يتميز اللون الطبيعي للبول بكونه متغيرا حسب الحالة الفيزيولوجية لجسم الإنسان. و يتراوح لونه من الأصفر الباهت إلى الداكن حسب رطوبة الجسم و كمية السوائل التي قام الشخص بشربها.
فإذا كان مستوى رطوبة الجسم عاليا فسيكون لون البول أقرب إلى الشفافية. أما إذا كنت تعاني من الجفاف فستلاحظ تحول لون البول إلى الكهرماني الداكن و حتى بنيا فاتحا.
يتغير لون البول أيضا بتغير الأطعمة التي تتناولها، كما يتأثر لونه بتناول بعض الأدوية. لكنه يعود إلى حالته العادية بعد يومين من تناولها.
لون البول قد يأخذ ألوانا مختلفة دون سبب واضح قد يكون علامة إنذار حول حالة مرضية تتطلب مراجعة الطبيب لوضع التشخيص الدقيق و وصف العلاج المناسب.
لون البول الشفاف:
عندما يقترب لون البول إلى الشفافية فهذا يعني أن جسمك مرطب جيدا نظرا للكمية الكبيرة من الماء التي تشربها. و رغم أن شرب الماء أمر جيد إلا أنه في بعض الأحيان قد تتجاوز الكمية الموصى بشربها يوميا مما قد يسلب الشوارد من جسمك. لذا ينصح بتقليل الكمية و شرب الكمية المنصوح بها أي حوالي 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا.
لون البول الأصفر:
اللون الأصفر هو اللون الطبيعي للبول، و يستمده من مادة اليوروكروم التي يفرزها الجسم من تحليل بروتين الهيموجلوبين (ناقل الأكسجين في خلايا الدم). و حسب نسبة الماء في البول، يكون اللون أصفرا فاتحا أو داكنا.
في بعض الأحيان، قد يكون لون البول أصفرا فاقعا و يعود السبب لوجود نسب عالية من فيتامين د (Vitamine D) في الدم.
لون البول البني الداكن:
لون البول البني الداكن دلالة على جفاف الجسم. و هو إنذار طبيعي على أنك لا تشرب كمية كافية في الماء. ينصح بشرب حوالي لترين من الماء يوميا.
في بعض الحالات الأخرى يمكن أن يتلون البول باللون البني، أبرزها:
- تناول أدوية مثل: فلاجيل (flagyl) و كلوروكين (chloroquine)
- تناول مأكولات معينة مثل الفول، الصبار، الرند
- أمراض الكبد
- تراكم مادة البوريفيرينات في الدم (من داء بوريفيريا النادر و يؤثر على الجلد و الجهاز العصبي)
لون البول الأحمر:
تلون البول باللون الأحمر أو أحيانا الوردي قد يكون طبيعيا بسبب مأكولات تناولتها مؤخرا مثل التوت. كما يمكن أن يكون علامة مرضية أو غير طبيعية بسبب وجود دم في البول (ما يسمى بـ البيلة الدموية) بسبب بعض الحالات المرضية مثل أورام الكلى والمسالك البولية، تضخم البروستات، حصى الكلى، أو عمل مفرط لأدوية تخثر الدم مثل دواء سانتروم Sintrom.
لون البول البرتقالي:
قد يكون لون البول البرتقالي أحد أعراض الجفاف دلالة على تركيزه و أنك لا تشرب كمية كافية من الماء. كما يمكن أن يكون بسبب تناول كميات كبيرة من الأغذية ذات اللون البرتقالي كالجزر، أو أدوية مثل المضادات الحيوية للسل.
اللون البرتقالي قد يعود أيضا راجعا لحالة مرضية للكبد أو القنوات الصفراوية (مثل مرض اليرقان) خاصة إذا تزامن مع براز فاتح اللون، و تفسيره هو وجود عصارة المرارة (ما يسمى بالصفراء) في البول.
لون البول الأخضر أو الأزرق:
ظهور كل من اللونين الأخضر أو الأزرق في البول هو راجع غالبا لتناول أطعمة أو أدوية ذات صبغيات خضراء أو زرقاء.
بعض الإختبارات الطبية التي يتم إجراؤها على الكلى تلون أيضا البول بالأزرق أو الأخضر.
هناك عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا تدعى pseudomonas aeruginosa، تسبب تلون البول بالأزرق أو الأخضر وحتى الأرجواني.
لون البول العكر:
يمكن أن يظهر البول أحيانا بشكل معكر، وهذا بسبب حالات مرضية أهمها:
- إلتهاب المسالك البولية
- عدوى بكتيرية
- أمراض الكلى
- عدم شرب الماء الكافي (جفاف الجسم)
في بعض الأحيان يبدو البول عكرا مع وجود رغوة، و قد يدل ذلك على وجود مشاكل في الرئة، وفي بعض الأمراض المزمنة مثل مرض كرون (maladie de crhon). كما قد لا يتمكن الأطباء من تحديد أي تشخيص لتعكر البول.
متى ينبغي استشارة الطبيب حول تغير لون البول؟
تغير لون البول راجع في أغلب الأحيان إلى حالة الجفاف، يجب شرب الماء بكميات كافية (لترين يوميا) ليعود اللون إلى طبيعته. كما يمكن أن يكون بسبب طعام أو دواء تناولته مؤخرا و سيعود اللون الأصفر الطبيعي بعد يومين أو ثلاثة على الأكثر من تناول الملون.
إذا راودك الشك بوجود دم في بولك، أو تغير لونه إلى الأحمر، الأحمر الداكن، الوردي، البرتقالي فعليك استشارة الطبيب في أسرع وقت لتلقي العلاج اللازم في أسرع وقت.