
إنتشر فيروس كورونا المستجد COVID-19 بسرعة حول العالم أجمع منذ ظهوره أول مرة في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية مسببا الآلاف من الوفيات. واستجابة لهذه الأزمة الصحية العالمية، يعمل الكثير من العلماء والباحثون لتطوير لقاح في أقرب وقت ممكن. تعرف معنا على المزيد حول تطوير اللقاح والجدول الزمني المحتمل.
يسعى الباحثون في مختلف مخابر العالم على تطوير لقاح ضد الفيروس التاجي COVID-19، وهناك أربع أنواع من اللقاحات المحتملة هي:
- لقاح الفيروس الكامل:
لتطوير اللقاح الكامل، يستخدم الباحثون شكلا ميتا وفي بعض الأحيان ضعيفا من الفيروس الذي يسبب المرض. أبرز مميزات هذا النوع من اللقاحات هو قدرته على توفير مناعة طويلة المدى ضد الفيروس، لكنها بالمقابل قد تتسبب بظهور أعراض تشبه أعراض المرض لدى الأشخاص الذين يتم تطعيمهم.
هناك بضع أوراق بحثية تم تقديمها والموافقة عليها لتطوير هذا النوع من اللقاحات أبرزها من جامعة هونغ كونغ، مخابر Johnson & Johnson وأيضا Codagenix.
- لقاح الوحدة البروتينية الفرعية المؤتلف:
لقاحات البروتينات المؤتلفة لا يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض المرض على الأشخاص المتلقين للتطعيم لأن تصنيعها يتم عبر عزل بروتين معين لتعطيل عمله وبالتالي عمل الفيروس.
فبالنسبة لفيروس كوفيد-19، يحاول العلماء استهداف بروتين معين يسمى بروتين سبايك (S-)، يستخدمه هذا الفيروس التاجي للإرتباط بخلايا جسم الإنسان وإصابتها.
تقدمت كل من مخابر Novavax و Clover Biopharm Pharmaceuticals وجامعة كوينزلاند وكذا مجموعة طبية من مستشفى تكساس لتطوير لقاحات الأطفال، بأوراق بحثية تخص هذا النوع من اللقاحات لتطوير أحدها ضد كوفيد-19.
- لقاح الأجسام المناعية المضادة:
يحاول باحثون آخرون تطوير لقاح يستهدف كوفيد-19 إنطلاقا من أجسام مضادة مصدرها فيروس سارس المتفشي سابقا سنة 2002. وهذا باستغلال الصفات الحيوية المتشابهة جدا بينهما بما أنهما ينتميان إلى نفس العائلة من الفيروسات التاجية.
فقد أظهرت التجارب المخبرية الأولية أن الأجسام المناعية المضادة التي ساهمت في القضاء على فيروس سارس و الحد من انتشار وبائه، يمكنها العمل بشكل فعال أيضا من خلال تعطيل الطريقة التي يستخدمها كوفيد-19 لإصابة جسم الإنسان عبر مستقبلات ACE2 و TMPRSS2 الموجودة في خلايا الأعضاء المستهدفة مثل الرئة. (هذا نص الورقة البحثية)
- لقاح الحمض النووي:
تحقن لقاحات الحمض النووي المواد الوراثية، كالـ DNA أو RNA، في مضيف حي. ثم تقوم الخلايا التي تحتوي على الحمض النووي الجديد بتركيب البروتينات المشفرة في الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي، وتقديمها لجهاز المناعة.
عملية تطويرها معقدة جدا، فلقاحات الحمض النووي ليست متاحة حاليا سوى في مجال الطب البيطري. لكن مستقبلها على الإنسان واعد جدا، فتقنيتها تمكن جهاز المناعة من محاربة مسببات الأمراض من أصلها.
رغم ذلك، تتطلع ثلاث مخابر لتطوير لقاح نووي ضد فيروس كوفيد-19 هي Inovio Pharmaceuticals و Moderna Therapeutics و Curevac كما تشرحه الورقة البحثية في هذا الرابط.
متى ستكون لقاحات فيروس كورونا كوفيد-19 جاهزة؟
تختلف بشكل كبير التوقعات حول الجدول الزمني اللازم لتوفير لقاح ضد فيروس كوفيد-19. و يختلف التوقيت حسب التوجه، فقد يشير السياسيون أو الشركات التجارية إلى أن لقاح كورونا سيكون متوفرا في غضون أشهر. بينما يقول العلماء والباحثون أن الأمر قد يطول لأكثر من سنة أو سنة ونصف، استنادا إلى خبرتهم. كما لا يمكن تطويره حاليا خلال فترة الوباء!
إذا كان الجدول الزمني لإنتاج وتوزيع لقاح فيروس كورونا طويلاً، فذلك بسبب العديد من الخطوات التي ينبغي المرور عليها لضمان سلامته وفعاليته. وبمجرد تطوير لقاح، يجب تقديم طلب استقصائي يصف المنتج، طريقة التصنيع، و فعاليته على الحيوانات.
بعد تجاوز المرحلة السابقة، يجب على اللقاح الخضوع للتجارب السريرية وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: يتم فيها تقييم سلامة اللقاح على الصحة، وقدرته على توليد استجابة لجهاز المناعة عند مجموعة صغيرة من الناس.
- المرحلة الثانية: يُختبر هذا اللقاح عند مجموعة أوسع من المتطوعين قد تصل إلى المئات، يتم خلالها تحديد مستويات الجرعة المناسبة.
- المرحلة الثالثة والأخيرة: حيث يتم اختبار اللقاح على آلاف الأشخاص لتحليل سلامة وفعالية الدواء.
يمثل وباء كورنا كوفيد-19 حاليًا تحديًا صحيًا كبيرًا، حيث يعمل الخبراء على تطوير تدابير فعالة، مثل اللقاحات. وفي انتظار تطويرها، على الأفراد اتباع الإرشادات الوقائية الموصى بها من قبل الأطباء والتي ترتكز على التباعد في الأماكن العامة، النظافة وخاصة الحجر التلقائي. وفي حالة الإشتباه بالإصابة، لا يجب التوجه إلى المستشفى مباشرة بل القيام بالتوصيات الموضحة في هذا المقال.