الصحة النفسية

كيف يمكننا أن نبني طفل متوازن نفسيا ؟ إليك بعض النصائح

إن مرحلة الطفولة من بين كل مراحل العمر الأكثر تأثيراً في بناء شخصية الإنسان، ومن هنا تأتي أهمية العناية بنمو شخصية الطفل ليجعله سوياً في سلوكه ، فمعظم الأمهات والأباء يبحثون عن طرق فعالة تجعلهم يقتربون لطفلهم ليفهمون نفسيته ، وكيفية التعامل معه بطريقة صحية وسلسلة ويسعون دائما لتحقيق معادلة ” طفل متوازن نفسيا طفل سعيد ” ، قد تبدو هذه المعادلة سهلة ولكن السؤال المطروح كيف يمكننا أن نساهم في بناء طفل متوازن نفسيا ذو شخصية قوية ؟

تابعوا معنا هذا اللقاء مع الأخصائية النفسانية هالة غلاش ” مختصة في علم النفس العيادي” .

ما هي الخطوات الأساسية لتربية طفل متوازن نفسيا ؟ 

هناك عدة عوامل قد تترك أثر سلبي على الصحة النفسية لطفلك وعلى معدل تطور مهارته، خاصة لو هذه الضغوط كانت متكررة ، ويكون الطفل غير مستعد لها لأن استعداد الطفل للضغوط يسمى ” المرونه النفسية “Emotional Resilience ” تعتبر من أهم المهارات التي يحتاج الطفل تعلمها منذ الصغر، إليكم بعض التوصيات التي تساعد الطفل على النضج النفسي و المرونة النفسية :

  • تعليم الطفل الإختيار في إتخاذ القرار بدلا منك .
  • شاركه ألعابه وإقترح عليه طرق جديدة في اللعب .
  • مراقبة ما يشاهده الطفل من البرامج التلفزيونية والألعاب لإستبعاد أي عنف بها أو إدمانها .
  • تشكيل عادات أسرية  مثل الاجتماع دائما عند العشاء أو مشاهدة فيلم أو وقت مخصص للحوار بين العائلة .
  • حاول أن تستخدم التشجيع بدلامن العقاب .
  • إجعله يشعر بأنه محط اهتمام من طرف والديه هذه النقطة تجعله يشعربأنه شخص ذو قيمة .
  • تبني الصدق و الآمان والثقة بينك و بينه .
  • تأجيل الإستجابة لرغباته ولو لفترات قصيرة فى البداية.
  • إحرص على التغذية الصحية بعيدا عن الوجبات السريعة و المواد الحافظة لأنها تؤثر على نمو الجهاز العصبي .

كيف أعرف ما إذا كان طفلي يعاني من إضطراب نفسي؟​

قد يصعب على الأهل التمييز بين سلوكيات الطفل الطبيعيّة وغيرالطبيعيّة ، مما يتعذر عليهم معرفة ما إن كان الطفل مصاباً بمرض نفسي ،لأن في الحقيقة كل شيء مرتبط بالعوامل النفسية الداخلية وأعراضه مختلفة من طفل لآخر، فإن كانوا مثقفين ومدركين خطورة الأمراض النفسية سيلجأون مباشرة إلى خبراء ومختصين للتعرف على الأعراض والعلامات التي تدلّ على إصابة الطفل بمرض نفسي حتى يساعدونه على التخلص منه نذكرأهم السلوكيات :

  1. التغيرات السلوكية : قد تتغير سلوكيات الطفل وصفاته الشخصية بشكلٍ كبير في حال إصابته بمرض نفسي فمثلاً يُمكن أن يقوم بالمشاجرات العنيفة، كما يُمكن أن تتولد لديه رغبة في إيذاء الآخرين وإلحاق الضرر الجسدي بهم.
  2. التغيرات المزاجية :  يجب على الأهل الإنتباه لمشاعر أطفالهم وملاحظة ما إذا كانوا يعانون من الكآبة والانسحابية ، خصوصاً إذا استمرت هذه الحالة لأسبوعين على الأقل، كما يجب الانتباه إلى التقلبات المزاجية كعدم رغبتهم في الدراسة من وقت لآخر، أو شعورهم بالحزن في فترة لعبه مع أصدقائهم وغير ذلك.
  3. المشاعر المختلطة : إذا كان لدى الطفل مشاعر قوية مثل الخوف الشديد الذي يُصاحبه تسارع في ضربات القلب والتنفس، أو القلق الشديد، أو الحزن الشديد.
  4. صعوبة في التركيز : يجد الطفل صعوبة في التركيز وصعوبة في البقاء في مكان واحد مما يؤثر ذلك على سلوكه وأدائه الدراسي.
  5.  فقدان الوزن : قد يفقد الطفل الوزن بدون أسباب مبررة، بالإضافة إلى فقدان الشهية وتكرار التقيؤ.

ما هي العوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية للطفل ؟

يمكن لمجموعة مركبة من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية وعوامل النمو أن تساهم في ظهور الاضطراب النفسي عند الأطفال ، ويوجد بعض المحفزات العامة نذكر منها :

  • مشاكل في المدرسة قد يتعرض للتنمر أو الضغط الناتج عن الامتحان .
  • الشعور بعدم الأمان في المنزل أو المدرسة .
  • مشاكل أسرية أو إنهيار الأسرة مثل الطلاق .
  • تغيرات أو تحديات كالاعاقة البدينة أو المرض .
  • عوامل بيولوجية مثل البلوغ والتغيرات الهرمونية .
  • سوء المعاملة .
  • الإنتقال من مكان الى اخر .

للأهل دور أساسي في تكوين شخصية الطفل 

هنالك عدة عوامل تلعب دوا كبيرا في تكوين شخصية الطفل وهي :

  1. علاقة الوالدين : فهي ولا شك سوف تنعكس سلبا أو إيجابيا على سلوك الطفل ونفسيته ، فكلما كانت العلاقة بينهما متينة وقوية ، يسودها الاحترام والثقة انعكست هدوءا وأمنا وطمأنينة عليه ، وكلما كانت منازعات ونقاشات حادة انعكست عليه قلقا وخوفا وعدم اطمئنان ، وهذا ما لا يتوفر ليتيم الأبوين ، أما إذا كان فاقدا لأحد أبويه فهو أيضا لن يلاقي إلا رعاية من جهة واحدة غالبا ما يشوبها نوع من الحزن على فقدان أحد الوالدين والتي ستنعكس سلبا على شخصيته اليتيم .
  2. معاملة الوالدين للطفل : فالدلال الزائد والإهمال المفرط ، والمعاملة المفضلة لأحد الأولاد تنعكس سلبا على سلوك الطفل والعكس صحيح.
  3. الجو الأخلاقي : فالصفات الأخلاقية الطيبة تعكس خلقا جيدا عند الأطفال، فتربية الطفل على الخلق الكريم والخلق الراقي المهذب يجعل منه ذو شخصية قوية واثقة فعالة في المستقبل.
  4. الجو العاطفي : فالحب والمودة يخلق في الطفل مساحة واسعة من  السعادة ، كما تتكون لديه مشاعر وأحاسيس ممزوجة دائما بمشاعر فياضة من الحب عند التعامل مع الآخرين ، ونلاحظ أن خبرات الطفولة لها أهمية بالغة في تشكيل شخصية الفرد في الرشد وتؤثر تأثيرا كبيرا فيها .

وفي الأخير طفلك بحاجة ماسة إليك ، حاول دائما أنك تعيش تفاصيل حياتك مع طفلك وركز جيدا أن تصغي له في كل الظروف ، أحضنه بحب عندما يعود من المدرسة وتركه يشعر أنه محبوب في البيت،أتركه يرتكب الأخطاء ليتعلم الدروس ( الخطأ لا مفر منه لكن الأهم كيف تحتوي الطفل عند الخطأ) .

كوني أما هادئة وواعية  كن أبا متفهم أنت أفضل معالج لطفلك، ولك تأثير مباشر على نمو دماغه وبناء شخصيته، مما يؤثر على طريقة تفكيره أو شعوره أو سلوكه أو تفاعله مع الآخرين، وكلما بدأت مبكراً كانت فرصة طفلك أفضل في النجاح، فابدأ اليوم ولا تؤجل من أجلك، ومن أجل طفلك ومن أجل علاقتكما.

اظهر المزيد

عائشة ولد حبيب

صحفية متخصصة بقضايا الصحة والبيئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى