كل الأمراض التي لها علاقة بالتغذية تحتاج إلى خطة علاجية خاصة يتظمنها النظام الغذائي. من بين هذه الأمراض مرض السيلياك، الذي يعتبر النظام الغذائي الخالي من الجلوتين هو العلاج الوحيد له.
مرض السيلياك وعلاقته بالنظام الخالي من الجلوتين :
السيلياك مرض مناعي ذاتي مزمن لا يُصنف ضمن أنواع الحساسية.
عند تناول أحد الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، يُنتج الجهاز المناعي للجسم أجسام مضادة تهاجم أجزاء معينة من الأمعاء الدقيقة تُعرف باسم الأهداب التي تتواجد على مستوى السطح الداخلي للأمعاء. يحدث تلف وضمور لهذه الأهداب التي تعتبر مقر امتصاص المواد الغذائية، مع مرور الوقت يقل امتصاص المغذيات من الأمعاء فتبدأ أعراض المرض بالظهور.
السيلياك مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه وليس له علاج شافي، ولكن اتباع الإرشادات الخاصة بالنظام الغذائي الخالي من الجلوتين تساعد على التحكم بالأعراض، تسرع من اختفائها وتقي من الإصابة بالمضاعفات.
ماهو الجلوتين؟
الجلوتين مركب بروتيني يتواجد في 3 مصادر غذائية: القمح وهو الأكثر انتشارا واستهلاكا، الشعير والجاودار.
الجلوتين هو المسؤول على إعطاء القوام والمرونة للأكل وتحسين نكهته، وهو المادة التي تسبب الرد الفعل المناعي من الجسم.
علاج السيلياك و النظام الغذائي الخالي من الجلوتين:
بعد التأكد من تشخيص الإصابة بالسيلياك، تبدأ مرحلة العلاج، التي تكون باتباع نظام غذائي خالي من الخلوتين بتجنب الأغذية التي تحتوي على القمح ومشتقاته.
تعتبر مرحلة ما بعد التشخيص بالإصابة بالسيلياك من أصعب المراحل التي يمر بها المصاب وعائلته ومن يعتني به، فتبدأ تظهر صعوبات التعايش مع هذا المرض من كل النواحي سواءا بسبب الحمية أو المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه.
اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين يشكل صعوبة على المصاب المشخص بمرض السيلياك، خاصة أنه يعيش في مجتمع أغلب استهلاكه يعتمد على القمح ومنتجاته والتي تعتبر مصادر عالية بالجلوتين.
السيلياك والنظام الغذائي الخالي من الجلوتين:
عند البدء باتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين، يقل إنتاج الأجسام المضادة، فيبدأ الجسم بإصلاح الأجزاء التالفة من الأمعاء الدقيقة وتصبح الأهداب قادرة على امتصاص المغذيات مرة أخرى فتقل الأعراض الناتجة عن سوء الامتصاص.
كلما التزم المصاب بالسيلياك بالنظام الغذائي الخالي من الجلوتين بشكل جيد كلما زادت نسبة تحسن حالته الصحية.
قائمة الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين:
يتواجد الجلوتين في:
- القمح، الجاوادار، الشعير و جميع مشتقاتهم.
- البرغل
- الكسكس
- المعكرونة والعجائن المصنوعة من القمح
- حنطة القمح
- الطحين والفرينة والسميد
- النخالة
- فتات الخبز
- الخبز الكامل
هناك أطعمة قد تحتوي على الجلوتين حسب مصدرها وطريقة تصنيعها، وحسب ما يحدده المصنع الخاص به. تتمثل في:
- الفيتامينات، الأدوية والمكملات الغذائية
- الفواكه المجففة
- المكسرات المحمصة
- الخميرة
- خميرة الحلويات
- النشاء النباتي
- العلك
- التوابل
- اللحوم الجاهزة كالنقانق
- الأجبان المعلبة
- مكعبات المرق
- النودلز (إندومي)
كل هذه الأصناف الممنوعة يتم استبدالها بأنواع أخرى خالية من الجلوتين، فإن كان الاعتماد في الأكل على طحين القمح فيتم تغييره إلى طحين الحبوب الأخرى.
قائمة الأطعمة الخالية من الجلوتين:
تتمثل الأطعمة المسموح تناولها للمصاب بالسيلياك والخالية من الجلوتين فيما يلي:
- الأرز وطحينه
- الذرة الصفراء وطحينها
- الكينوا
- الحنطة السوداء
- البقوليات، فول، عدس، فاصوليا، بازلاء ودقيقها
- بذور الكتان
- البطاطا وطحينها
- جميع الخضروات
- جميع الفواكه
- البيض
- جميع اللحوم، ماعدا المعلبة والمصنعة مثل النقانق والسجق والمغطاة بالدقيق
- الشاي والقهوة
- الزيوت
ليس الأكل فقط هو ما يؤثر على المصابين بالسيلياك، بعض مواد التجميل ومعجون الأسنان قد تحتوي أيضا على الجلوتين، لذلك لا بد من اختيار الأنواع الخالية منه.
الشوفان بطبيعته لا يحتوي على الجلوتين ولكن المطاحن والمصانع التي تقوم بطحنه وتعبئته هي نفسها الخاصة بالقمح، لذلك لابد من الحرص على استهلاك الشوفان المحدد عليه عبارة خالي من الجلوتين.
الفرق بين مرض السيلياك وحساسية القمح وعدم تحمل الجلوتين:
كثيرا ما يتم الخلط بين هذه الأنواع المختلفة من الأمراض: السيلياك، حساسية القمح وعدم تحمل الجلوتين، وعلى المصاب بالسيلياك فهم الفرق بينها جيدا لكي لا يقع في المغالطات.
السيلياك هو مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي الجسم عند تناول أكل به جلوتين.
تصنف حساسية القمح على أنها حساسية طعام وهي نفسها التي تحدث نتيجة تناول بعض أنواع الأطعمة الأخرى مثل البيض والفراولة. حساسية القمح رد فعل تحسسي ناتج عن استهلاك جميع البروتينات المتواجدة في القمح وليس الجلوتين فقط، تحدث بعد مدة زمنية قصيرة من تناول الطعام و يمكن الشفاء التام منها بعد فترة من الزمن.
عدم تحمل الجلوتين أو حساسية الجلوتين الغير سيلياكية تتشابه أعراض الإصابة به مع السيلياك ولكن دون حدوث تلف في الأهداب ودون وجود الأجسام المضادة الدالة على رد فعل مناعي كما هو الحال في حالة الإصابة بالسيليك.
جدول يوضح أهم الفروقات بين السيلياك، حساسية القمح وعدم تحمل الجلوتين:
إرشادات هامة للمصابين بالسيلياك حول الوقاية و النظام الغذائي الخالي من الجلوتين:
في بداية التشخيص يمر أغلب المصابين بمرحلة مليئة بالارتباك والخوف خاصة فيما يخص الحمية الخالية من الجلوتين، خوفا من عدم اتباع الارشادات بالشكل الصحيح. هنا بعض النصائح التي قد تساعد المشخصين بالسيلياك على تجاوز هذه المرحلة:
- أول عملية يجب القيام بها هي البحث حول هذا المرض أكثر، العمل على فهمه وبناء قاعدة معرفية تجعل المصاب قادرا على التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
- الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المصاب بالسيلياك ومن يعتني به خاصة في بداية تطبيق ريجيم الجلوتين. قد تستمر الأعراض لأسابيع وشهور، والجسم يحتاج وقتا ليستعيد عافيته.
- مراقبة الأطعمة بشكل مستمر وشخصي، قراءة المكونات ومراقبة تأثير باقي الأطعمة التي قد تسبب حساسية أيضا كالبيض أو المكسرات.
- درجة التحسس لمادة الجلوتين تختلف من شخص لأخر، لذلك قد لا يناسبك ما يناسب غيرك، هناك من يتحسس من كميات قليلة وهناك من يحتاج لكميات كبيرة، لذلك احرص على أن تكون لك تجربة شخصية لدرجة التحسس مع كل أنواع الأطعمة.
- العلاج يشمل أيضا استبدال جميع أدوات المطبخ أو اقتناء أخرى للاستعمال الشخصي، كألواح التقطيع، الأواني المانعة للالتصاق، المصفاة، ملاعق السيليكون والملاعق الخشبية وكل الأواني التي بها شقوق أو أماكن ضيقة تسمح باختباء جزيئات الجلوتين فيها وحتى إسفنجة غسل الأواني.
- غسل اليدين جيدا بعد لمس طعام يحتوي على الجلوتين.
- الحرص على استهلاك المنتجات الواضح عليها عبارة “خالي من الجلوتين” وتجنب المنتجات المشكوك في أمرها، كما أن التواصل مع الشركات المنتجة يساعد أيضا في تسهيل الاختيار.
- بسبب تلف الأهداب المسؤولة على الامتصاص يكون الجسم في حاجة للفيتامينات والاملاح المعدنية، لذلك من الضروري التركيز على التغذية الصحية للتعجيل من اختفاء الاعراض والدخول في حالة الاستقرار في أقصر وقت ممكن.
- يجب الحذر من الجلوتين الخفي، فهو يضاف للمواد المصنعة والمعلبة وهو متواجد أيضا في معجون الأسنان ومواد التجميل.
- هناك العديد من الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تحتوي على الجلوتين، لذا يجب إخبار الطبيب دائما حول إصابتك بالسيلياك ليسجل لك وصفية دوائية مراعية لحالتك الصحية.
السيلياك والنحافة:
تعتبر النحافة من أعراض الإصابة بالسيلياك لذلك بعد التشخيص يحرص المصاب على استرجاع وزنه في أسرع وقت ممكن.
تحدث النحافة بسبب تضرر الأهداب فيصبح الجسم غير قادر على امتصاص المغذيات التي تحافظ على ثبات وزنه.
في بداية الإصابة يجب على المصاب التركيز أولا على الصحة العامة للجسد بالابتعاد عن الأطعمة المحتوية على الجلوتين والاعتماد على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن من الأطعمة المسموحة.
في بداية الإصابة يجب عدم التركيز بشكل كبير على الوزن لأنه سيعود لطبيعته مع مرور الوقت.
السيلياك والأكل في المطاعم:
المطاعم التي لا تظهر مكونات الوجبات التي تقدمها أو لا تعلن أنها خالية من الجلوتين لا يمكن الوثوق بها.
في حالة زيارة المطاعم يمكن طلب الأطباق التي لا تحتوي على الجلوتين كالسلطة بدون إضافات، الماء، الفواكه والعصائر الطازجة.
في المطاعم يكون خطر التلوث بمادة الجلوتين عاليا بسبب استخدام نفس الأدوات و الأواني للطبخ.