
مرض السكري هو مجموعة من العوامل التي تؤثر في وظيفة هرمون الأنسولين. في الحالة الطبيعية، يقوم البنكرياس (عضو خلف المعدة) بإفراز هرمون الأنسولين لمساعدة الجسم على تخزين واستخدام السكر والدهون التي تأتي من الطعام. وتحدث الإصابة بالمرض و ظهور أعراض السكري عند حدوث أحد العوامل التالية:
- تعطل البنكرياس عن إنتاج وإفراز الأنسولين تماما.
- عدم تمكن البنكرياس من إنتاج كميات كافية من الأنسولين.
- مقاومة الجسم للأنسولين وعدم استجابة خلاياه بشكل مناسب لهذا الهرمون.
ليس هناك علاج نهائي لمرض السكري، وعلى المصابين اتباع أدوية مع أسلوب حياة يسمح بإدارة المرض للبقاء في صحة جيدة قدر الإمكان. وتشير إحصائيات 2017 إلى أن نسبة الجزائريين الذين يعانون من السكري يراوح 14.4% من مجموع السكان بأكثر من 4.5 مليون حالة (حسب إحصائيات الديوان الوطني للإحصاء)، و نسبة أخرى غير محددة لا تعلم بأنها مصابة. و تقدر النسبة العالمية بـ 9.3% بما يعادل 422 مليون حالة.
دور الأنسولين في مرض السكري:
تحتاج الملايين من الخلايا المكونة للجسم إلى الطاقة للقيام بالأنشطة اليومية. ولتوليدها، على الإنسان أن يأكل ويشرب. و يتم تحليل معظم الطعام إلى سكريات بسيطة تدعى الجلوكوز (glucose). هذا الأخير، ينتقل إلى الخلايا عبر مجرى الدم أين يتم استخدامه لتوفير الطاقة اللازمة.
هرمون الأنسولين هو المسؤول عن تنظيم الجلوكوز في الدم، فعند ارتفاع تركيز الجلوكوز يقوم البنكرياس بإفراز كميات كبيرة من الأنسولين لإدخال الفائض السكري إلى داخل الخلايا. بنكرياس مرضى السكري لا ينتج الأنسولين أو أن خلايا أجسامهم مقاومة للأنسولين مما يجعل تركيز الجلوكوز مرتفعا بشكل مستمر. و عند انخفاض مستوى الجلوكوز، يحس الإنسان بالجوع، ويقوم الكبد بتحرير نسبة من الجلوكوز المحفوظ هناك.
كمفهوم شامل، فإن تعريف السكري هو ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم صباحا بأكثر من 1.26 ملغرام / الديسلتر بعد صيام ليلة كاملة (ينبغي إجراء القياس مرتين على الأقل في يومين مختلفين). كما يمكن أن يعتبر الشخص مصابا إذا تجاوز تركيز الجلوكوز 2 ملغرام / الديسلتر في أي وقت من أوقات النهار.
أنواع أمراض السكري:
- داء السكري من النوع الأول:
يحدث عندما يدمر الجهاز المناعي خلايا “بيتا” المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس. بالتالي، يجب استعمال حقن الأنسولين للسيطرة والتحكم في تركيز الجلوكوز في الدم. يصيب هذا النوع من داء السكري بشكل شائع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما. لكنه قد يصيب في بعض الأحيان فئات عمرية أكبر.
أعراض السكري من النوع الأول:
قد تطرأ أعراضه بشكل مفاجئ، وقد تكون حادة. و تشمل:
- العطش المفرط
- الجوع المفرط (ولو بعد تناول الأكل)
- كثرة التبول
- الفم الجاف
- التعب و/أو الشعور بالضعف
- فقدان الوزن غير المبرر رغم الشراهة
- كما توجد أعراض أخرى نادرة كفقدان الوعي والتنفس الثقيل
- داء السكري من النوع الثاني:
على عكس النوع الأول، يتمكن بنكرياس المصابين بداء السكري من النوع الثاني من إنتاج الأنسولين. لكنه إما ليس كافيًا لتنظيم تركيز الجلوكوز أو أن خلايا الجسم مقاومة للأنسولين ولا تتجاوب معه لإدخال فائض الجلوكوز.
هذا النوع من السكري هو الأكثر نسبة، وهو السبب في العديد من المضاعفات كالعمى، الفشل الكلوي و بتر الأطراف خاصة السفلى. يصيب عادة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين يعانون من زيادة الوزن عموما. كما قد يصيب في حالات أخرى الذين لا يعانون من الزيادة في الوزن، وبشكل أقل الشباب الذين يعانون من السمنة المفرطة.
يمكن للكثير من المصابين بالسكري من النوع الثاني التحكم في مرضهم باتباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة الرياضة والتخفيف من الوزن، بالموازاة مع تناول أقراص تساعد الجسم على استخدام الأنسولين إذا رأى الطبيب المعالج ضرورة لذلك. و قد تتطلب بعض الحالات الأخرى حقن الأنسولين.
يمكن للطبيب في بعض الأحيان، اكتشاف احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني قبل حدوثه فعليا (مرحلة ما قبل السكري)، يكون فيها تركيز الجلوكوز في الدم أعلى من المعتاد، لكن ليس إلى درجة عالية بما يكفي لتثبيت التشخيص.
أعراض السكري من النوع الثاني:
قد تشمل أعراض السكري من النوع الثاني نفس أعراض النوع الأول. كما قد تتطور تلك الأعراض تدريجيا أو تكون حتى غائبة. إضافة إلى أعراض أخرى هي:
- بطئ شفاء الجروح
- تخدير أو الشعور بالوخز في اليدين والقدمين
- زيادة الوزن
- حكة الجلد خاصة الفخذ والمناطق التناسلية
- الضعف الجنسي وضعف الانتصاب عند الذكور
- داء سكري الحمل:
يحدث بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، والتي تؤثر على قدرة الأنسولين على العمل بشكل صحيح. يزيد خطر الإصابة به بعد سن 25 سنة، أو في حالة السمنة قبل حدوث الحمل. كما يعتبر العامل الوراثي مهما في احتمال الإصابة بـ سكري الحمل. لا يخضع تشخيصه لنفس طريقة تشخيص الأنواع الأخرى، وقد يتراجع بعد الولادة.