يحتاج جسم الإنسان الى الحديد لصنع خلايا الدم الحمراء التي تستخدم لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، ولهذا هناك من يتعرض لمخاطر صحية عديدة بما في ذلك نقص في مادة الحديد، فقد يؤدي ذلك الى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وهو أكثر الأنواع انتشارا في العالم، غالبا ما يكون اختبار الدم البسيط قادر على تأكيد ما إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد ويمكن أيضا معرفة نسبته.
ووفقا للبروفيسور ˮعصام فريقعˮ، رئيس مصلحة حقن ونقل الدم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية، مصطفى باشا، أن نسبة 50 % من حالات فقر الدم تعود أسبابها إلى نقص في مادة الحديد بجسم الإنسان، و يحتل المرتبة 9 من بين 26 عامل خطورة التي تسبب بطبيعة الحال في عدة أمراض.
وأشار البروفيسور فريقع في مداخلته، خلال دورة تكوينية خاصة بالصحفيين أمس، واصفا مرض فقر الدم “بالمعقد” والمسبب في عدة أعباء على الصحة العمومية، ليس نتيجة غياب بعض الأعراض بل لنقص في التشخيص عنه، موضحا بالمناسبة أن ” لنقص الحديد آثار سلبية على البالغين، تشمل ضعف الأداء البدني وضيق التنفس وشحوب الجلد وفقدان السمع الى جانب الشعور بقلة الطاقة وعدم التركيز.
وفي حديثه قال ” تعتبر مادة الحديد مكون رئيسي لهيموغلوبين مسؤول عن نقل مادة الأكسجين بالدم عبر عدة أعضاء بالجسم لأن الحديد يلعب دور هام جدا في تصنيع الكريات الحمراء واي اختلالات فيه قد تؤثر على حياة الشخص، كما يتسبب النقص في مادة الحديد عند الأطفال والمراهقين في عدم التركيز والتشتت مما يجعل الطفل يفشل في دراسته، مما تستدعي الحالة الى زيارة الطبيب لعلاج هذا النقص بالدواء اللازم.
ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك علامات فسيولوجية أخرى يسببها نقص الحديد، إذ يؤثر على 33 بالمائة من النساء غير الحوامل، و40 بالمائة من النساء الحوامل، و42 بالمائة من الأطفال في جميع أنحاء العالم .
أسباب نقص الحديد في جسم الإنسان
وتابع المختص شرحه حول أسباب فقر الدم بسبب نقص الحديد وتم تلخيصها في نقاط الاتية:
- أول سبب هو فقدان الدم يعني إذا فقد الشخص الدم يفقد معه بعض الحديد مثل ما يحدث غالبا عن النساء في فترة الحيض الغزير وهو أكثر الفئة عرضة لخطر الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد. يسبب كذلك فقدان الدم البطيء المزمن داخل الجسم مثل سرطان المستقيم والقولون والقرحة الهضمية والفتق الحجابي، وحتى الاستهلاك المفرط لمسكنات الام مثل “الأسبرين” دون وصفة طبية ممكن ان يسبب في نزيف السلسة المعوية العليا.
- السبب الثاني يعود الى نقص الحديد في النظام الغذائي، فهناك من يستهلك نسبة قليلة من الحديد الموجود في الأغذية الغنية به مثل اللحوم والبيض والخضروات الخضراء والأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك.
- أما السبب الثالث فيعود الى عدم القدرة على امتصاص الحديد، يمكن لاضطرابات الأمعاء أن تؤثر على قدرة الأمعاء على امتصاص المغذيات من الطعام المهضوم وتؤدي الى فقر الدم بسبب نقص الحديد.
- والسبب الرابع يخص الحمل، تعاني بعض النساء من مشكلة فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لأن مخزون الحديد يجب ان يكون بكمية كافية لزيادة حجم الدم ويكون مصدر للهيموجلوبين ليساعد طبعا على نمو الجنين.
فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أثناء الحمل
وأضافت من جهتها البروفيسور” فضيلة مداسيˮ، مختصة في طب النساء والتوليد ورئيسة المصلحة بمستشفى الجامعي لمين دباغين لباب الواد، الى أن أخطار نقص الحديد عند المرأة بصفة عامة يتسبب في فقر الدم ويجعلها تعاني من تعب شديد ومن المحتمل ظهور عدة أعراض على جسمها، وخاصة انها تفقد نسبة معينة من الدم خلال الدورة الشهرية، فخلال فترة الحمل تحتاج المرأة الى مادة الحديد خمس مرات مقارنة بالرجل، لان الجنين يحتاج اليه بنسبة كبيرة ليمكنه من الحياة بعد الولادة لمدة 6 أشهر ثم يكتسب المخزون الكافي من هذه المادة عن طريق الرضاعة الطبيعية والتغذية الصحية.
وتحدثت المختصة في طب النساء والتوليد حول نقطة مهمة جدا وهي ان التغذية غير كافية للاستجابة لاحتياجات المرأة الحامل بمادة الحديد حتى وان كانت سليمة ومنتظمة فلابد من وصف بعض الادوية المرافقة لتفادي بلوغ مرحلة الإصابة بفقر الدم التي قد تدخل المرأة الحامل الى حالة غيبوبة.
حتى إذا لم يكن لدى الحامل فقر الدم في بداية الحمل، فمن المرجح أن يوصي الطبيب بإجراء فحص دم آخر للتحقق من فقر الدم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
ودعت في السياق نفسه الى ضرورة توعية المرأة في هذه المرحلة ومتابعتها وقالت ان مرض فقر الدم يمهد كل أنواع الامراض الفيروسية لدى الحامل وحتى بعد الولادة وعدم اهمال أي عرض كان.
ومن جانب اخر، قامت وزارة الصحة من خلال وضع استراتيجية وبرنامج وطني لمتابعة الحمل بإطلاق دليل خاص للتخفيض من نسبة الوفيات لدى هذه الفئة، وعبرت عن اسفها لعدم زيارة العديد من النساء الحوامل لطبيب المختص ومتابعة نصائحه من اجل حماية نفسها وجنينها برغم من كل الوسائل التي سخرتها الدولة لها.
ما هي العوامل التي تجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم؟
- وجود مرض يسبب فقر الدم
- نقص مخزون الحديد قبل الحمل
- خلل في الجهاز الهضمي يعيق امتصاص الحديد والعناصر الغذائيةوجود فقر الدم قبل الحمل
- الحمل المتتابع ويقصد به سنة واحدة بين الحملين
- الحمل بتوءم
كيف يمكن منع فقر الدم أثناء الحمل؟
من أفضل الحلول التي يمكن للحامل أن تقوم بها للوقاية من فقر الدم هو تناول ما لا يقل عن 30 مليجرام يعني ” 3 حصص” من الحديد يوميا. فاذا لم تتمكن من الحصول على هذا القدر من الحديد في النظام الغذائي فيجب متابعة الطبيب ويمكنه ان يقدم لكي عدة فيتامينات وأدوية وبعض النصائح حسب حالتك. فاذا أصيبت المرأة الحامل بفقر الدم فيجب ان تعلم ان هذه الحالة ممكن علاجها وأيضا الوقاية منها.
علاج فقر الدم:
العلاج المناسب يعتمد على الخلل الرئيسي و كيفية تصحيحه. و من أهم العلاجات المتوفرة و التي يتم اختيارها حسب نوع الأنيميا ما يلي:
- مكملات الحديد في حالة كان السبب عوز الحديد
- مكملات الفيتامين B12 أو B9 إذا كان السبب راجعا لنقص في أحدهما
- حقن الدم ذو زمرة و خصائص مماثلة في حالة خلل وراثي
- العلاج الكيماوي أو زرع النخاع في حالة إصابة النخاع العظمي
- الحقن أو الأدوية المثبطة للمناعة في حالة فقر الدم الناتج عن خلل مناعي
- علاج الأمراض المزمنة و العدوى في بعض الحالات
- علاج أسباب النزيف أو سوء الامتصاص
- اتباع نظام غذائي متكامل و تناول اللحوم و الخضر
الوقاية:
بما أن فقر الدم داء يصيب نسبة عالية من الأشخاص، و خاصة الأطفال و النساء الحوامل مُسببا تأثيرا سلبيا على نوعية حياتهم. إليك بعض النصائح للوقاية من بعض أنواع فقر الدم خاصة الناتجة عن النقص في الفيتامينات أو في الحديد و التي تُعتبر أنواع الأنيميا الأكثر شيوعا:
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد (خاصة عند النساء الحوامل): اللحوم، الكبد، السبانخ، الحبوب، الفواكه الجافة و الفيتامين س لتحسين الامتصاص
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين B12 : الكبد، الأسماك، اللحوم، صفار البيض و الحليب.
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين B9 : السبانخ، الفاصولياء، الحبوب، الجزر، الخيار و حتى البطاطا.
- علاج أسباب النزيف المزمن و الأمراض المزمنة