بعد بضعة أيام من الشعور بعدم الراحة على مستوى أعلى البطن، مع أو بدون غثيان، مرفقة بعسر الهضم والآلام قد تقول أخيرا بأنك تعاني من “قرحة معدية”. لكن هل تعرف ما هي قرحة المعدة؟ ما أعراضها؟ ومالسبب في ظهورها؟ و هل هناك علاج نهائي لها؟ موقع صحة 247 يقترح عليك الإجابة على المزيد من الأسئلة الأساسية و المفاهيم الخاطئة حول القرحة المعدية (ulcère de l’estomac) وأيضا عن أنواعها، علاجها وسبل الوقاية منها.
ماهي القرحة المعدية، ماهي أنواعها و ما أسبابها؟
وظيفة المعدة الأساسية هي تحليل الطعام الذي نتناوله بفضل إفرازات حمضية و عصائر هضمية قوية جدا. ولحمايتها من هذه المواد القوية، خلق الله تعالى المعدة مُبطّنة بغشاء مخاطي سميك. في بعض الحالات، يحدث تآكل لهذا الغشاء مما يجعل تلك الأحماض تؤثر بشكل سلبي على جدار المعدة مُحدثة تصدعات أو تقرحات على شكل ثقب أو شق.
هناك نوعان من تقرحات المعدة حسب تموقعها:
- تقرح الإثني عشر (ulcère duodénal): الإثني عشر هو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يربطها بالمعدة، و هي أغلب الحالات الشائعة للتقرح المعدي
- تقرح المعدة نفسها (ulcère gastrique): أقل حدوثا من النوع الأول لكن لها مضاعفات أكثر خطورة كالنزيف، الإنثقاب (perforation)، التضيق (sténose) والتحول السرطاني
يمكن حصر أكثر من 90 بالمئة من أسباب القرحة المعدية في سببين اثنين:
- عدوى بكتيرية من طرف البكتيريا المسماة Helicobacter Pylori : إكتشافها أحدث ثورة في علاج القرحة المعدية
- الأدوية مثل الأسبيرين و مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين: تضعف آليات الدفاع الطبيعية للغشاء المخاطي في المعدة مما يُسرّع عملية التقرّح
عوامل تزيد في سوء القرحة المعدية:
- الضغط والإجهاد النفسي (stresse) يمكن أن يتسبب في تفاقم القرحة المعدية ولا يعد سببا مباشرا في ظهور القرحة المعدية كما كان يُشاع سابقا، رغم أنه يؤدي فعلا إلى اضطرابات معدية
- التبغ والكحول
- الإستهلاك المفرط للقهوة والشاي لأنها تحفز على الإفرازات الحمضية المعدية
- نقص النشاط البدني
- النوم غير الكافي
ماهي أعراض القرحة المعدية؟
يصف مرضى التقرح المعدي أعراضهم بطرق مختلفة، و تكون الأعراض بشكل عام كالتالي:
- ألم على شكل حروق، تقلصات أو إلتواء في منطقة المعدة (الجزء العلوي من البطن) قد يمتد إلى الظهر، يظهر غالبا بعد حوالي ساعة من الأكل
- شعور مزعج طوال الوقت مع الغثيان وحتى القيء إذا كانت القرحة المعدية سيئة بما يكفي
- خروج دم أسود مع البراز
- تقيؤ دم أحمر أو أسود اللون
- فقدان الشهية والوزن غير المبرر
- هذه الأعراض قد تستمر لأيام عديدة وقد تعود بشكل دوري إذا لم يتم أخذ العلاج المناسب
- إذا كان سبب القرحة المعدية هو الأدوية، فيمكن للمريض أن يشعر بالأعراض سريعا بعد أخذ الجرعة
ماهو علاج القرحة المعدية؟ وماهي الإحتياطات المُتّبعة لتجنب عودتها؟
بعد تشخيص الإصابة بالقرحة المعدية، يقوم الطبيب المعالج بوصف أدوية مضادة للحموضة (مثبط مضخات البروتون) لتخفيض أعراض القرحة لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع، و معها مضادات حيوية للقضاء على بكتيريا Helicobacter Pylori.
قد تخف الأعراض بعد بضعة أيام، لا ينبغي التوقف هنا عن أخذ الدواء فمن الضروري إكمال الجرعات الموصوفة من عند الطبيب إلى النهاية وإلا فستعود القرحة المعدية مجددا و ستتحول البكتيريا إلى مقاومة للمضادات الحيوية.
من المهم وضع العادات السيئة جانبا و التي أدت إلى ظهور القرحة المعدية، مع الأخذ بالنصائح التالية:
- اتباع نظام غذائي متوازن يرتكز على الألياف، الفواكه والخضروات الطازجة و تجنب الأطعمة الساخنة جدا و الدهنية
- تجنب الأكل بسرعة و أخذ الوقت كاملا أمام طاولة الغذاء مع تنظيم الوجبات في ثلاث أوقات على مدار اليوم
- تجنب العوامل التي تزيد في شدة القرحة، و المذكورة سابقا في المقال، مثل التدخين و تناول مضادات الإلتهاب دون استشارة طبية
- القيام بممارسة التمارين الرياضية
- السيطرة على التوتر حتى ولو كان ذلك يتطلب استشارة نفساني
- النوم بشكل كاف