الأمراض المعدية

كيف يؤدي فايروس الكورونا إلى الوفاة؟

ينتمي فايروس الكورونا الجديد إلى عائلة من الفايروسات تم التعرف عليها لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي. تعود تسمية هذه العائلة إلى شكلها الذي يشبه التاج (couronne) و تؤدي الإصابة بها إلى العديد من المضاعفات الصحية، التي تصيب الحيوانات خاصة الطيور لكن 7 أصناف منها تصيب البشر. من بين الأصناف السبعة، ثلاثة كانت سببًا في أعراض خطيرة على مستوى الجهاز التنفسي جاءت بشكل وباء منذ بداية القرن الحالي.

تعود بداية الوباء الأخير covid-19 إلى نهاية العام 2019 بمدينة ووهان الصينية التي انتشر منها الوباء إلى كل أنحاء المعمورة، و أدت إلى إحداث هلع كبير على المستوى العالمي من حيث سرعة انتشارها و خطورة أعراضها، دون الحديث عن إمكانية حدوث أزمة اقتصادية على المستوى الدولي بسبب طريقة تعامل الدول مع الوباء.

لكن، كيف تؤدي الإصابة بهذا الفايروس إلى الوفاة؟

بدايةً، تكون الإصابة بهذا الفايروس عن طريق دخوله للجسم عبر أحد الأغشية التي تغطي العين أو الأنف أو الفم. من ثمّ ينتظر الفايروس الفرصة السانحة لكي يصل إلى العضو المفضل لتكاثره في الجسم و هو الرئة في حالة هذا الفايروس.

عند وصول الفايروس إلى خلايا الرئة، يبدأ بالتكاثر بها باستغلال مكونات الخلية ثم ينتهي بتخريبها لينتقل إلى خلايا أخرى. هذا التكاثر يبدأ دون أعراض، ثم يبدأ الوضع في التفاقم كلما زادت مساحة الرئة المصابة، و تعرض وظيفتها الأساسية و هي تجديد الأكسيجين في الدم إلى انخفاض حاد. هنا، تبدأ الخطورة بالنسبة للرئة حيث لا تصبح قادرة على تغذية باقي الأعضاء بالأكسجين، و تبدأ معاناة هذه الأعضاء و انهيار القدرات الدفاعية للجسم.

تعتمد خطورة الأعراض على مدى انتشار الفايروس في خلايا الرئة و على مدى قدرات الجسم على محاربة انتشاره (حالة جهاز المناعة). فإذا كان الجسم ضعيفا و مصابا بالعديد من الأمراض الأخرى، تكون المناعة ضعيفة و درجة الانتشار كبيرة و حدة الأعراض قوية و قدرة الجسم على التعافي ضعيفة.

لحسن الحظ أن 3% فقط ممن يصابون بهذا الفايروس هم من يتعرضون لمضاعفات حادة تؤدي إلى الموت، لكن الخطورة تكمن في درجة العدوى القوية لهذا المرض و عدم وجود دواء معتمد له كونه فايروس جديد. لهذا وجب على كل شخص احترام إجراءات العزل من أجل تخفيف فاتورة هذا الفايروس من حيث عدد الوفيات و الأضرار الاقتصادية و الاجتماعية الناتجة عن تمديد مدة العزل الصحي.

اظهر المزيد

Dr Draidi

طبيب مختص بالفيزيولوجيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى