هل طفلك الصغير مريض؟ و يعاني من سعال مزعج يبقيه مستيقظًا طول الليل؟ هناك في الواقع العديد من الأسباب والحالات المرضية التي تسبب السعال، و يعتبر هذا الأخير أحد الأنظمة الدفاعية للجسم للتخلص من الميكروبات والأجسام الضارة. و ينقسم السعال إلى نوعين: الجاف والرطب. السعال الرطب هو الذي ينتج المخاط أو البلغم عكس السعال الجاف. في هذا المقال سنكتشف أهم أسباب السعال عند الأطفال، مع طرق العلاج، و ردود الأفعال الإيجابية من طرف الأبوين لتخفيفه.
العدوى الفيروسية:
أمراض العدوى بسبب الفيروسات تتسبب في التهاب المسالك الهوائية و ظهور عدة أعراض مختلفة من بينها السعال. و تختلف الأمراض الفيروسية حسب الفيروس، وبالتالي تختلف الأعراض و معها نوع السعال. و تشمل الأمراض الفيروسية للجهاز التنفسي ما يلي:
- الزكام
- الإنفلونزا
- الدفتيريا (أو الخناق)
- الإلتهابات الرئوية pneumonie
- إلتهابات القصبات الهوائية brochiolite
معظم أمراض العدوى الفيروسية للجهاز التنفسي تسبب السعال الذي قد يزداد سوءًا خلال الليل بسبب نزول المخاط من الأنف إلى الحلق.
لايوجد علاج محدد للعدوى الفيروسية و يتم أخذ بعض الأدوية لتخفيف الأعراض فقط (مثل الحمى) والتي تختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام. لا تستجيب العدوى الفيروسية للعلاج بالمضادات الحيوية ولا ينبغي أخذها دون استشارة طبية. يرتكز علاج العدوى الفيروسية للجهاز التنفسي عند الأطفال على الراحة و شرب السوائل بكثرة. يمكن أن يستمر السعال إلى بضعة أيام وحتى أسابيع بعد الشفاء من العدوى وذلك بسبب الإلتهاب وحساسية القصبات الهوائية بعد الإصابة.
السعال الديكي (Coqueluche):
عدوى بكتيرية تصيب الرضع والأطفال و بشكل أقل البالغين. سببها بكتيريا تصيب الجهاز التنفسي و تتسبب في انتفاخ الممرات الهوائية.
نوبات السعال خلال هذه العدوى البكتيرية تجعل التنفس صعبا وقد يسبب الإختناق في بعض الحالات عند الأطفال خاصة الرضع الذين هم غير قادرون على السعال بقوة، مما يتطلب العلاج الفوري الذي يرتكز على المضادات الحيوية وبعض العلاجات المساعدة الأخرى. ينبغي التوجه إلى أقرب نقطة استعجالات إذا لاحظت أن الطفل يحاول التنفس بعمق خلال نوبة السعال مع صوت يشبه صوت الديك.
الوقاية من السعال الديكي ترتكز على التلقيح.
الربو (Asthme):
الربو هو مرض مزمن يتسبب في التهاب و تضيق الشعب الهوائية مما يُصعّب التنفس. و يتسبب الربو عند الأطفال في نوبات سعال متكررة، خاصة ليلا أو خلال اللعب، كما يمكن سماع صوت صفير عند التنفس. و تشمل أعراض الربو:
- السعال المزمن
- ضيق التنفس
- ضيق أو ألم الصدر
- التنفس السريع
في بعض الحالات، يكون السعال المزمن هو العرض الوحيد للربو، و إذا تأكد التشخيص فسيكون من الضروري الحصول على علاج يرتكز على أدوية تقلل من الإلتهاب في الشعب الهوائية للطفل مع تفادي مسببات الربو التي يحددها الطبيب عبر طرق تشخيص محددة.
تتكون أدوية الربو من نوعين، نوع للتحكم في الربو على المدى الطويل والآخر للتخفيف السريع من أعراض نوباته.
الحساسية:
تحدث الحساسية عندما يبالغ جهاز المناعة في ردة فعله اتجاه جسم غريب. من أبرز مسببات الحساسية نجد حبوب الطلع، وبر الحيوانات، وبعض الأطعمة أو الأدوية. و من أعراض الحساسية التنفسية:
- السعال
- العطس
- دموع العينين
- سيلان الأنف
- احتقان الأنف
- الحكة
علاج السعال المتعلق بالحساسية يرتكز على تجنب مسبباتها. و يمكن للطبيب المعالج أن يساعد الأبوين على تحديد مسببات الحساسية، كما يمكن أن يصف بعض الأدوية المساعدة على تخفيف الأعراض والسعال حسب عمر و وزن الطفل، مثل مضادات الهستامين (الهستامين هي مادة يطلقها الجسم خلال تفاعل الحساسية و هي المسؤولة عادة عن الأعراض التنفسية).
استنشاق المهيجات:
يمكن للمهيجات الموجودة في البيئة المحيطة أن تؤدي إلى التهاب حلق الطفل وظهور السعال الجاف. المهيجات الشائعة تشمل:
- دخان السجائر
- الهواء البارد
- الهواء الملوث
- عوادم السيارات
- الغبار
التعرض المتكرر لهذه المهيجات يمكن أن يحول السعال إلى مزمن خاصة إذا كان طفلك يعاني أيضًا من الحساسية أو الربو.
يختفي السعال من تلقاء نفسه بإزالة العنصر المهيّج من المحيط.
ابتلاع جسم غريب:
قد يضع الأطفال في أفواههم كل ما يجدونه أمامهم. السعال قد يدل على أن جسم الطفل يحاول التخلص من جسم غريب عالق في المسالك الهوائية أو على حافة المريء. هذه الحالة تتطلب تدخلا طبيا عاجلا وقد يتطلب العلاج تنظير القصبات الهوائية (إستعمال منظار للعثور على الجسم الغريب واستخراجه).
نصائح لتخفيف و علاج السعال عند الأطفال طبيعيا:
بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة الصحية، لا يوصى باستخدام أدوية لعلاج السعال عند الأطفال والرضع. معرفة سبب السعال يساعد على التخلص منه بشكل أسرع وأكثر فعالية. ولتوفير الراحة التنفسية لطفلك و تخفيف حدة السعال، ينصح باتخاذ التدابير المنزلية التالية:
- ترطيب الهواء المستنشق: يمكن توفير ذلك مثلا عن طريق تحويل الحمام إلى غرفة بخار بفتح حنفية الماء الساخن مع إغلاق الباب والجلوس في الداخل مع الطفل لمدة ربع ساعة لتخفيف احتقان الصدر والأنف
- استخدام مرطبات الهواء المنزلية: تتوفر في الأسواق أجهزة لترطيب و تنقية هواء المنزل، قد يساعد اقتناء أحدها واستعماله خاصة في فترة الليل في تخفيف حدة السعال عند الأطفال
- إبقاء رأس الطفل مرفوعا بواسطة وسائد تحت رأسه وكتفيه لتسهيل التنفس وتخفيف السعال
- التخلص من مخاط الأنف و تنظيف الجيوب الأنفية عن طريق شفاطات الأنف المصممة على شكل أنبوب والمتوفرة في الصيدلية، لتفادي نزول المخاط إلى الحلق خلال النوم وتهييج السعال
- تنظيف الأنف عن طريق رش محلول ملحي بداخله ثلاث مرات في اليوم (بضع قطرات من حليب الثدي في كل فتحة للأنف يساعد أيضا على تنظيفه)
- شرب السوائل الدافئة التي تلطف الحلق
- استعمال العسل الذي يعتبر مهدئا فعالا للسعال الليلي إذا كان طفلك يبلغ من العمر عامًا على الأقل، بوضع ملعقة واحدة في نصف كوب من الماء الدافئ
- ينصح بشدة بتجنب الأدوية التي تباع في الصيدلية بهدف تخفيف السعال، خاصة لدى الأطفال أقل من 6 سنوات من العمر
- ينصح أيضا بتجنب عصير البرتقال لأنه قد يزيد في تهييج الحلق المصاحب للسعال
- تفادي استعمال المعطرات والروائح لأنها تعتبر مهيجات للسعال، كما ينبغي التخلي تماما عن التدخين داخل المنزل
- إبعاد القطة أو الكلب عن غرفة الطفل
متى يكون السعال عند الطفل خطيرا ويستدعي تدخلا طبيا؟
في بعض الأحيان، لا يكون اتباع النصائح السابقة كافيا، وقد يكون السعال عند الأطفال علامة خطر تتطلب تدخلا طبيا وعلاجا خاصا إذا:
- يعاني الطفل من سعال نباحي (خانوق أو خناق) مع صوت خشن
- يحدث صدر الطفل صوت صرير عند التنفس
- صوت يشبه صوت الديك عند التنفس المصاحب للسعال وقد يشكل هذا حالة استعجالية قصوى إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر
- نوبة ربو لا تستجيب للعلاج
- سعال مرفق بحمى
- سعال الدم
- سعال مع صعوبة في التنفس و تلون الشفتين، الوجه واللسان بلون أزرق
- سعال مستمر لأكثر من أسبوعين