Site icon صحة 247

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال: كيف يمكن مواجهة هذا التحدي النفسي؟

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

قد يعاني الطفل من صدمات واضطرابات نفسية تحدث نتيجة تعرضه لأحداث مؤلمة أو مشاكل عائلية وهذا ما قد يؤدي للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال. يجد الطفل بعدها صعوبة كبيرة في تقبل الحقيقة وتصديق الحدث فتظهر عليه بعض الأعراض العاطفية والجسدية والسلوكية. تجيب الأخصائية النفسانية هالة غلاش مختصة في علم النفس العيادي، عن أسئلتنا حول الموضوع في هذا المقال.

اضطراب ما بعد الصدمة ( Post Traumatic Stress disorder اختصارا PTSD):

هو اضطراب نفسي يحدث بعد التعرض لصدمة مؤلمة نتيجة حدث صادم ومؤلم مثل اغتصاب أو وفاة شخص عزيز، أو انفصال الأهل أو التعرض لحادث خطير.يسترجع المصاب ذكريات الحدث الذي وقع له وكأنه يعاد أمامه من جديد فيشعر بالرهبة والخوف الشديد.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة النفسية عند الأطفال:

معظم الأطفال الذين يتعرضون لصدمة نفسية تظهر عليهم بعض التغيرات السلوكية وحتى الجسدية، ويمكن أن تظهر عليهم بعض الأعراض النفسية التالية:

الأعراض الجسدية للاضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال:

يمكن أن يرافق الأعراض النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة أعراض أخرى جسدية، تشمل أساسا:

اذا تكررت الأحداث والذكريات لأكثر من شهر وتبدأ في غضون 6 أشهر من الحدث، فهذا يعني أن الطفل مصاب باضطراب ما بعد الصدمة.

ما الذي يسبب اضطراب ما بعد الصدمة؟

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي مباشرة إلى إصابة الطفل باضطراب ما بعد الصدمة، مثل الحوادث الشخصية، العصبية أو بعض الأحداث المؤلمة:

ما هي العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال؟

هناك مجموعة من العوامل التي تعتبر عوامل خطر وتزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب وتشمل:

مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة:

قد يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال إلى بعض المضاعفات، مثل:

كيف يتم تشخيص اضطراب ” PTSD ” عند الأطفال؟

غالبا ما يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال عن طريق التقييم النفسي وتحليل كل الأحداث الصادمة أو المزعجة التي مرت عليه.

من الممكن أن يقوم المختص النفساني بتوجيه الطفل إلى طبيب الأمراض العقلية لتشخيص حالته عن قرب. ويختلف التشخيص من حالة إلى أخرى حسب التاريخ النفسي وحسب مدة ظهور الأعراض فكل حالة لها بروتوكول علاجي خاص بها.

كيف يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند الطفل؟

كلما كان العلاج مبكرا كلما تحسنت نوعية حياة الطفل. ويشمل العلاج نوعان أساسيان:

  1. العلاج النفسي: في غالبية الأحيان يستعمل العلاج السلوكي المعرفي لتجاوز هذه الأزمة النفسية. ويركز أساسا على استعمال بعض الطرق التي تجعل الطفل يعبر عما في داخله سواء عن طريق الرسم أو الكتابة أو إعطائه بعض الألعاب الخاصة. كلها طرق يعتمد عليها الأخصائي النفساني وطبعا تختلف حسب كل حالة.
  2. العلاج بالأدوية: غالبا ما يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب في هذا الاضطراب، خاصة إذا كان الطفل يعاني من بعض الأعراض مثل القلق، التوتر، الأرق والخوف.

أفضل علاج يكون متكاملا بين الأدوية، العلاج النفسي وحضانة العائلة للطفل المصاب.

دور الأسرة في الدعم النفسي للطفل:

أول خطوة يجب التركيز عليها هي التوجه مباشرة لأخصائي نفساني، فهو بدوره يساعد الأهل على تقديم بعض الحلول والنصائح من أجل تخطي هذه الصدمة. من أهم هذه النصائح:

هل يمكن للأم أو الأهل الحديث مع الطفل المصدوم نفسيا حول ما حصل له؟

يجب ترك الفرصة للطفل في التعبير عما يجول في داخله، لكن ما يجب تجنبه هو طرح بعض الأسئلة المباشرة على الطفل حول الحادث بشكل خاص، وهذا لتجنب تعريض طفلنا إلى إعادة معايشة الصدمة القاسية.

لهذا لا ينبغي محادثة الطفل حول ذكرياته الصادمة سوى من قبل المختصين في المجال النفسي، لأنهم يستعملون طرقا علاجية خاصة للتعامل مع ردود الفعل التي يمكن أن تحدث في الجلسة العلاجية.

لماذا يتأثر الأطفال بصورة أكبر للأحداث الصادمة؟

يمكن أن يتعرض أي شخص للصدمة بسبب أحداث مؤلمة، لكن قوة التأثير تختلف ما بين الطفل والشخص البالغ. فكلما تعرض الشخص للصدمة في وقت مبكر من العمر كانت عواقبها أكثر خطورة، لأن مرحلة الطفولة حساسة ويشعر الطفل خلالها بحاجة الماسة للآخرين في رعايته.

تعرض الطفل لشيء مخيف يشعره بفقدان الأمان ويشكل له صعوبات أكثر في التعامل مع التجربة مقارنة بالشخص البالغ، الذي اكتسب في مشوار حياته الثقة اللازمة والإحساس بأنه قادر على تدبير أموره بنفسه دون الحاجة للغير.

Exit mobile version