
الحلبة، بالفرنسية Fenugrec، بالانجليزية Fenugreek، واسمها العلمي: Trigonella foenum-graecum، هي أحد النباتات البقولية شائعة الاستعمال كبهارات غذائية وأيضا كعلاج طبيعي منذ قديم الزمان. تؤكل أوراقها مع السلطة و تستخدم بذورها كتوابل. و لأن فوائد الحلبة عديدة خاصة ما يتعلق بالجهاز الهضمي، الالتهابات، الجهاز التنفسي، آلام الروماتيزم، فقد تم اعتمادها في الطب التقليدي وأيضا الصناعات الدوائية الحديثة.
تأتي فوائد الحلبة الصحية من تركيبتها الغذائية الغنية جدًا خاصة البروتينات النباتية والألياف.
مكونات بذور الحلبة:
تستهلك الحلبة عادة على شكل بذور مجففة، سواء كاملة أو مطحونة، مذاقها مرّ قليلا. وتستمد الحلبة مزاياها وفوائدها الطبية بفضل احتوائها على المكونات التالية:
- البروتينات النباتية
- الألياف الغذائية
- الكربوهيدرات
- الدهون
- الصابونين الستيرويدية: مركبات نباتية لها خصائص شبيهة بهرمون الأستروجين
- الفيتامينات مثل A، B1 و فيتامين C
- المعادن مثل الفوسفور، الحديد، الزنك، المغنيزيوم، الكالسيوم، الكبريت، حمض النيكوتين
- مركبات الألكالويد
- الفلافونويد: مركبات عضوية مضادة للأكسدة والالتهاب
- الليسيثين: مادة دهنية ذات أصل عضوي
- الزيوت الأساسية
فوائد الحلبة في الجسم:
تتمتع بذور الحلبة أو أوراقها بالعديد من المزايا الطبية الطبيعية، فهي مضادة للالتهابات والميكروبات، تساعد على الهضم وعلى تنظيم السكري، مضادة للأكسدة والسرطانات، تخفض نسبة الكولسترول، مساعدة للرضاعة، محفزة للشهية ومنشطة للجهاز المناعي.
تشمل فوائد الحلبة على شكل بذور أو أوراق، حسب الدراسات، ما يلي:
- مقاومة ارتفاع السكر في الدم (البذور)
- تخفيض نسبة الكوليسترول (البذور)
- مضادة للأكسدة (البذور والأوراق)
- تحفيز تدفق حليب الثدي خلال الرضاعة (البذور)
- تنشيط المناعة (البذور)
- المساعدة على الهضم (البذور)
- خفض ضغط الدم (البذور والأوراق)
- علاج الجروح وآلام العضلات (البذور)
- مضادة للسرطان (البذور والأوراق)
- تخفيف الربو والالتهابات الرئوية (البذور)
- مضادة للتقرحات (البذور والأوراق)
- تحفيز هرمونات النمو (البذور)
- حماية الجهاز الهضمي والكبد (البذور والأوراق)
- حماية القلب (البذور)
- مكافحة الإمساك (البذور)
- تحفيز الشهية (البذور والأوراق)
فوائد الحلبة لتنظيم السكري و مقاومة ارتفاع السكر في الدم:
تساعد بذور الحلبة على تنظيم مستويات السكر في الدم (أو الجلوكوز) لدى الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري، وهذا بفضل احتوائها على أحماض أمينية خاصة (4hydroxyisoleucine). يساعد هذا الحمض الأميني على تحفيز إنتاج الأنسولين من طرف البنكرياس وبالتالي تقليل مستويات السكر في الدم، كما أنه يزيد حساسية خلايا الجسم للأنسولين.
وجود الألياف الغذائية في الحلبة يساهم أيضًا في تأثيرها الإيجابي على تعديل نسبة السكر في الدم.
الحلبة لتخفيض الكوليسترول؟
بالفعل، يساعد استهلاك الحلبة في تقليل مستويات الدهون والكوليسترول وخفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم. ترتبط هذه التأثيرات بوجود الألياف الغذائية القابلة للذوبان في بذور الحلبة.
فوائد الحلبة المضادة للأكسدة:
أحد فوائد الحلبة هي خصائصها المضادة للأكسدة، بفضل احتوائها على مركبات طبيعية نشطة تساهم في التخلص من الجذور الحرة (مركبات ضارة). هذه المركبات النشطة هي:
- فيتامين C
- الفلافونويد
- الستيرولات النباتية
- السابونين
تحفيز تدفق حليب الثدي للأم المرضعة:
تعزز الحلبة إنتاج وتدفق الحليب في ثدي الأم، مما يساهم في تحسين نوعية الحليب و جودة الرضاعة الطبيعية. كما تقوي الحلبة المناعة والأجسام المضادة التي تنتقل من الأم إلى طفلها عن طريق حليب الثدي.
تنشيط المناعة:
تساعد الحلبة على تحفيز دفاعات الجسم الطبيعية ضد الاعتداءات الخارجية كالفيروسات والميكروبات بفضل احتوائها على المركبات النشطة على غرار فيتامين C.
المساعدة على الهضم:
يستخدم الكثير من الناس الحلبة لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة مثل الإمساك و عسر الهضم، وأيضا تخفيف آلام المعدة. حيث تساهم بذور الحلبة في حماية الغشاء المخاطي المعوي من الالتهاب والتهيج، بفضل تركيبتها الصمغية. كما أن الحلبة تساهم في توازن التمثيل الغذائي للدهون، مما يسمح للجسم بامتصاص ما يحتاج منها فقط.
المساهمة في تفادي ارتفاع ضغط الدم:
بذور وأوراق الحلبة لها خصائص مُدرّة للبول، مما يساهم في خفض ضغط الدم ومساعدة الجسم على تنقية وإزالة السموم.
فوائد الحلبة لعلاج الجروح ومشاكل الجلد والبشرة:
تضم فوائد الحلبة حلولا علاجية لمشاكل الجلد عامة. فهي مزيل لسموم البشرة وعلاج طبيعي لحب الشباب، الرؤوس السوداء، الحروق والحكة. يمكن استخدام الحلبة سواء على البشرة الدهنية أو الجافة.
كما أن تأثير الحلبة على تنظيم هرمونات الجسم (الاستروجين) يسمح بتقليل مشاكل البشرة التي تسببها الهرمونات.
أكثر من ذلك، يمكن استخدام الحلبة، بفضل تركيبتها الاستثنائية من فيتامينات B1 و B3 و A و C، وكذلك معادن الكالسيوم، الفوسفور، الحديد، الكبريت والمغنيسيوم، ضد تساقط الشعر. وأيضا تحفيز إعادة نموه، مما يجعله أكثر جمالًا وكثافة.
الحلبة كمنشط طبيعي لبناء العضلات:
تعتبر الحلبة مكملا غذائيا يلجأ إليه الرياضيون لتطوير الكتلة العضلية، كما يلجأ إليها النساء الراغبات في تحسين عضلات الصدر. وهذا بفضل احتوائها على عناصر غذائية تحفز إنتاج الهرمونات وتدعم نمو عضلات معينة.
تلعب البروتينات و الأحماض الأمينية الموجودة في الحلبة دورًا أساسيًا في زيادة سرعة الشفاء و إعادة بناء الأنسجة العضلية بعد القيام بمجهود عضلي كرفع الأثقال، وأيضا توفير الطاقة اللازمة لتقوية العضلات وتخفيف آلامها.
فوائد الحلبة ضد السرطان:
أظهرت العديد من الدراسات التأثير الوقائي لبذور الحلبة من السرطان، بما فيها سرطان الثدي، سرطان القولون، البنكرياس وسرطان المرارة. وهذا بفضل زيادة عملية موت الخلايا المبرمج (apoptose) التي هي عملية فيزيولوجية ضرورية لسلامة جسم الإنسان.
تخفيف الربو والالتهابات الرئوية:
الحلبة لها خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في تهدئة نوبات الربو ومختلف الالتهابات الشائعة.
علاوة على ذلك، تساهم خصائص الحلبة المحفزة للمناعة على مقاومة التهابات وعدوى الجهاز التنفسي، من البكتيريا والفيروسات والفطريات المختلفة.
خصائص مضادة للتقرحات:
كما سبق ذكره، من فوائد الحلبة على شكل بذور أو أوراق، تخفيف أو علاج مشاكل وتقرحات الجلد. و يشمل ذلك خصوصا تقرحات الساق.
تحفيز هرمونات النمو:
الحلبة تزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، وتحسن معدل كتلة العضلات بالنسبة إلى كتلة الدهون.
فوائد الحلبة على الكبد:
الاستهلاك المنتظم للحلبة بجميع أشكالها، سواء على شكل بذور أو أوراق، يساعد على الحماية من التنكس الدهني الكبدي (stéatose hépatique)، لأنها تساعد على التخلص من السموم التي غالبًا ما يتم تخزينها في الكبد. وبهذا توفر الحلبة حماية فعالة وطبيعية لهذا العضو المهم.
دور الحلبة في حماية القلب والشرايين:
خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أصبح شائعا بسبب نظامنا الغذائي السيئ. تناول الحلبة بشكل منتظم يساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار LDL وزيادة الكوليسترول الجيد HDL، بفضل الليسيثين، وهو مضاد طبيعي للكوليسترول الدهني.
كما تساهم الحلبة في تفادي ارتفاع ضغط الدم، كما ذكرنا سابقا.
كل هذا يساهم في الوقاية من مشاكل القلب والشرايين ومضاعفاتها مثل الذبحة الصدرية.
علاج الإمساك بالحلبة:
تضمين الحلبة في النظام الغذائي يؤثر بشكل إيجابي على إنزيمات الجهاز الهضمي (أنزيم ليباز البنكرياس) مما يساهم في حركة الأمعاء وتفادي الإمساك. كما تساعد النسب العالية من الألياف الموجودة في الحلبة على تخفيف أعراض الإمساك.
تحفيز الشهية:
هناك العديد من الأمراض والحالات الطبية التي تسبب نقص الشهية وفقدان الوزن. لحسن الحظ هناك أيضًا حلول طبيعية، واستهلاك الحلبة هو أحد هذه الحلول.
تعمل مادة الصابونين الستيرويدية الموجودة في الحلبة على تنشيط عمل هرمونات معينة لتحفيز الشهية والشعور بالجوع، وبالتالي زيادة الوزن بشكل صحي وتدريجي ودائم.
أضرار الحلبة وتحذيرات الاستعمال:
على الرغم من التجارب الواعدة على الحيوانات، لا تزال الأبحاث تدرس إثبات فعالية الحلبة في البشر، مع وضع بروتوكول علاجي محدد. زيادة استخدام الحلبة في العلاجات التقليدية يستلزم إجراء أبحاث أيضا حول سُمّيتها. لحسن الحظ، تم اثبات عدم سُمّية الحلبة في بضع دراسات.
ينبغي اتخاذ الحذر في استهلاك الحلبة خلال الحالات التالية:
- التخلي عن العلاج الدوائي للسكري والاعتماد على الحلبة لتخفيض نسبة السكر في الدم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. إذا قررت استخدام بذور الحلبة بشكل منتظم لإدارة مرض السكري لديك فمن المستحسن إبلاغ طبيبك لمراجعة جرعات الأنسولين ومراقبة تطور مستويات الجلوكوز باستمرار
- تستعمل المرأة الحامل الحلبة للحث على تقلصات الرحم وتسهيل الولادة، لكن من الضروري تجنب تناولها بكميات تتجاوز الجرعات الغذائية المعتادة لتجنب خطر الإجهاض والولادة المبكرة
- الاستخدام الخارجي المُطوّل للحلبة مثل علاج مشاكل البشرة والجلد قد يؤدي أحيانًا إلى ظهور ردات فعل تحسُّسية
- يمكن أن تزيد بذور الحلبة من تأثير العلاجات والمكملات التي تحتوي على مضادات التخثر، مضادات تجلط صفيحات الدم أو مخفضات السكر في الدم
- استهلاك كميات كبيرة من الحلبة قد يسبب اضطرابات “عابرة” في وظائف الجهاز الهضمي بسبب محتواها العالي من الألياف
- بعض الآثار المزعجة وغير الخطيرة أيضا للحلبة هي إعطاء رائحة قوية للعرق أو البول