البيولوجيا

فيتامين د: أهميته, أهم أعراض نقص هذا الفيتامين وكيف نعالجه ؟

أصبح نقص فيتامين د مشكلة لا ينبغي الإستهانة بها في جميع أنحاء العالم.  ليس فقط بسبب العواقب المعروفة لنقص فيتامين على صحة العظام ، ولكن لأن الدراسات الحديثة أظهرت كيف أن الشكل النشط بيولوجيًا لفيتامين د -1.25OH D2 – يدخل  في العديد من العمليات البيولوجية، بما في ذلك تعديل نظام المناعة. حيث  تم إكتشاف وجود مستقبلات فيتامين د في جميع الخلايا المناعية تقريبًا ووجد أن بعض تغير أشكالها مرتبط بزيادة حدوث أمراض المناعة الذاتية.

فيتامين د : ما هي ؟

يعتبر فيتامين د من الهرمونات حيث أنه عنصر قابل للذوبان في الدهون. مهم للعظام و قوة العضلات والصحة الجيدة العامة. هناك نوعان رئيسيان من فيتامين د، وهما D2 المعروف باسم ergocalciferol و D3 المعروف بإسم cholecalciferol. يتم الحصول على معظم فيتامين د الذي يحتاجه الجسم من التعرض لأشعة الشمس. على الرغم من أن بعض الأطعمة تحتوي أيضًا على فيتامين إلا أنه  خامل بيولوجيًا ويجب أن يخضع لعملية hydroxylation داخل الجسم من أجل توفير إستخدام وظيفي.

لماذا تعتبر فيتامين د مهمة ؟

فيتامين د واحد من العديد من الفيتامينات التي تحتاجها أجسامنا للبقاء في صحة جيدة. يتدخل هذا الفيتامين على العديد من الوظائف ، بما في ذلك:

  • الحفاظ على قوة العظام: وجود عظام صحية يحميك من الظروف المختلفة. بما في ذلك الكساح  وهو إضطراب يجعل للأطفال عظام ضعيفة وناعمة بسبب نقص فيتامين د وبالتالي عدم إستخدام الكالسيوم والفوسفور لبناء العظام. أما عند البالغين فيؤدي إلى ما تسمى بتلين العظام.
  • إمتصاص الكالسيوم: يساعد فيتامين د على إمتصاص الكالسيوم حتى ينتقل على مستوي الدم , ويعملان معا على بناء العظام والحفاظ على صحتها. فيمكن أن تؤدي العظام الضعيفة إلى هشاشة العظام ، وفقدان كثافتها  والذي يكون سببا في الكسور.
  • العمل مع الغدد الجاردرقية: وذلك لموازنة الكالسيوم في الدم عن طريق التواصل مع الكلى والأمعاء والهيكل العظمي. عندما يكون هناك ما يكفي من الكالسيوم في النظام الغذائي وفيتامين د النشط الكافي ، يتم إمتصاص الكالسيوم الغذائي وإستخدامه بشكل جيد في جميع أنحاء الجسم. إذا كان الكالسيوم غير كافٍ ، أو نسبة  فيتامين د منخفضة فإن الغدد الجار درقية “تستعير” الكالسيوم من الهيكل العظمي من أجل الحفاظ على معدل طبيعي من الكالسيوم في الدم ما يؤدي إلى هشاشة العظام.

أهم الأغذية التي تحتوي على فيتامين د :

 أكثر من نصف إحتياجات الجسم من فيتامين د تتوفر من خلال التعرض للشمس , إلا أنه يوجد بعض الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين من بينها :

  • السلمون : سمك دهني شائع  ومصدرغني بالفيتامين د. حيث تحتوي كل 100 جرام  من سمك السلمون الأطلسي على 526 وحدة دولية  UI من فيتامين د وفقًا لقاعدة بيانات تكوين الأغذية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.
  • السردين : من أفضل مصادر فيتامين د التي توفر 216 وحدة دولية في كل 100 غرام سردين.
  • زيت كبد سمك القد : إذا كنت لا تحب السمك ، فقد يكون تناول زيت كبد سمك القد مفتاحًا للحصول على بعض العناصر الغذائية غير المتوفرة في مصادر أخرى. إنه مصدر ممتاز لفيتامين د. يوجد حوالي 448 وحدة دولية في كل ملعقة صغيرة (4.9 مل) .
  • التونة المعلبة : عادة ما تكون أرخص من شراء الأسماك الطازجة. تحتوي التونة الخفيفة المعلبة على ما يصل إلى 268 وحدة دولية من فيتامين د في 100 غرام. كما أنها مصدر جيد للنياسين وفيتامين ك. إلا أنه لسوء الحظ ، تحتوي التونة المعلبة على ميثيل الزئبق ، وهو سم موجود في العديد من أنواع الأسماك. إذا تراكم هذا الأخير في جسمك ، يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.
  • صفار البيض : يجب على الأشخاص الذين لا يأكلون السمك أن يعرفوا أن المأكولات البحرية ليست المصدر الوحيد لفيتامين د. في حين أن معظم البروتين الموجود في البيضة يوجد في بياض البيض ، فإن الدهون والفيتامينات والمعادن توجد في صفار البيض.
  • حليب البقر : يعد حليب الأبقار ،وهو أكثر أنواع الألبان شيوعًا، مصدرًا طبيعيًا للعديد من العناصر الغذائية. بما في ذلك الكالسيوم والفوسفور والريبوفلافين .في العديد من البلدان ، يتم تحصين حليب البقر بفيتامين د. وعادة ما يوجد حوالي 115-130 وحدة دولية في كل كوب (237 مل) .

أسباب نقص فيتامين د :

تشمل الأسباب الرئيسية لإنخفاض مستويات فيتامين د ما يلي:

  • ضعف التعرض لأشعة الشمس.
  • القلق والتوتر العصبي: عند القلق تقوم الغدة الكظرية ( موجودة فوق الكلى ) بافراز هرمون الكورتيزول. يشبه هذا الأخير فيتامين د من حيث الهيكلة وبالتالي يتثبت على مستوى مستقبلات فيتامين د مانعا نشاطها.  
  • لون البشرة: البشرة الداكنة أقل قدرة على إنتاج فيتامين د من البشرة الفاتحة اللون.
  • مصادر غذائية ضعيفة  : كما هو الحال عند النباتيين , الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب .
  • ضعف الإمتصاص : كمتلازمات سوء الإمتصاص ، بما في ذلك الإسهال الدهني  .
  • زيادة متطلبات الجسم  ( مرحلة المراهقة مثلا ).
  • اختلال تحويل كوليكالسيفيرول 25 هيدروكسي إلى 1،25-هيدروكسي كوليكالسيفيرول عن طريق الكلى (خلل في تحويل مادة الفيتامين د الخاملة الى مادتها الفعالة بسبب خلل في الأنزيم ).

كيف يؤثر نقص فيتامين د على الجسم ؟

تشير بعض النتائج حتى الأن إلى أنه قد يكون هناك إرتباط بين الحصول على ما يكفي من فيتامين د و بعض الأمراض المزمنة . ولكن لحد الوقت الحالي يرجع السبب لإرتباط عاملين وليس علاقة سبب ونتيجة. من بين ما قد يؤثر عليه نقص فيتامين د نذكر :

  • أمراض القلب.
  • السرطان.
  • الإكتئاب السريري
  • التدهور المعرفي ومرض الزهايمر.
  • التمثيل الغذائي والسمنة.
  • أمراض الغدة الدرقية (مثل قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية).
  • التصلب المتعدد la sclérose en plaque .
  • داء السكري من النوع 1 ومرض السكري من النوع 2.
  • إلتهاب المفاصل الروماتويدي polyarthrite rhumatoïde .
  • مرض إلتهاب الأمعاء.
  • الصدفية psoriasis .

أعراض نقص فيتامين د :

  • الشعور بالتعب والإرهاق : وذلك من خلال تحفيز إمتصاص الكالسيوم والفوسفور المعدني من الأمعاء و تنظيم محتواها في الدم. كما أنها تساعد في مكافحة التعب وتقوية جهاز المناعة.
  • ضعف العضلات : يلعب فيتامين د دورًا أساسيًا في الحفاظ على كتلة العضلات. حيث كشفت دراسة فرنسية أن النقص يمكن أن يؤدي إلى ساركوبينيا (انخفاض غير طبيعي في القوة وكتلة العضلات).
  • الاكتئاب : وجد الباحثون أن هناك صلة بين نقص فيتامين D والاكتئاب. فقد وجدت دراسة نمساوية لـ 25 مريضًا مكتئبًا أن مستويات فيتامين د لديهم أقل من الأفراد الأصحاء. يرى العلماء أن هذا الهرمون يحمي الخلايا العصبية التي تصنع الدوبامين والسيروتونين (يعتبر الدوبامين والسيوروتونين من الناقلات العصبية ضرورية للعمل السليم للدماغ).
  • جفاف الجلد : ففيتامين د يساعد في ترطيب الجلد والأنسجة وكذا التغلب على بعض الأمراض الجلدية.
  • هشاشة العظام : من خلال فقدان قوة العظام والكسور الزائدة وآلام المفاصل. كما قد يكون الأطفال عرضة للكساح.
  • التشنجات : يمكن للجفاف الناجم عن نقص فيتامين د أن يتدخل أيضًا على مستوى تزييت المفاصل مما يؤدي الى الألم والتشنجات والصلابة عند الاستيقاظ.
  • نقص المناعة : ففيتامين د تعزز المناعة وباتالي نقصها يؤدي الى التعرض للإلتهابات وغيرها من الأمراض التي تستهدف الجسم بسبب ضعف الجهاز المناعي .

كيف نضمن نسبة كافية من فيتامين د للجسم ؟

يعتمد مقدار فيتامين د الذي يحتاجه الجسم على العديد من العوامل كالعمر والعرق والموسم وغيرها. إلا أن توصيات معهد الطب الأمريكي تشير إلى أن متوسط ​​الإستهلاك اليومي من 400-800 وحدة دولية يكفي لـ 97.5٪ من الأفراد. ومن أجل الحصول على هذه الكمية المناسبة يجب :

  • التعرض للشمس على الأقل 20 دقيقة يوميا.
  • تناول الأغذية الغنية بالفيتامين د خاصة الدهون الحيوانية , البيض , زيت كبد السمك..
  • تجنب التوتر والقلق العصبي.

عادة ما يكشف تحليل الدم نقص حاد في فيتامين د أقل من 30 نانوغرام/مل ( وهي النسبة العادية للجسم). فيقوم الطبيب بوصف أمبولات فيتامين د3 200000UI/1ml , والتي تُؤخد مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر مع دهون كالزبدة أو معلقة زيت زيتون من أجل زيادة إمتصاصها.

اظهر المزيد

Dr Benaicha Fatima

طبيبة عامة - كلية الطب مستغانم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى