يتبول معظم الناس ما بين ست إلى ثمان مرات في اليوم، فإذا طرأ أي تغير غير عادي في البول فمن المحتمل جدا ملاحظة ذلك على الفور. على سبيل المثال، ظهور الدم في البول، و تسميته الطبية هو “البيلة الدموية” (hematurie)، و يشمل نوعان:
- البيلة الدموية المرئية (hematurie macroscopique): عندما يكون الدم في البول مرئيا بالعين المجردة، فيصبح لون البول أحمرا أو ورديا أو بُنّيا مع جلطات دموية
- البيلة الدموية المجهرية (hematurie micoscopique): عندما يكون الدم في البول غير مرئي بالعين المجردة ولا يمكن الكشف عنه إلا بفحص مخبري أو تحت المجهر
ظهور الدم في البول هو حالة تتطلب استشارة طبية لتحديد سبب النزيف. قد يصاحبه الألم أو إحساس بالحرقة، كما يمكن أن لا ترافقه أي أعراض، قد يكون مفزعا، لكن هناك أسباب عديدة لذلك، وبعضها أكثر خطورة من البعض الآخر.
عندما يظهر الدم مع بداية التبول فذلك يسمى البيلة الدموية الأولية (hématurie initiale)، و تظهر عادة بسبب مشاكل في الجهاز البولي السفلي كالبروستات و الإحليل (urètre). و عندما يظهر الدم في نهائية التبول فهي بيلة دموية نهائية (hématurie terminale)، سببها في الغالب هو مشاكل المثانة (la vessie). قد يظهر الدم من بداية التبول إلى نهايته، و تسمى بيلة دموية كُلّية (hématurie totale)، سببها مشكل في الكلى.
الأسباب المحتملة لتبول الدم:
هناك عدة أسباب ممكنة لنزول الدم في البول، قد تكون طبيعية أو لها علاقة بمشاكل صحية. و يجدر بالذكر أن تلون البول باللون الأحمر قد يكون راجعا ببساطة إلى تناول أطعمة ملونة طبيعيا أو اصطناعيا مثل الشمندر (بيطراف) و التوت الأحمر أو الملونات الغذائية مثل رودامين B.
من أهم أسباب التبول الدموي:
- إلتهاب المسالك البولية بسبب عدوى
- العدوى الكليوية
- التمارين الشاقة
- حصى المثانة أو الكلى
- بعض الأمراض الوراثية
- تناول بعض الأدوية
- تضخم أو التهاب البروستات
- بعض أنواع السرطان
- إلتهاب في المسالك البولية بسبب عدوى: أكثر شيوعا لدى النساء، سببه بكتيريا تدخل الجسم عبر مجرى البول و تتكاثر في المثانة. من أهم أعراضها الرغبة المستمرة في التبول، الألم، الإحساس بالحرقة والبول شديد الرائحة. من المهم جدا استشارة الطبيب لتلقي العلاج مبكرا
- عدوى كليوية: نوع من عدوى المسالك البولية التي تبدأ بشكل عام في مجرى البول أو المثانة وتنتقل صعودا إلى إحدى الكليتين أو كليهما. أعراضها تشبه التهاب المسالك البولية إضافة إلى ظهور الحمى، ألم البطن، الغثيان والقيء
- الإجهاد البدني أو التمارين الشاقة: قد يكون سببها الجفاف، صدمة في المثانة أو انهيار في خلايا الدم الحمراء بعد التمارين الهوائية الشاقة. ينبغي استشارة الطبيب لتأكيد سبب نزول الدم
- وجود حصى في المثانة أو الكلى: في بعض الأحيان، تُشكل المعادن الموجودة في بول الإنسان بلورات على جدران الكلى أو المثانة. بمرور الوقت، يمكن أن تصبح هذه البلورات أحجارًا صلبة صغيرة. و إذا كبرت قد تُحدث انسدادا مما يهيج بطانة المسالك البولية وبالتالي ظهور النزيف. أعراضها الرئيسية هي الألم الشديد الذي يمنع الجلوس، الحمى، الغثيان والقيء
- الإضطرابات الوراثية: يمكن أن تتسبب بعض الأمراض الوراثية في ظهور البيلة الدموية سواء المرئية أو المجهرية، ومن أبرز الأمراض فقر الدم المنجلي (drépanocytose) المسؤول عن نوبات متكررة من الآلام والإلتهابات ومشاكل الرؤية، ومتلازمة ألبورت (syndrome d’Alport) التي تؤثر بشكل كبير على وظيفة الكليتين
- تناول أدوية معينة: كالأسبيرين، مميعات الدم و بعض المضادات الحيوية. و تتطلب استشارة طبية لتحديد المشكلة الأساسية وتلقي العلاج إذا لزم الأمر
- تضخم أو التهاب البروستات: عادة بعد سن 40 سنة
- بعض أنواع السرطان: يمكن أن يتسبب سرطان الكلى أو المثانة أو البروستات في ظهور الدم في البول، قد يكون مصدر النزيف من الورم نفسه كما يمكن أن يكون بسبب الإلتهاب
- هناك أسباب أخرى منها التهاب الكبد الفيروسي (hépatite) و الإنتباذ البطاني الرحمي (endométriose)
تشخيص أسباب نزول الدم في البول و علاجه:
إذا اكتشفت الدم في البول فعليك استشارة طبيبك المعالج في أقرب فرصة. يمكن أن يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات مثل التحليل البكتيري للبول (ECBU)، أو فحوصات بالأشعة فوق الصوتية لتحديد المشكلة.
من المهم استشارة الطبيب مبكرا عند ظهور الأعراض، ففي بعض الحالات قد تعتمد فعالية العلاج كثيرا على التشخيص المبكر لاحتواء المشكلة قبل تفاقمها.
