
كثيرا ما تعاني بعض النساء من مشكلة هبوط أو تدلي الرحم إلى مستوى المهبل خاصة بعد الولادة الطبيعية أو في سن اليأس وتصبح مشكلة صحية. هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال في استشارة مع السيدة نادية طايبي، قابلة مختصة في إعادة تأهيل عضلة العجان ونزول الأعضاء التناسلية وسلس البول.
ماهو هبوط الرحم ؟
يُعرف أيضا بتدلي أو نزول الرحم (Prolapsus Utérin)، هي حالة مرضية تحدث نتيجة ضعف عضلات قاع الحوض وتصبح غير قادرة على تثبيت الرحم في مكانه الصحيح وهنا يحدث هبوط الرحم إلى المهبل ويسبب ظهور عدة مضاعفات غير مريحة.
مراحل هبوط الرحم :
هناك عدة مراحل لهبوط الرحم، تقول السيدة طايبي، وهي كتالي:
- المرحلة الأولى هبوط الرحم في النصف العلوي من المهبل
- المرحلة الثانية نزول الرحم مباشرة داخل فتحة المهبل
- المرحلة الثالثة يبرز الرحم من المهبل
- المرحلة الرابعة وهي مرحلة جد متقدمة يكون فيها الرحم خارج المهبل وتستدعي هذه الحالة الخضوع للجراحة
ما هي أعراض هبوط الرحم ؟
أعراض هبوط الرحم مزعجة عادة وتؤثر على جودة الحياة. تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الشعور بوجود كتلة على مستوى المهبل، يظهر عند الوقوف، يشتد مع القيام بجهد، ويختفي مع الاستلقاء
- الشعور بألم أثناء الجماع
- الشعور بضغط كبير في منطقة الحوض
- تسرب البول أو بما يسمى سلس البول
- التهابات المسالك البولية المتكررة (الناجمة عن عدم إفراغ المثانة جيدا)
- الإمساك وصعوبة في التبرز
ما الذي يسبب نزول الرحم عند المرأة ؟
إن الضغط على البطن قد يؤدي لارتخاء وضعف عضلات قاع الحوض، ويزيد من فرصة الإصابة بتدلي وهبوط الرحم. ينتج هذا الضغط عن بعض الأسباب المختلفة تقول السيدة طايبي:
- الحمل والولادة
- النشاط البدني المفرط ورفع الأغراض الثقيلة
- الوزن الزائد
- ممارسة الرياضة العنيفة
- التقدم في العمر خاصة بعد سن اليأس
- عامل الوراثة
- انقطاع الطمث
- القيام بعملية جراحية في منطقة مجاورة مثل عملية استئصال الرحم
- الولادة المهبلية (أي الطبيعية) خاصة إذا تم الضغط على بطن الحامل خلال محاولة إخراج الطفل
- أورام الحوض أو الأورام الليفية fibrome
- الإمساك المزمن
- التدخين
- السعال المزمن
كيف يتم تشخيص هبوط الرحم ؟
يمكن للطبيب المعالج أن يشخص مشكلة هبوط الرحم من خلال الفحص السريري، ويتم هذا التشخيص عن طريق إدخال منظار خاص في المهبل لمعرفة موقع العضو.
قد يطلب منك الطبيب المعالج أثناء اختبار الحوض بالوقوف أو الاستلقاء على الظهر وتقوم المريضة بالسعال وذلك لمراقبة التغير في درجة الهبوط.
هناك اختبارات أخرى مثل : التصوير عن طريق الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
هل يوجد طرق للوقاية من هبوط الرحم ؟
هناك عدة طرق قد تحمي المرأة من مشكلة هبوط الرحم :
- تجنبي رفع الأغراض الثقيلة بطريقة خاطئة، حاولي النزول باستخدام رجليك بدلا من خصرك واجعلي ظهرك دائما مستقيم
- حاولي ممارسة تمارين كيغل kegel Exercises يوميا لتقوية عضلات الحوض خاصة بعد الإنجاب
- إذا كنتي تعانين من مشكلة السمنة فمن الأفضل أن تضعي خطة لخسارة وزنك
- حاول السيطرة على السعال بتطبيق بعض التمارين ينصحك بها الطبيب المختص
- إذا كنتي تعانين من مشكل الإمساك المزمن فمن الأفضل علاجه واتباع نظام غذائي صحي
- وضع حزام خاص لشد الحوض وليس البطن ابتداء من اليوم الخامس من الولادة
كيف يتم علاج هبوط الرحم ؟
يعتمد العلاج حسب شدة الأعراض وحالة المريضة. يجدر بالذكر أن علاج نزول الرحم يهدف أساسا إلى تحسين جودة الحياة، لأن الكثير من الحالات يمكنها التعايش مع المشكلة خاصة في حالة عدم وجود الألم.
غالبًا ما يتم علاج نزول الرحم عن طريق إعادة تأهيل عضلة العجان، بواسطة تمارين يمكن أداؤها في المنزل هي تمارين كيغل kegel Exercises. تهدف تمارين كيغل إلى تقوية عضلات الحوض لدعم تثبيت الرحم في مكانه و تخفيف أعراض الهبوط، و تعتبر أصلا من أهم التمارين التي يمكن أن تحمي المرأة المعرضة للإصابة بهبوط الرحم.
تنص تمارين كيغل على اتباع الخطوات التالية:
- حاولي شد عضلات الحوض قدر الإمكان، مثل طريقة منع إطلاق الغازات من البطن، من الأحسن في وضعية الجلوس
- ابقي لمدة من 3 إلى 5 ثواني بعدها استرخي تماما وقومي بتكرار هذا الأداء تدريجيا
- حاولي تكرار هذا التمرين عشر مرات متتالية، ثلاث مرات في اليوم، سواء كنتي في المنزل أو في مكان العمل
- ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة والمشي وركوب الدراجة
- تعلم الطريقة الصحيحة للتنفس خصوصا الزفير مع شد عضلات العجان
و تضيف الدكتورة طايبي أن العلاج على تقنية “سي ام بي” أو “بيوفيدباك” قد أثبتت نجاعتها عن طريق القيام بعشر (10) جلسات تأهيل تقريبا، على أن تقوم بثلاث جلسات في الأسبوع ويختلف العدد حسب كل حالة.
العلاجات الجراحية:
يعتمد العلاج الجراحي على الوضع الصحي والتاريخ المرضي للمرأة. وتتمثل الجراحات المقترحة في:
- جراحة لتثبيت المهبل ورفع الرحم وترميمه ويتم ذلك عن طريق المنظار أو فتح البطن
- جراحة تجميل وتضييق المهبل أو الجراحة عن طريق المهبل لرفع الجدار الخلفي أو الأمامي
- استئصال الرحم ويتم اللجوء إلى هذه العملية في الحالات الشديدة الغير قابلة للعلاجات الأخرى وتتم طبعا حسب ما يحدده الجراح المعالج
سيدة طايبي، حسب خبرتكم كيف يتم تحضير المرأة الحامل للولادة خاصة التي تعاني من مشكلة نزول الرحم؟
“يمكن أن تتعرض واحدة من بين كل ثلاثة نساء لهبوط الرحم بعد الولادة مباشرة، وعليه أنصح النساء الحوامل بالتحضير للولادة في الشهر الثامن للحمل، وتعلم الطريقة الصحيحة للتنفس، وهو ما يسهل عملية الولادة الطبيعية ويقلل من اللجوء للعمليات القيصرية”.
و تضيف السيدة طايبي: “يجب تجنب الضغط على بطن الحامل لإخراج الطفل، لأن طريقة الضغط على بطنها أثناء الولادة يمكنها أن تتسبب في تمزق الطحال أو الكبد أو عضلة العجان وهبوط الرحم. يجب توخي الحذر من طرف القابلات والأطباء لخطورة هذه التصرفات على صحة المرأة”.
“إن معظم النساء يجهلن تركيبة أجسادهن، لذلك أنصح المرأة بعدم ممارسة الرياضة العنيفة مثل القفز وشد البطن، واستبدالها بتمارين رياضية لتقوية الحوض كالسباحة والمشي، واتباع نظام غذائي صحي لتجنب مشاكل الإمساك. ففي معظم الأحيان يمكن أن تؤدي تغييرات بسيطة في نمط الحياة أو الرعاية الطبية إلى علاج أعراض هذا المرض”، تقول السيدة طايبي.
ينبغي أيضا توعية المرأة قبل وأثناء الحمل، وبعد الولادة، وحتى حول الممارسات الجنسية لتفادي الألم أثناء الجماع. فلا تتردي في زيارة الطبيب أو المختص في هبوط الأعضاء التناسلية لعلاج هذا المشكل.