إن الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية يمكنها تخفيف العديد من الأعراض المزعجة وعلاج الأمراض البسيطة ودون الحاجة إلى مشورة طبية، غير أن الاستخدام الآمن لهذه الأدوية يتطلب مستوى معين من المعرفة والفطرة السليمة والمسؤولية، و خاصة قراءة نشرة الدواء التي هي الوثيقة المرجعية للاستخدام السليم و أكثر من مجرد دليل.
بالإضافة إلى مواد مثل الأسبرين والباراسيتامول التي يمكن اعتبارها من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، فإن العديد من المنتجات الأخرى الشائعة الاستخدام لا تستلزم وصفة طبية، و يُسمح بشرائها من قبل العديد من وزارات الصحة في دول العالم. أهم هذه العلاجات:
- معجون الأسنان
- غسول الفم
- أنواع معينة من قطرات العين
- منتجات الثآليل
- كريمات الإسعافات الأولية
- المراهم التي تحتوي على مضادات حيوية
- شامبو قشرة الرأس
إن شروط استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية يرتكز أساسا على المستوى الثقافي الذي يتمتع به الشخص ليتيح له القدرة على التشخيص الذاتي للمرض بشكل صحيح مقابل الدواء الذي يجب تناوله، ويجب أن يكون قادرا على معرفة كيفية تناول الدواء وما هي الجرعات المناسبة وتحذيرات الاستخدام. لذلك من المهم معرفة قراءة و تقييم الملصق الخارجي والنشرة الداخلية للدواء.
طرق اختيار واستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية:
ترتبط السلامة الدوائية مباشرة بالاستخدام الصحيح لها. ففي حالة الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، يعتمد الاستخدام الصحيح للمنتج غالبًا على التشخيص الذاتي للمستهلك، إلا أن ذلك لا يستبعد احتمال حدوث خطأ. وعلى سبيل المثال:
- لا تشكل عادةً معظم أنواع الصداع أي طارئ لمرض خطير ولكن في حالات نادرة يمكن أن تكون علامة تحذير على حدوث نزيف أو ورم في المخ
- الألم الذي يشبه الحموضة الشديدة للمعدة قد يكون في الواقع علامة على نوبة قلبية
لذلك من الضروري استخدام المنطق للتمييز بين الأعراض و الاضطرابات الطفيفة من تلك التي تتطلب عناية طبية خاصة أو مستعجلة، فإذا كنت في حالة من الشك فاستشر الطبيب أو الصيدلي فورا.
التوصيات المتعلقة باختيار واستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية هي كما يلي:
- تأكد من أن التشخيص الذاتي موثوق به قدر الإمكان ولا يجب أن تقلل دائمًا من خطورة الأعراض
- اختر الدواء بناءً على التأثيرات المراد لها لعلاج المرض المعني وليس على الاسم التجاري المألوف
- اختر منتجًا يحتوي على أقل عدد ممكن من المكونات النشطة، فالمنتجات التي يتم الترويج لها على أنها الدواء الشافي لأي أعراض قد تعرض الأشخاص لآثار جانبية غير مرغوب فيها وتزيد من المخاطر والتكلفة
- اقرأ نشرة الدواء بعناية لتحديد الجرعة الصحيحة واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وللتعرف على الظروف التي قد تجعل الدواء اختيارًا سيئًا
- في حالة الشك اسأل الطبيب أو الصيدلي عن الدواء أو المكون الفعال الأنسب للأعراض التي تحس بها
- اطلب من الصيدلي التحقق من عدم وجود أي تفاعلات مع العلاجات التي أنت قيد تناولها
- اطلب من الصيدلي تحديد أي آثار جانبية قد يسببها الدواء كدوخة أو نعاس على سبيل المثال
- لا تأخذ أكثر من الجرعة الموصى بها
- لا تتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لفترة طويلة كما يجب التوقف عن تناول الدواء إذا لم تتحسن الأعراض أو ظهرت أعراض جديدة
- قم بتخزين جميع الأدوية بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية بعيدًا عن متناول الأطفال
كيف تقرأ نشرة الدواء؟
يجب أن تحتوي الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية على نشرة الدواء، وهي وثيقة تشرح فوائدها ومخاطرها وكيفية استخدامها.
في بداية النشرة الدوائية يتم سرد المكونات النشطة متبوعة بالإشارات وموانع الاستعمال والتحذيرات والمعلومات الأخرى وقائمة السواغات (Excipients).
يجب على الأشخاص الذين يشترون الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية قراءة التعليمات الواردة في النشرة المرفقة وإتباعها بدقة، لأن الأشكال المختلفة للأدوية مثل التي لها امتصاص مباشر أو امتصاص بطيء (libération immédiate ou à libération prolongée) قد يكون لها نفس الاسم التجاري. لذلك سيكون من الضروري التحقق من الملصق في كل مرة يتم فيها شراء الدواء والتحقق من الجرعة (dosage).
في كثير من الأحيان لا تذكر منشورات الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية جميع الآثار الجانبية المحتملة، لذلك يعتقد الكثير من الناس أن هذه الأدوية لها آثار جانبية قليلة أو معدومة.
على سبيل المثال: مضادات الالتهاب (les anti-inflammatoires) المستخدمة في حالة الألم، يوصي بعدم استخدامها لأكثر من 7 أيام، ومع ذلك لم يتم ذكر الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة في حالة الاستخدام المطول (النزيف الشديد في الجهاز الهضمي) في العلبة أو الزجاجة أو النشرة. وبالتالي يمكن للناس تناول الدواء لفترة طويلة لعلاج الالتهاب أو الآلام المزمنة دون إدراك العواقب الوخيمة على صحتهم.
محتويات نشرة الدواء:
تحتوي نشرة الدواء الطبية على:
- المكونات: يتم ذكر العنصر النشط أو الفعال للدواء و يمكن أن يحتوي على أكثر من عنصر فعال واحد. و يتم سرد الاسم العام للدواء مع الكمية في كل قرص أو كبسولة أو وحدات جرعة، كما يمكن بيع نفس الأدوية الجنيسة بأسماء تجارية مختلفة.
- السواغات: بالإضافة إلى المادة الفعالة، تحتوي التركيبات الدوائية سواء كانت على شكل أقراص، كبسولات أو غيرها، على مواد مضافة تهدف إلى تسهيل إعطاء الدواء مثل السواغات التي تعطي الحجم أو الرائحة والمذاق اللطيفين. و قد تحتوي المنتجات التي تحتوي على نفس العنصر النشط على سواغات مختلفة. وتعتبر السواغات غير ضارة لكن بعضها يمكن أن يسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص الذين يجب عليهم الإطلاع عليها لتأكد من أن هذا الدواء لا يحتوي على تركيبات تسبب الحساسية لهم.
- دواعي الاستعمال: يتم وصف الأعراض أو الاضطرابات التي ينفع فيها الدواء، مع تحديد الجرعات والمعلومات الضرورية حول طرق تناول الدواء في حالة اختلاف الفئات العمرية، لأن وزن الجسم والعمر من بين العوامل التي يمكن أن تؤثر على الاستجابة الدوائية.
- موانع الاستخدام: هي الظروف التي يٌمنع فيها استخدام الدواء، و المواقف التي تجب فيها استشارة الطبيب أو الصيدلي، وأيضا العوامل التي قد تغير الاستجابة المتوقعة للدواء.
و تتضمن نشرة الدواء بعض العبارات المهمة هي كالآتي:
- “استشر الطبيب إذا..” : هذه العبارة تسرد بعدها الأعراض والمواقف التي يكون فيها الدواء غير آمن و يتعلق الأمر بالتفاعلات الدوائية مع المرض
- “استشر طبيبك أو الصيدلي قبل الاستخدام إذا كنت تتناول..” : هذه العبارة قد تجدها في النشرة وتتضمن قائمة بمواد أو أدوية أخرى قد تقلل من سلامة أو فعالية الدواء. و يتعلق هذا الفصل بالتفاعلات الدوائية
- “إذا كنت تتناول هذا الدواء..” : هنا تذكر النشرة الآثار الجانبية الشائعة والأطعمة التي قد تؤثر على فعالية الدواء أو سلامته (التفاعلات بين الأدوية والغذاء)، والاحتياطات الخاصة التي يجب اتخاذها خلال مدة تناوله. على سبيل المثال: قيادة السيارة تحت تأثير الدواء
- يسرد الفصل الأخير من نشرة الدواء التحذيرات الخاصة في حالة الحمل، الرضاعة وعند الأطفال. و قد تتم الإشارة أيضا إلى ما يجب القيام به في حالة تناولك لجرعة زائدة
- معلومات أخرى: يتم إعطاء معلومات خاصة عن كيفية تخزين الدواء لتجنب تلفه