السكري هو حالة مرضية شائعة، و يتمثل في ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى مستويات فوق المعدل. و يساعد التعرف على العلامات والأعراض المبكرة لهذه الحالة المزمنة في اتخاذ الاحتياطات اللازمة و التقليل من احتمال حدوث مضاعفات خطيرة. قد يعاني الكثير من الأشخاص من مرحلة ما قبل السكري لمدة خمس سنوات قبل الحصول على تشخيص نهائي بالإصابة بمرض السكري من النوع 2.
يتطور مرض السكري من النوع 2 تدريجيًا وبشكل صامت. قد تظهر أعراض خفيفة خلال المراحل المبكرة، و لا يدرك الكثيرون إصابتهم كما لا يتم تأكيد تشخيصهم من طرف الأطباء على أنهم مرضى سكري مزمن بسبب عدم توفر الدلائل الكافية.
العلامات والأعراض المبكرة في مرحلة ما قبل السكري:
أهمية التشخيص المبكر لمرحلة ما قبل السكري من النوع الثاني تكمن في التقليل من إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة بمرور الزمن عن طريق التكفل الأنسب بالحالة قبل تطورها.
مرحلة ما قبل السكري ليس لها أعراض واضحة. و قد يظهر على بعض الأشخاص تغير في لون الجلد على شكل بقع داكنة و سميكة على مستوى الرقبة، الإبطين، المرفقين أو الركبتين. قد يبدو هذا التغير في اللون قلة نظافة من الشخص، لكنها في الحقيقة علامة مبكرة لمقاومة الأنسولين و الإصابة بمرحلة ما قبل السكري.
تشمل أعراض الخطر التي تستدعي استشارة الطبيب إحدى العلامات التالية:
- كثرة التبول خاصة ليلا: فارتفاع مستوى السكر في الدم سيؤدي بالكلى إلى محاولة التخلص من تلك الزيادة عن طريق تصفيته من الدم، وبالتالي الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر.
- زيادة الشعور بالعطش: بسبب التبول المتكرر
- التعب الشديد: عند فشل الجسم في إدخال السكر الكافي إلى داخل الخلايا بسبب مقاومة الأنسولين، سيظهر على الشخص الإرهاق و الإحساس بفقدان الطاقة.
- بطئ التئام الجروح: المستويات المرتفعة للسكر في الدم تتلف الأوعية الدموية شيئا فشيئا، مما يضعف الدورة الدموية وهو ما يؤدي لبطئ الشفاء من الجروح، و قد يستغرق التآمها أسابيع و حتى أشهر عديدة مما يزيد في خطر العدوى خاصة على مستوى الرجلين.
- الجوع المستمر: بسبب عدم دخول الكمية الكافية من سكر الجلوكوز إلى داخل خلايا الجسم وبالتالي عدم الحصول على الطاقة الكافية.
- الرؤية الضبابية: تلف الأوعية الدموية الصغيرة في العينين يؤدي إلى تشوش الرؤية في إحدى العينين أو كلاهما. العلاج المبكر لارتفاع نسبة السكري في الدم يساعد في الحفاظ على العينين و تفادي فقدان الرؤية الدائم.
- الإحساس بالوخز أو التنميل في أصابع اليدين أو القدمين: ارتفاع السكر في الدم يتلف تدريجيًا أعصاب الجسم. هذه الحالة تدعى: الاعتلال العصبي السكري (la neuropathie diabétique).
- عدوى المسالك البولية المتكررة: لا يوجد سكر في بول الشخص العادي، و وجود سكر في البول عند المصاب بمرحلة ما قبل السكري يساعد في تغذية الخميرة الموجودة في المناطق التناسلية مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
هذه أعراض نموذجية لداء السكري وقد تدل على تطور مرحلة ما قبل السكري إلى داء السكري من النوع 2.
عوامل الخطر المؤدية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني:
هناك عوامل معينة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، و بالتالي وجب الكشف الطبي بشكل دوري بحثا عن حالة مرحلة ما قبل السكري لاتخاذ التدابير اللازمة. تشمل عوامل الخطر:
- السن أكثر من 45 سنة
- السمنة
- أسلوب الحياة الخالي من النشاط
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري
- وجود تاريخ شخصي للإصابة بسكري الحمل
- النظام الغذائي الغير صحي
- متلازمة تكيس المبايض (syndrome des ovaires polykystiques)
- التدخين
أهمية التشخيص المبكر و الوقاية في مرحلة ما قبل السكري:
التعرف على العلامات المبكرة لمرحلة ما قبل السكري من النوع الثاني يسمح باتخاذ الاحتياطات الصحية الضرورية للتحكم في مستويات السكر في الدم، وتشمل:
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الحبوب الكاملة
- تناول الأسماك الغنية بـ أوميغا 3 الدهنية، مثل السلمون والتونة
- الاعتماد على الخضر و الفواكه في الوجبات الأساسية
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- تقليل الوزن في حالة السمنة
- تفادي الحلويات والسكريات والدهون غير الصحية
- التوقف عن شرب الكحول
- الحصول على العلاج في الوقت المناسب إذا رأى طبيبك ضرورة لذلك
إذا تم تشخيص حالة ما قبل السكري في الوقت المناسب فسيساعد ذلك في تحسين صحة المصاب و التقليل بشكل فعال من احتمال ظهور المضاعفات الخطيرة. تشخيص مرحلة ما قبل السكري يعني أن مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، لكنه ليس عاليا بما يكفي ليتم تصنيفه على أنها تشخيص لمرض السكري.
يمكن أن يشخص طبيبك مرحلة ما قبل السكري على أنها:
- اختلال تحمل سكر الجلوكوز (intolérance au glucose) و تعني ارتفاع معدل السكر في الدم بعد تناول الطعام بسبب مقاومة خلايا الجسم للأنسولين
- اختلال سكر الجلوكوز عند الصيام: أي ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد صيام اثني عشر ساعة أو قبل تناول فطور الصباح
- نسبة هيموغلوبين السكري Hba1c تتراوح بين 5.7 و 6.4 بالمئة
التأخر في تشخيص مرحلة ما قبل السكري يؤدي إلى الارتفاع المستمر لسكر الجلوكوز في الدم و تطوره إلى داء السكري المزمن. كلما طالت مدة بقاء مستويات السكر في الدم خارج نطاق السيطرة كلما زاد خطر حدوث المضاعفات التالية:
- الذبحة الصدرية القلبية
- السكتة الدماغية
- فقدان البصر
- اعتلال الأعصاب المؤدي إلى فقدان الإحساس مثلا بالحرارة العالية
- جروح و عدوى القدمين المؤدية إلى البتر
- العجز الكلوي
- العجز الجنسي
- فرط السكر في الدم (coma hyperosmolaire) المؤدي إلى الغيبوبة
- الحماض الكيتوني السكري (acido cétose diabétique)
هل يمكن الشفاء من مرض ما قبل السكري؟
يمكن إبطاء أو منع مرحلة ما قبل السكري من التطور إلى سكري من النوع الثاني باتباع نمط الحياة المناسب على المدى الطويل والحفاظ على وزن معتدل.