الأمومة والأطفال

لن تلجَئي إلى الرضاعة الإصطناعية بعد الاَن !

تلجأ العديد من الأمهات إلى إستعمال الحليب الإصطناعي بدلا من الرضاعة الطبيعية بالرغم من كل ما تتوفر عليه هذه الأخيرة من منافع ، فهي تساهم بشكل كبير في صحة و الرضيع و الأم على حد سواء .

مكونات حليب الأم :

يعتبر الحليب البشري سائل معقد حيث يحتوي على العديد من المركبات ؛ وبالرغم من أن الحليب الإصطناعي تم توفيره منذ تقريبا ١٥٠ سنة ليقارب مكونات حليب الأم و ليمد الرضيع التغذية المناسبة وأقصى حد من النمو إلا أن فرصة التمتع بصحة جيدة ضئيلة . 

من بين المكونات الرئيسية نذكر :

  • البروتينات :يحتوي لبن الأم على نسبة  بروتين أقل من الثديات الاخرى , على عكس الكمية العالية الموجودة في البدائل و التي تؤدي إلى إرتفاع مستوى الأحماض الامنية و بالتالي مستويات محلول البول .

كما أن بروتینات مصل اللبن البقري تتكون بصفة أساسية من لاكتال الفا , و بیتا لاكتوغلوبلین البقري الذي لا يتواجد في حليب الام ومنه قد يتسبب في حساسية الرضع خاصة في السنة الأولى .

  • الكوليستيرول : بكمية أكبر من حليب الزجاجة , فدوره فعال لتكوين الميالين المهمة للنظام العصبي و تركيب بعض الأنزيمات .
  • الكربوهیدرات : حيث يتوفر الحليب البشري غالبا على اللاكتوز والذي يمثل 40 بالمائة من طاقة الرضيع , كما يسهل إمتصاص الكالسيوم والحديد وإستعمار أكتوباسیلوس بفیدس للقناة الهضمية الذي يؤدي بدوره إلى إرتفاع مستوى الحموضة في القناة الهضمية وبالتالي تجنب الإلتهابات .
  • المعادن :مقارنة بالحليب الإصطناعي  يحتوي حليب الأم على نسبة قليلة من المعادن ولكنها كافية لتلبية احتياجات الرضيع . كما أن فعالية إمتصاص الكالسيوم أكثر من بدائل حليب الأم .

حليب الأم وصحة الرضيع:

فكرة أن الرضاعة الطبيعية تتميز بالكثير من الصفات على غرار الرضاعة الإصطناعية ليست فكرة جديدة حيث توصلت العديد من البحوث إلى أن حليب الأم يمنح الرضيع مناعة وقائية ضد العديد من أمراض الرضع كالإسهال , عدوى الجهاز التنفسي , إلتهاب الأذن الوسطى , عدوى المسالك البولية , إلتهاب السحايا البكتيري .

كما أنها قد تكسبه حصانة مناعية ضد أمراض  البالغين كالأمراض المزمنة للجهاز الهضمي , إلتهاب الأمعاء الناحي , داء السكري نوع 1 , الحساسية .كما يقي حليب الأم الطفل من السمنة على المدى الطويل .

أكدت العديد من البحوثات أن الأطفال الذين تغذوا على حليب الأم أكثر ذكاءا من نظرائهم الذين تغذوا على حليب الزجاجة .

حليب الأم وصحتها :

ان التقلصات التي تحدث أثناء الرضاعة تعمل على تجنب النزيف بعد الولادة , كما يساعد على رجوع الرحم الى حجمه الطبيعي .

يمكن للرضاعة أن تقي الأم من سرطان الرحم و المبيضين على المدى البعيد . كما أن الرضاعة المتواصلة والتي تعتمد فقط على حليب الأم تعتبر نوع من أنواع موانع الحمل .

والأهم أن الرضاعة الطبيعية تُعبر عن مدى قوة المرأة , وتعمل على صلابة علاقتها مع طفلها وتُقوي الروابط بينهما.

فمن الاَن , إعلمي أن هذا السائل يمنح ما لا تمنحه أي وصفة سائل أخرى .

مقال بمساهمة
Breast or Bottle?: Contemporary Controversies in Infant-Feeding Policy and Practice by Amy KoerberNaître et grandir the successful breastfeeding by harcourt
اظهر المزيد

Dr Benaicha Fatima

طبيبة عامة - كلية الطب مستغانم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى