غالباً ما نحتفل بإعداد موائد إفطار العيد التي تتعدد فيها أصناف الأطعمة من حلويات عجائن ولحوم، وتعتبر هذه الأصناف عالية في محتواها من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية، وتشكل خطراً على صحة الكثيرين ممن لا يعيرون اهتماماً بصحة جسمهم خاصة وأنها مرحلة انتقالية من الصيام إلى الإفطار.
لماذا يجب استئناف الطعام تدريجيا بعد نهاية الصوم؟
بانتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مغاير كثيراً لذلك النمط المتبع طوال العام. ونتيجة للصوم، يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.
و في أول أيام العيد ونتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول، يعاني الكثير من الناس من تلبك معوي وآلام في المعدة وانتفاخ أوإسهال، بالإضافة إلى حالات تسمم غذائية..
ولكي نتجنب حدوث هذه الأعراض لا بد أن نراعي فيما نأكل، ليس فقط الكمية بل النوعية أيضاً، فيفضل أن نبدأ إفطارنا في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام، تزداد هذه الكمية تدريجيا أثناء فترات اليوم، وأن نأكل ببطء مع المضغ الجيد، وأن لا نشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، وأن نقلل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقالي والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات وتوابل، وكذلك الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
نصائح ينبغي اتباعها عند الأكل يوم عيد الفطر بعد نهاية صيام شهر رمضان:
- عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد:
إنّ أكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر خاصة في الجزائر البقلاوة، مقروط، غربية ،حلوة الطابع وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات و تعتبر مصدر مركز للطاقة. و قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الحلويات إلى إرباك في الجهاز الهضمي وحدوث أسهال و تلبكات معوية. لذا ينصح بتناول حبة او حبتين لا أكثر لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكريات و الدهون التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن ارتفاع نسبة السكر و نسبة الكلسترول وثلاثي الغلسريد في الدم، تناول فاكهة او عصير الفواكه الطبيعي بدلا من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية.
- احذر التدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية:
من أكثر العادات السيئة اعتياد الكثير على بدء يوم العيد بإشعال سيجارة أو احتساء كوب من الشاي أو القهوة على معدة خاوية مما يؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب. ويجب الامتناع تماما عن هذه العادات السيئة سواء في أيام العيد أو في غيرها وخصوصا للمصابين بأمراض القلب والشرايين وداء السكري.
- التدرج في تعويد معدتك على استقبال الطعام في الصباح:
إذ يجب الابتعاد عن تناول إفطار ثقيل في أيام العيد. فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح يجب البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة.
- تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة وعسرة الهضم:
يجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأطعمة في أيام عيد الفطر حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان.
- تناول طعامك في صورة وجبات محددة:
و ذلك لتهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات كما يتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي. وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن يتم زيادتها إلى 4 – 5 وجبات يومية.
- احرص على تطبيق قواعد سلامة الأغذية:
عادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد نتيجة للإصابة بتسممات ذات أنواع مختلفة لذا من الضروري الحرص على اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها وعدم شراء وجبات جاهزة من مصادر غير معروفة. أما بالنسبة للذين يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل فعليهم الحذر في تحضير الأطعمة وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد.
يُنصح دائماً بتخفيف الأكل في الفترة الإنتقالية بين الصوم والإفطار للحد من المخاطر الصحية التي قد يصاب بها أحدنا. وحتى تكون كل أيامنا أعياداً، لا بد من الاعتدال في كل شيء، والالتزام بتنظيم الوجبات الغذائية.
كل عام و أنتم بخير