من المعروف أن هناك العديد من التغيرات الهرمونية التي تحصل خلال فترة الحمل، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكري في الدم (ما يسمى بداء سكري الحمل). مما يزيد في احتمال حدوث مضاعفات تتطلب مراقبة طبية خلال الفترة المتبقية إلى غاية الولادة، مع العلم أن الحصول على علاج جيد يعني حملا وولادة موفقة و طفلا بصحة جيدة بإذن الله.
طريقة تشخيص داء سكري الحمل:
إذا كنت تخططين للإنجاب فمن المستحسن استشارة طبيب لقياس نسبة الجلوكوز للكشف المحتمل عن داء سكري مخفي، خاصة إذا كانت المرأة تحمل أخطار الإصابة:
- فوق 35 سنة من العمر
- السمنة
- الإصابة بسكري الحمل خلال ولادات سابقة
- إصابة أحد أفراد العائلة بداء السكري من أي نوع (سبب وراثي)
إذا تأكد الحمل، يمكن تشخيص إصابة محتملة بداء سكري الحمل بالطريقة التالية (التشخيص يتطلب مرافقة طبية):
- تجاوز نسبة الجلوكوز في الدم نسبة 0.92 غرام / لتر صائمة
- أو تجاوز نسبة الجلوكوز في الدم نسبة 1.80 غرام / لتر بعد ساعة واحدة من تناول جرعة من محلول سكري مخبري (hyperglycémie provoquée par voie orale)
- أو تجاوز نسبة الجلوكوز في الدم نسبة 1.53 غرام / لتر بعد ساعتين من تناول جرعة المحلول HGPO
كيف يؤثر سكري الحمل على صحة الطفل؟
يحصل الجنين على العناصر الغذائية في بطن أمه من دمها، لذا، قد يؤثر ارتفاع نسبة السكري عليه أيضا. يخزن الطفل السكر الزائد كدهون وهو ما يجعله ينمو أكبر من المعتاد. كما يمكن أن يتسبب في المضاعفات التالية:
- صعوبة الولادة بسبب حجم الجنين وبالتالي إحتمال تأذيه
- ولادته قبل الوقت المتوقع (bébé prématuré)
- مشاكل مؤقتة في التنفس
- إنخفاض مستويات السكر والمعادن عند الولادة
- اليرقان (ictère) حالة مرضية قابلة للعلاج تتميز باصفرار لون الجلد
- إحتمال إصابة الطفل في وقت لاحق بداء السكري والسمنة
كيف يؤثر سكري الحمل على صحة الأم؟
ارتفاع السكري في دم المرأة الحامل يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات أهمها:
- إرتفاع ضغط الدم ( pré-éclampsie)
- زيادة فرصة اللجوء إلى الولادة القيصرية (césarienne)
- الولادة قبل الأجل المتوقع
- خطر الإجهاض
- يمكن أن يعود مستوى السكر في دم الأم إلى حالته الطبيعية بعد الولادة لكن إحتمال الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لاحقا يبقى قائما، كما يمكن الإصابة مرة أخرى بسكري الحمل مع حمل آخر
كيف ينبغي التعامل مع سكري الحمل لتفادي المضاعفات عليك وعلى طفلك؟
- التغذية الصحية: يُنصح باستشارة إختصاصي في التغذية لوضع نظام غذائي يناسب داء سكري الحمل. سيعمل برنامج التغذية هذا على الحفاظ على مستويات منتظمة للسكري بفضل تحديد عدد الكربوهيدرات المتناولة و توزيع الوجبات (3 وجبات زائد وجبتين خفيفتين) مع تفضيل الألياف التي تبطئ امتصاص الكربوهيدرات و تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات كالمعجنات وأيضا تحديد السعرات الحرارية
- النشاط البدني: ممارسة رياضة ملائمة للحمل تُعدّل مستويات السكر في الدم، بمعدل 30 دقيقة في اليوم، و أبرز الرياضات المنصوح بها: المشي و السباحة بعد استشارة الطبيب المعالج
- إحترام مواعيد الفحص الطبي: يجب متابعة صحة الجنين بانتظام حسب برنامج الطبيب المتابع، وهذا باستخدام الموجات فوق الصوتية (échographie)
- متابعة مستوى السكر في الدم: قياس نسبة الجلوكوز يوميا هو طريقة رئيسية لمراقبة صحتك
- تناول الأدوية الموصوفة بانتظام: يصف الطبيب المعالج عادة حقن الأنسولين. يجب فهم طريقة و توقيت استخدام الدواء جيدا
- الفهم الجيد لطريقة التعامل مع أي تغيرات حساسة في نسبة الجلوكوز في الدم، سواء إرتفاعه أو إنخفاضه الحاد
متى يجب الإتصال بالطبيب المعالج في حالة التداوي بسبب سكري الحمل؟
سكري الحمل يتطلب متابعة طبية منتظمة، و يجب احترام مواعيد الفحص الطبي و عدم تضييعها للحفاظ على صحتك و صحة طفلك. لكن هناك بعض الحالات التي تستدعي الإتصال بالطبيب المعالج خارج جدول المواعيد، و تتمثل في:
- المرض: الإصابة بالزكام مثلا قد يتسبب في اختلال معدلات السكري مما يتطلب استشارة طبية إضافية
- الشعور بأعراض ارتفاع نسبة السكري في الدم: زيادة العطش، ضبابية الرؤية، الصداع، صعوبة التركيز
- الشعور بأعراض انخفاض نسبة السكري في الدم: تسارع نبضات القلب، الدوخة، التعرق، الإرتعاش، شحوب الجلد، الصداع، الجوع، القلق
- تسجيل ارتفاع أو انخفاض تركيز السكري عند قياسها في المنزل، مقارنة مع المستويات المطلوبة والتي أخبرك بها طبيبك
