القليل من ضوء الشمس قد يمثل أحيانًا أفضل دواء لتحسين المزاج، فالقيام بجولة تحت الشمس والحصول على قدر كاف من أشعتها مفيد للصحة الجسدية. حيث يسمح لجسدك بامتصاص هذه الأشعة عن طريق الجلد لصنع فيتامين D الذي يلعب دورًا مهمًا في صحة المرأة. ظهور أعراض نقص فيتامين D شائع عند النساء لعدة عوامل، ويتسبب في انعكاسات سلبية على صحتها العامة.
ما هو دور فيتامين D في مختلف وظائف الجسم؟
فيتامين D هو مصطلح يجمع عددا صغيرا من هرمونات الستيرويد القابلة للذوبان في الدهون، اللازمة لامتصاص الأمعاء لكل من الكالسيوم، المغنيسيوم والفوسفات. بدون فيتامين D ستنخفض مستويات هذه المواد الكيميائية في الدم.
يحصل جسم الإنسان على فيتامين D بطريقتين:
- بطريقة مباشرة عن طريق النظام الغذائي المتنوع
- غير مباشرة عن طريق التمثيل الغذائي والذي يتطلب تعرض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية
تم ربط نقص فيتامين D بدور محتمل في عدد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، الالتهابات المختلفة، السرطان، صحة العظام، الأسنان وأمراض المناعة الذاتية، لكنها لاتزال مثيرة للجدل. و في جميع الأحوال، تتأكد أهمية فيتامين D لصحة المرأة و من الضروري التعرف على كيفية الحصول على ما يكفي منه.
تناول فيتامين D لتعويض نقصه في الدم؟
إذا كان مستوى فيتامين D في الدم أقل من 20 نانوجرام فيل الميليلتر، فقد يوصي طبيبك بتناول مكمل على عدة أشكال. قد يتم وصف مكملات فيتامين D مع مكملات الكالسيوم لدعم صحة العظام لأن فيتامين D يساعد في امتصاص الكالسيوم، كما أنهما يعملان بشكل أفضل عند تناولهما معًا.
الحد الأقصى المسموح به يوميًا من فيتامين D هو 4000 وحدة دولية (IU)، أكثر من ذلك يعرض الشخص لخطر التسمم. المقدار الموصى به للنساء بين 14 إلى 70 سنة من العمر هو 600 وحدة دولية في اليوم.
يمكن أن يصف الطبيب ما يصل إلى 800 وحدة دولية يوميًا عند النساء فوق 70 عامًا.
أعراض التسمم الناتج عن استهلاك مكملات فيتامين D دون مراعاة البروتوكول العلاجي:
تناول مكملات فيتامين D بطريقة عشوائية قد يُعرض صاحبه لخطر التسمم. هناك العديد من الأعراض المبكرة غير المحددة، تشمل:
- فقدان الشهية
- الإسهال أو الإمساك
- الغثيان والقيء
- آلام العظام و العضلات والمفاصل
- عدم انتظام ضربات القلب
- العطش الشديد والجفاف
- ضعف الكلى
- ظهور حصى الكلى
أسباب نقص فيتامين D عند المرأة:
التعرض يوميا لأشعة الشمس واتباع نظام غذائي متوازن كافيين لضمان الكمية اللازمة من فيتامين D في الجسم. يحصل نقص في فيتامين D خاصة عند النساء في الحالات التالية:
- الحصول على كمية منخفضة نسبيًا من فيتامين D عبر التغذية خاصة عند النساء الشابات، يكون مرتبطًا عادة باستهلاكهم المتكرر للأطعمة كثيفة الطاقة مثل الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية التي تفتقر إلى فيتامين D
- اتباع نظام غذائي خالي من الأسماك التي تعتبر مصدرا هاما لفيتامين D، خاصة في المناطق غير الساحلية مثل سكان الصحراء
- عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس عند النساء الماكثات بالبيت وهو ما يتسبب في نقص فيتامين D بسبب نقص إنتاجه طبيعيا
- الاستخدام المفرط لكريمات البشرة العازلة لأشعة الشمس فوق البنفسجية
- ارتداء الحجاب و تغطية كامل الجسم مما يعزل الجلد عن أشعة الشمس المباشرة
- أسباب عرقية حيث يميل أصحاب البشرة الداكنة والسوداء إلى الإصابة بنقص فيتامين D مقارنة مع أصحاب البشرة الفاتحة وهذا نظرا لوجود طبقة الميلانين العازلة
- السمنة، لأن فيتامين D قابل للذوبان في الدهون، فيتم احتجازه في الأنسجة الدهنية ولا يمكن للجسم استخدامه كما ينبغي
- الخضوع لجراحة الجهاز الهضمي التي قد تقلص في فعالية عملية الامتصاص وبالتالي نقص فيتامين D الذي يأتي من الطعام
- أمراض التهابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على عملية الامتصاص
- التقدم في العمر يسبب اضطراب إنتاج فيتامين D طبيعيا وأيضا نقص امتصاصه
- أمراض الكبد والكلى، لأنهما عضوان ضروريان لإنتاج فيتامين D
مصادر فيتامين D الغذائية:
- أصبحت العديد من المواد الغذائية الشائعة الاستهلاك مدعمة قانونيا بنسبة معينة من فيتامين D مثل الحليب و منتجات الألبان، العصائر و حبوب الإفطار
- يوجد كوليكالسيفيرول و إرغوكالسيفيرول (فيتامين D2) بنسب متفاوتة في بعض الأطعمة النباتية مثل: الفطر، الخمائر والحبوب
- بينما يوجد فيتامين D3 على نطاق واسع في الأطعمة الحيوانية خاصة الأسماك الزيتية مثل السلمون، الرنجة، الماكريل، السردين والتونة، كما يتوفر في زيت كبد سمك القد، كبد البقر والبيض
نقص فيتامين D عند المرأة الحامل:
انخفاض معدل فيتامين D عند النساء الحوامل يرتبط عادة بـ:
- سكري الحمل
- تسمم الحمل (pré éclampsie)
- التهاب المهبل الجرثومي
- قد يتسبب في انخفاض وزن الطفل عند الولادة
أثبتت الدراسات أن نقص فيتامين D عند المرأة الحامل لا يؤدي إلى:
- هشاشة العظام عند الطفل
- زيادة احتمال الولادة القيصرية
حليب الرضاعة الطبيعية، بغض النظر عن حالة الأم، ليس غنيًا نسبيًا من فيتامين D، لذا يجب إعطاء الرضع مكملات غذائية من فيتامين D، خاصةً أصحاب البشرة داكنة اللون.
نقص فيتامين D و سرطان الثدي:
قامت الكثير من الدراسات بملاحظة ارتباط نقص فيتامين D و سرطان الثدي. في إحداها، تم متابعة 512 امرأة مصابة بسرطان الثدي على مدى 12 عامًا، و خلصت إلى أن انخفاض فيتامين D يمكن أن:
- يزيد في خطر انتشار المرض بنسبة 94٪
- خطر الوفاة بنسبة 73٪
علاقة نقص فيتامين D بهشاشة العظام:
هناك انخفاض في مستوى فيتامين D عند المصابين بهشاشة العظام، لكن هذا لا يثبت أن نقص الفيتامين يسبب المرض بشكل مباشر.
يوصي الطبيب المعالج الشخص الذين يعاني من هشاشة العظام بتناول مكملات من فيتامين D و الكالسيوم لضمان أن الخلايا داخل العظام لديها المواد الكافية لبناء الهيكل العظمي.
التعرض الكافي لأشعة الشمس يحسن من مستويات فيتامين D وكثافة المعادن في العظام، ويقلل من مخاطر حدوث الكسور لدى النساء الأكبر سنًا.
لا يزال دور فيتامين D في جوانب أخرى من الصحة مثيرا للجدل ويحتاج إلى مزيد من الدراسات.