مرض السُّل هو عدوى موجودة في عالمنا منذ آلاف السنين، كان ولا يزال أحد أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم (60 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة بالجزائر حسب إحصائية لسنة 2011). تتسبب فيها عموما عائلة بكتيرية تدعى Mycobacterium و بالأخص منها بكتيريا Mycobacterium Tubeculosis. قد تصيب الرئتين كما يمكن أن تصيب العديد من الأعضاء في جسم الإنسان. قد لا تظهر أعراض مرض السل في بعض الأحيان، و تسمى عدوى كامنة، لتتطور لاحقًا إلى عدوى نشطة قد تصبح خطيرة و قاتلة إذا لم يتم علاجها.
ماهي أعضاء الجسم التي تصيبها عدوى السل؟
مرض السل عدوى بكتيرية، و قد تُركّز البكتيريا المسؤولة عن المرض تأثيرها في الرئتين لكن يمكن أن تنتشر في عدة أنحاء من الجسم، و بذلك تختلف أعراض مرض السل حسب العضو المصاب. قد ينتشر السل في الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي ليصيب واحدة أو عدة أعضاء هي:
- الغدد اللمفاوية
- العظام
- المفاصل
- الكليتين
- العمود الفقري
- الصفاق péritoine (غشاء جدار البطن)
- الجهاز البولي و التناسلي
- غلاف القلب péricarde
- الدماغ
أعراض مرض السل:
تتنوع أعراض مرض السل النشط، وغالبًا ما تشمل:
- السعال المستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع
- التعرق الليلي
- فقدان الوزن غير المبرر
- نقص الشهية
- التعب و ضعف العضلات
- وجود دم في السعال
- ألم في الصدر
- صفير، ضيق أو مشاكل في التنفس
ماهي أنواع الإصابة بالسل؟
يشمل نوعان:
- مرض السل الكامن أو النائم: الأشخاص المصابون بعدوى السل الكامنة لديهم البكتيريا المسؤولة عن المرض في رئتيهم، و تظهر نتيجة اختبار المرض إيجابية. لكن لا تظهر عليهم أي أعراض و لا يمكنهم نقل العدوى للآخرين. يمكن أن تتحول العدوى الكامنة إلى نشطة لكن ليس بالضرورة.
- مرض السل النشط: يعاني الأشخاص المصابون بعدوى السل النشطة من الأعراض، و بإمكانهم نقل المرض إلى أشخاص آخرين.
كيف ينتقل مرض السل؟
تنتقل بكتيريا السل من شخص مصاب بمرض نشط في الرئتين أو المسالك الهوائية العلوية (الأنف والحنجرة)، عن طريق الهواء عندما يسعل أو يعطس أو يتكلم أو يغني، إلى شخص آخر يستنشق الهواء الملوث.
بكتيريا مرض السل تنتقل حصريا في الهواء، و لا تلتصق بالأشياء و لا تنتقل عبر اللمس المباشر. بالتالي، و عكس ما قد تتوقعه، فإن عدوى السل لا تنتقل عبر:
- مصافحة شخص مصاب
- تقاسم الطعام أو الشراب
- لمس الأسطح مثل المراحيض أو الملابس
- تنظيف الأسنان بفرشاة شخص مصاب
- التقبيل
المصاب بمرض السل الكامن، غير النشط، لا ينقل العدوى.
المصاب ببكتريا السل في أحد الأعضاء من غير الجهاز التنفسي لا ينقل العدوى في أغلب الأحيان.
المرأة الحامل المصابة بعدوى السل النشط ولم يتم علاجها يمكن في حالات نادرة جدا أن تنقل العدوى إلى طفلها قبل أو أثناء الولادة، و هذا يسمى السل الخلقي.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل؟
مرض السل لا يفرق بين الرجال و النساء أو الكبار و الصغار، و يمكن لأي شخص أن يصاب به. لكن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسبب نقص أو خلل في جهاز المناعة مثل:
- النساء الحوامل
- الأطفال الصغار خاصة في غياب التلقيح (BCG)
- كبار السن
- مرضى السكري
- المصابون بفيروس العوز المناعي HIV أو لديهم متلازمة نقص المناعة المكتسبة SIDA
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية العلاج الكيماوي
- الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية
- الخضوع لعملية زرع الأعضاء (بسبب أدوية تثبيط المناعة)
- مدمنو الكحول
يمكن أيضا أن يزيد خطر الإصابة بالسل عند زيادة الإحتمال في الإتصال مع مصابين نشطين مثل:
- عمال الصحة
- الناس الذين يعيشون في بيئة غير صحية
- الأشخاص على اتصال وثيق مع مصابين نشطين بالمرض قبل بداية العلاج مثل أهل و أقارب المصاب
كيف يتم تشخيص الإصابة بالسل؟
إذا اشتبه الطبيب الإصابة بعدوى السل فإن التشخيص عادة يكون سهلا. و تشمل طرق التشخيص التحاليل التالية:
- الإستجواب حول تاريخ محتمل للمرض، اتصال مع مصابين محتملين و غير ذلك من الأسئلة
- اختبار الجلد (IDR à la Tuberculine)
- اختبار البلغم للكشف عن البكتيريا في السعال BK dans les crachats
- صور الأشعة الصدرية: إما التصوير بالأشعة X أو السكانير أو تصوير أكثر تعمقا إذا تطلب الأمر
- إجراء خزعة (biopsie) للكشف عن الإصابة في بعض الحالات الرئوية و غير الرئوية
في حالة الإشتباه في الإصابة بالسل، قد يلجأ الطبيب إلى طلب عزل المشتبه فيه إما في المنزل أو المستشفى حسب الحاجة، لتفادي انتقال محتمل للعدوى إلى غاية تأكيد التشخيص. بعد بدأ العلاج، يمكن رفع الحجر بعد أسبوعين أين يصبح المصاب غير معد.
علاج مرض السل:
يخضع علاج السل إلى بروتوكول يشمل عدة أدوية فموية، يتم دمجها بهدف تحقيق نتائج أفضل، تؤخذ لمدة ستة أشهر، وأحيانًا أكثر. و تنتهي أغلب الحالات بإعلان الشفاء.
من المهم جدا إكمال دورة العلاج كاملة دون انقطاع حتى ولو اختفت الأعراض، و إذا لم يتم ذلك، فقد تعود العدوى و علاجها سيكون أصعب لأن بكتيريا السل ستصبح مقاومة للأدوية.
من المهم أيضا إخبار الطبيب المعالج عن أي علاجات أو أدوية يجري تناولها قبل البدء في علاج السل، مثل حبوب منع الحمل، أو عدسات العينين اللاصقة.
يصبح المصاب بالسل غير معد عادة بعد أسبوعين من بدء العلاج.
يمكن أن تتسبب أدوية علاج السل في بعض الأعراض الجانبية، مثل أغلب الأدوية المختلفة الأخرى. يمكن أن تتمثل الآثار الجانبية للعلاج في:
- الغثيان أو القيء
- فقدان الشهية
- الشعور بالتعب و الإرهاق
- اليرقان ictère : إصفرار الجلد و العينين و البول الداكن (تغير لون البول إلى البرتقالي أو الوردي خلال فترة تناول أدوية السل هو أثر جانبي منتظر و غير ضار، و نفس الشيء للون اللعاب و العرق)
- وخز أو خدر في اليدين أو القدمين أو آلام في المفاصل
- طفح أو حكة في الجلد
- أعراض بصرية كعدم وضوح الرؤية أو تغيير في رؤية اللون الأحمر والأخضر
التلقيح ضد السل (لقاح BCG) إجباري و مجاني في الجزائر، و دوره بارز في الحد من انتشار العدوى و التخفيف من الحالات المرضية الخطيرة و القاتلة.