Site icon صحة 247

هل أعاني من الصداع النصفي؟ ومتى ينبغي استشارة الطبيب؟

الصداع النصفي

هناك أسباب مختلفة قد تؤدي إلى ظهور آلام الرأس، و برغم شيوع هذا العرض كدافع لزيارة الطبيب، إلا أن تعدد الآليات المسببة و المحفزة لظهوره تجعل من الصعب وضع صورة واضحة للمريض عن سبب ما يعانيه. أحد آلام الرأس المؤثرة على جودة حياة المرضى هي الصداع النصفي أو ما يدعى في عاميتنا بالشقيقة.

اكتشف معنا في هذا المقال مفهوم الصداع النصفي، الآلية الفيزيولجية التي قد تكون سببا في نشوء هذا النوع من الآلام، متى يجب طلب استشارة طبية، و كذلك طرق التشخيص و مختلف العلاجات المسكنة التي تخص هذا النوع بالذات من آلام الرأس.

ماهو الصداع النصفي أو الشقيقة؟

الصداع النصفي أكثر آلام الرأس شيوعا، و تبعا لتصنيف آلام الرأس، فالصداع النصفي هو ألم رأس أولي. قد يصاحب هذا النوع من الآلام نوع من الأعراض التي تدعى aura أو الهالة، و هي حالة من الهلوسة الحسية التي تسبق نشوء الصداع، قد تكون عبارة عن رائحة غريبة، رؤية ضبابية أو حساسية ضوئية، طنين الأذن.

يتميز الصداع النصفي بطبيعته النابضة و التي تمس في الأغلب كما يوحي اسمه، جهة واحدة من الرأس، فيكون سواء على شكل صداع أيمن أو أيسر.

تختلف شدته و مدته من شخص لآخر، و تظهر الدراسات ارتباط الماضي العائلي الطبي بزيادة نسبة الإصابة به.

آلية نشوءه:

تعتبر الأعصاب و الأوعية الدموية اللاعبان الرئيسيان في نشوء الشقيقة أو الصداع النصفي، عبر عملية التهابية نتيجة عامل محفز ما. تقوم الببتيدات العصبية (نواقل كيميائية) بتحفيز العملية الالتهابية للأوعية الدموية مسببة حالة من فرط التنبيه العصبي في مناطق مختلفة من الدماغ.

العديد من العوامل المحفزة قد تكون سببا في نشوء هذه الآلية:

هذا و قد يسبق أو يصاحب العوامل المحفزة حالة من الأحاسيس و الهلوسات الحسية المعروفة باسم الهالة (aura).

قد تتضمن هذه الهالة الحسية ومضات ضوئية أو حالات من اختلال التوازن، و قد تحدث هذه الهالة الحسية دون حدوث نوبات صداع نصفي أو قد تصاحبها نوبات خفيفة.

آلام الشقيقة قد تتصاحب و اضطرابات أخرى حسب شدة النوبات، مثل القيء، حساسية مفرطة للضوء و الصوت، و كذلك صعوبة التركيز. قد تؤثر هذه الأعراض بشدة على الأداء الاجتماعي أو المهني للفرد المصاب.

التشخيص:

يصعب الجزم سريريا بأن ألم الرأس هو صداع نصفي دون اختبارات معمقة للجهاز العصبي، لكن و بحكم غياب الأدوات التشخيصية أو الكلفة التشخيصية المرتفعة لعديد الأسباب العصبية فالممارس الطبي و المريض يميلان عادة إلى تبسيط الأمور و الاعتماد ربما على وسائل مطمئنة قبل الخوض في الاختبارات.

لدى الشخص الذي اعتاد آلام الصداع النصفي فتشخيص الصداع النصفي هو أول الفرضيات التشخيصية.

يجب الانتباه أن الصداع النصفي لا يمس دائما نصفا معينا من الرأس و لا يمتلك دائما الطبيعة النابضة.

يمكن الاعتماد على معايير معينة و معلومات يجمعها الممارس الطبي من المريض لرؤية ضرورة عمل اختبارات إضافية، على سبيل المثال:

النوبات المؤلمة و التي تجتمع فيها ميزات الصداع النصفي الملخصة في ما يلي، إلى جانب النتائج السلبية للاختبارات العصبية المعمقة، قد تكون كافية لوضع تشخيص الصداع النصفي:

علاج الصداع النصفي:

تنطلق العلاجات من سبل وقائية، و تصل لحد علاجات نوبات الصداع النصفي الشديدة المقاومة لمسكنات الألم الخفيفة و مضادات الالتهاب غير الستيروويدية. وتشمل هذه الحلول:

التريبتانات تعمل كمواد كيميائية مشابهة لعمل السيروتونين أو هرمون السعادة، و الذي يعمل على عكس توسع الأوعية الملتهبة، حيث أن تضيق الأوعية يخفف الآلام النابضة الملاحظة في الصداع النصفي.

العلاجات السابقة الذكر قد تنفع فئة و قد لا تناسب أخرى، لهذا على المصاب أن يكون على علم بالجزيئة التي تساعده على تجاوز نوبات الصداع النصفي.

Exit mobile version