجة الإستجابة للعلاج