يكثف العلماء و المسؤولون عن الصحة العامة حول العالم جهودهم لمعرفة المزيد من التفاصيل حول فيروس كورونا الجديد المسؤول عن الوباء الذي وصل إلى عشرات البلدان في مختلف القارات بعد أن ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية. فكلما زادت معرفتنا به و بطريقة انتقاله كلما تمكنا من الحد من خطورته. في هذا المقال سنشارككم أهم ما تم التوصل إليه حول فيروس كورونا.
دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بخصوص فيروس كورونا جديد يدعى COVID-19، مسؤول عن وفاة أكثر من 64 ألف شخص و إصابة مليون و مئتي ألف آخرين حول العالم. و وفقا لذات المنظمة، فإن فيروسات كورونا هي عائلة تتشكل من عدة فيروسات معروفة سابقا عند الحيوان، ست أنواع منها يمكن أن ينتقل إلى الإنسان مثل فيروس سارس SARS (متلازمة الإلتهاب التنفسي الحاد) الذي انتقل إلى الإنسان عبر نوع معين من القطط، و فيروس ميرس MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) الذي مصدره الإبل. بينما لم يُعرف عن فيروس COVID-19 انتقاله إلى البشر إلا مؤخرا بسبب طفرة جينية ليصبح سابع نوع من أنواع فيروسات كورونا التي يمكنها إصابة الإنسان.
و سُمّيت فيروسات كورونا أو التاجية بهذا الإسم نسبة إلى شكلها، حيث تبدو تحت المجهر الإلكتروني في شكل كريات على سطحها مسامير تشبه التاج.
ماهي أعراض الإصابة بفيروس كورونا؟
فيروس كورونا COVID-19 يصيب الجهاز التنفسي السفلي. و وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعراض الإصابة بالفيروس قد تتراوح شدتها من شخص إلى آخر. فقد لا تظهر عن أحدهم أي أعراض للمرض رغم وجود الفيروس في جسمه، بينما قد تظهر عند شخص آخر علامات العدوى كالحمى، السعال، ضيق التنفس والأوجاع.
كما تشمل الحالات المتقدمة من المرض صعوبة شديدة في التنفس بسبب الإلتهاب الرئوي الحاد (PNEUMONIE)، القيء، الإسهال و فشل العديد من الأعضاء ما قد يؤدي إلى الموت.
وفقا لدراسة الحالات المصابة، هناك أشخاص ظهرت عليهم في البداية أعراض خفيفة للعدوى بدون حمى امتدت لبضعة أيام، ثم تطورت حالتهم إلى أعراض أكثر حدة بسبب تفاقم الإلتهاب الرئوي الحاد.
تتراوح تقديرات حضانة فيروس كورونا COVID-19 (أي الفترة بين الإصابة بالعدوى و ظهور أعراض المرض) بين يوم واحد و 14 يوما. و معظم المصابين تظهر عليهم أعراض المرض في غضون خمسة إلى ست أيام.
إلى أي درجة قد يكون فيروس كورونا COVID-19 قاتلا؟
حسب الإحصائيات المتوفرة لغاية كتابة هذه الأسطر (والتي تتغير كل يوم) فإن فيروس كورونا COVID-19 يبقى أقل فتكا من فيروسات كورونا الأخرى المصيبة للإنسان على غرار فيروس سارس SARS الذي ظهر في 2002 في الصين و قتل 10% من المصابين حول العالم (وفاة واحدة لكل عشر إصابات). كما أنه أقل فتكا من ميرس MERS (الذي قتل ثلث المصابين به) و إيبولا EBOLA.
تتراوح نسبة الوفيات لفيروس كورونا COVID-19 ما بين 2 و 3.4% (بين 2 إلى أربع وفيات لكل 100 إصابة)، لكن هذه النسبة قد تتغير مستقبلا بإثبات الحالات المشكوك فيها والتي لم يتأكد بعد إصابتها، أو بظهور حالات جديدة لا تزال غير مكشوفة أصلا.
يجدر بالذكر أن أغلب حالات الوفيات سجلت لدى كبار السن، أو المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري. فيما شكلت حالات الإصابة عند الأطفال نسبة قليلة مقارنة بالبالغين.
ماهي طرق العدوى والإنتقال من شخص لآخر؟
طريقة العدوى الأساسية هي انتقال فيروس COVID-19 عبر الهواء عن طريق اللعاب، فعندما يتكلم الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، تطير قطرات اللعاب في الهواء (من 3 إلى 5 أمتار) وقد تتوضع على أنف أو فم شخص آخر، هذا الأخير قد يستنشقها مما يسبب إصابته بالعدوى.
كما قد تتوضع قطرات اللعاب فوق سطح قريب أو بعد لمس المصاب بيديه الحاملتين للفيروس لشيء ما كمقابس الأبواب. و تنتقل العدوى للأشخاص السليمين بعد لمسهم للأسطح الملوثة ثم لمس أوجههم.
فيما تبقى احتمالية انتقال العدوى عن طريق الجهاز الهضمي (عن طريق البول و البراز) واردة جدا و أثبت بعض الإختبارات وجود فيروس كورونا COVID-19 داخل الجهاز الهضمي لبعض المرضى.
كيف يتم تأكيد الإصابة بفيروس كورونا COVID-19 من عدمه؟
هناك اختبارات بيولوجية لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا COVID-19، وهي الطريقة الوحيدة لإثبات المرض بما أنه قد يشبه كثيرا أعراض الإنفلونزا. لكن التقدم للكشف لا يتم إلا باستشارة طبية، و يتم إجراء هذه التحاليل على مستوى مختبرات الصحة العمومية، يتم مثلا إجراء هذه التحاليل في الجزائر على مستوى معهد باستور بالعاصمة.
طرق الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كوروناCOVID-19 :
أهم وسيلة للوقاية من فيروس كورونا هو غسل اليدين بشكل متكرر لمدة عشرين ثانية في كل مرة خاصة قبل الأكل، كما يُنصح بتعقيم اليدين في كل مرة تلمس فيها أسطحا عمومية كالأبواب و مقابض الحافلات مع تفادي لمس الوجه باليدين دون تعقيم.
من المهم أيضا الحفاظ على مسافة كافية بينك و بين الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس، أو الإحتكاك الكثير مع المجهولين في الأماكن العمومية.
تنظيف المكاتب والأسطح الكثيرة الإستعمال بواسطة مختلف المعقمات الكحولية قد يساهم في القضاء على الفيروس و تفادي انتقاله.
أما بخصوص فعالية الأقنعة الجراحية، فقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أن استخدامها لا يضمن تماما من خطر الإصابة. لكن بعض خبراء الصحة يقولون أن الإستخدام الصحيح لقناع من نوع N95 قد يحمي من فيروس كورونا COVID-19، في حين أنه غير فعال عند الأطفال أو الأشخاص ذوو اللحية الكثيفة.
هل من لقاحات أو أدوية ضد فيروس كورونا COVID-19 ؟
حاليا، ليس هناك أي أدوية أو لقاحات معتمدة ضد فيروس كورونا COVID-19. لكن هناك العديد منها قيد الإختبار خاصة في الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
تشمل التجارب مثلا دواء هيدروكسي كلوروكين (في فرنسا)، أو دواء ريمديسيفير (REMDESIVIR)، وهو مضاد للفيروسات تم تجريبه أيضا على إيبولا. كما تجري بعض الشركات اختباراتها لتطوير لقاحات تستهدف وقف انتشار الفيروس الجديد.
هناك أيضا اختبارات سريرية في مدينة ووهان الصينية باستخدام مزيج من عقارين لفيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) من نوع المثبطات الإنزيمية البروتينية، تم تجريبهما من قبل أيضا على مرضى متلازمة الشرق الأوسطية التنفسية (MERS) في المملكة العربية السعودية و يتم تسويق المزيج حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية تحت إسم كاليترا KALETRA لصالح مرضى نقص المناعة المكتسبة.