تصاب امرأة واحدة من كل 9 نساء بسرطان الثدي، و أغلب الإصابات تأتي بعد سن 50 سنة. وتختلف معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي اعتمادًا على العمر ونوع السرطان، لكن هذه المعدلات تحسنت بشكل ملحوظ و يدعو إلى التفاؤل بفضل تقدم العلاج وخاصة زيادة الوعي بين النساء و الكشف المبكر. في هذا المقال، سنحاول مساعدتك على فحص نفسك ذاتيا للكشف مبكرا وفي المنزل عن التشوهات المحتملة للثدي، كما سنوضح المراحل التشخيصية والعلاجية التي تلي ذلك.
الأعراض و طريقة الكشف عن سرطان الثدي ذاتيا:
أعراض سرطان الثدي قد لا تظهر غالبا، لكن ملاحظة إحدى العلامات التالية عليه تحفيزك لاستشارة طبية:
- ظهور كتلة أو نتوء غير مؤلم في الثدي
- تغير في حجم أو شكل الثدي
- تغير في لون الثدي (خاصة الإحمرار)
- تورم في الإبط
- انتفاخ أو تغير في شكل الحلمة
- سيلان من الحلمة
- ألم الثدي قد يكون مرتبطا بسرطان الثدي لكنه ليس من الأعراض الثابتة
يُنصح بالقيام بالفحص الذاتي للثدي ابتداءا من عشرين سنة من العمر، مرة كل شهر، أياما قليلة بعد اختفاء الدورة الشهرية عندما تكون الأنسجة أكثر مرونة. وتتم العملية بدءا بالفحص البصري للثديين مقابل المرآة والنظر إليهما في وضعيات مختلفة:
- الوقوف و رفع الذراعين إلى أعلى
- الوقوف مع وضع الذراعين بطريقة مستقيمة مع الجسم
- الجلوس و وضع اليدين فوق الركبتين
- الإستلقاء على جانب الجسم
بعد الفحص البصري، ينبغي جس الثديين بالكامل، باستعمال لب الأصابع، للبحث عن أحد الأعراض المذكورة أعلاه والتي تسمح بالكشف عن أي تغير في شكل، حجم أو مكونات الثدي. ومن المهم أيضا معرفة علامات الإلتهاب، وهي زيادة سمك الجلد في منطقة معينة من الثدي مع الإحمرار و ارتفاع حرارة تلك المنطقة مقارنة بباقي الجسم.
ماذا لو اكتشفت شيئا من أعراض سرطان الثدي؟
أغلب الإنتفاخات التي يمكن إيجادها في الثدي غير سرطانية، قد تكون كيسا أو أوراما حميدة أو حتى تغيرات في الأنسجة متعلقة بتغيرات الدورة الشهرية، لذا لا داعي للذعر. مع ذلك، يجب استشارة الطبيب فورا لإجراء اختبارات إضافية بهدف التشخيص الدقيق.
يجدر بالذكر أن الفحص الذاتي للثدي لا يمكن أن يحل محل زيارة الطبيب و اللجوء إلى الفحص الطبي المتخصص. كما يُنصح بالقيام بكشف أشعة (mammogrphie) تلقائيا كل سنتين ابتداءا من 50 سنة من العمر في صحة جيدة. و كل سنة إذا كانت تصنيف خطر الإصابة عند المرأة متوسطا (يجب استشارة الطبيب لتحديد المستوى).
قد يطلب الطبيب المعالج اختبارات أوسع من الكشف بأشعة Mammographie، مثلا اختبار الموجات فوق الصوتية و التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM).
التشخيص النهائي للسرطان باستخدام خزعة الثدي (Biopsie):
الطريقة الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي هي إجراء خزعة (biopsie)، و تعني أخذ عينة من أنسجة الكتلة المشبوهة، و فحصها في المختبر. يتم القيام بالخزعة بواسطة إبرة صغيرة، كما قد يتم اللجوء إلى جراحة صغيرة لأخذ عينة لدراستها.
دراسة عينة الأنسجة تسمح بتشخيص السرطان من عدمه، و تحديد نوعه لاختيار العلاج المناسب. بعض أنواع سرطان الثدي تغذيها هرمونات الاستروجين أو البروجسترون (و تسمى السرطانات الحساسة للهرمونات)، و هناك أخرى تحتوي خلاياها على ما يسمى بـ بروتينات HER2 (تمثل أقل من 20% من أنواع سرطانات الثدي و تعتبر أكثر خطورة من الأولى).
الخطوة التالية بعد التشخيص هي تدريج السرطان (stadification) من 0 إلى 4، يقوم فيها الطبيب بتحديد حجم الورم ومدى تأثيره على الجسم لوصف ما إذا كان السرطان في الثدي فقط، أو انتقل إلى العقد اللمفاوية القريبة، أو انتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين. هذه الخطوة مهمة أيضا لوضع الخطة العلاجية.
علاجات سرطان الثدي:
الجراحة:
هناك العديد من أنواع جراحة سرطان الثدي، قد يتم اللجوء إلى استئصال الكتلة الورمية و الحفاظ على الثدي. أو يكون إستئصال الثدي بالكامل ضروريا.
العلاج بالأشعة (radiothérapie):
يستعمل فيها إشعاعات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية و لها أعراض جانبية مثل التعب، التورم و الحروق. قد تستعمل بعد الجراحة لقتل الخلايا المتبقية بعد استئصال الورم، أو استخدامها مع العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية التي انتقلت إلى جزء آخر من الجسم.
العلاج الكيميائي (chimiothérapie):
و تتمثل في علاج بالأدوية، غالبا في حقن عبر الوريد. يمكن اللجوء إلى العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها لتقليل فرص عودة الخلايا السرطانية. آثاره الجانبية تشمل تساقط الشعر، الغثيان، و نقص المناعة (سهولة التعرض للعدوى).
العلاج الهرموني (hormonothérapie):
يختص بنوع السرطانات الهرمونية (أو الحساسة لهرمونات الاستروجين أو البروجسترون). يستخدم عادة بعد الجراحة للتصدي لعودة الخلايا السرطانية. و قد تعطى للنساء الغير مصابات بالسرطان واللواتي لديهن مستوى عالي الخطورة من الإحتمال بالإصابة به.